قضايا وآراء

ترامب.. النهاية!

| دينا دخل الله

عانت الساحة السياسية الأميركية في الأشهر القليلة الماضية جدلاً كبيراً أدى إلى زعزعة ثقة الشارع بالنظام السياسي المتبع منذ عقود، بعد أن رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الاعتراف بخسارته في الانتخابات الرئاسية واتهامه لمنافسه بالتزوير. ورغم فوز الديمقراطيين بالرئاسة والكونغرس في النهاية، إلا أنهم مصرون، على ما يبدو، على ملاحقة الرئيس السابق ترامب حتى النفس الأخير.
فقد عمل الحزب الديمقراطي على رفع دعوى ضد ترامب في مجلس الشيوخ، حيث سيحاكم بتهمة التحريض على العنف، ما قد يؤدي إلى عزله أي عدم السماح له بالترشح مرة أخرى.
بدأت محاكمة ترامب بالفعل الثلاثاء الماضي، فهل سينجح الديمقراطيون في إدانة ترامب وعزله؟ ما قد ينزل الستار على حياته السياسية إلى الأبد؟ وهل ما يقوم به الديمقراطيون خطوة ضرورية لحماية الديمقراطية الأميركية؟ أم هو فعل انتقامي؟
يرى فريق الدفاع عن دونالد ترامب أن ما يقوم به الديمقراطيون لم يكن يوماً لتحقيق العدالة بل هو «مسرحية سياسية» وأن ترامب غير مسؤول عن أعمال العنف التي طالت الكونغرس في السادس من كانون الثاني، وأكد الفريق أن ملاحقة رئيس سابق أمر غير دستوري. وينظم أنصار ترامب إستراتيجية دفاعية تستهدف النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ وتحاول إقناعهم للوقوف مع رئيسهم السابق، بغض النظر عن استيائهم من الهجوم الذي حصل على الكونغرس. وقال رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي: إن «ترامب يجب أن يتحمل مسؤولية ما حدث لكن لا يجوز أن يدان في المجلس».
في المقابل يؤكد الادعاء الذي يمثله نواب ديمقراطيون أن الرئيس السابق ترامب قام بانتهاك القَسَم الرئاسي وخان الشعب الأميركي عندما منع الانتقال السلس للسلطة، ما يعتبر أكبر جريمة دستورية يقوم بها رئيس.
عادة تستمر هذه المحاكمة لثلاثة أسابيع، إلا أنها هذه المرة ستنتهي، حسب المراقبين، في أقل من ذلك لأن في هذا مصلحة لكلا الطرفين. فالإدارة الجديدة تريد إنهاء المحاكمة التي تسرق الأضواء من خطتها الكبيرة لمواجهة أكبر جائحة تواجه البلاد منذ عقود. أما الحزب الجمهوري فيخشى أن التركيز على تفاصيل محاولات ترامب لقلب نتائج الانتخابات في محاكمة طويلة، ستضر بالحزب وتصعب طي صفحة ترامب، وخاصة أن عدداً لا بأس به من الجمهوريين في الكونغرس صوتوا ضد ترامب كالسيناتور آدم كينزينجير عن ولاية ألينويز المهمة.
ما بين الدفاع والادعاء هناك أصوات تطالب الرئيس بايدن بإصدار عفو عن سلفه لأن هذا يتماشى مع رسالته عن وحدة الأمة. وبهذا سينزل الستار على أربع سنوات من الصراع بين الحزبين. فهل سيصدر الرئيس جو بايدن عفواً عن الرئيس السابق ترامب كما فعل الرئيس فورد؟
قال الرئيس السابق جيرالد فورد عندما أصدر عفواً رئاسياً عن سلفه ريتشارد نيكسون عام 1974: «إن الهدوء والسكينة اللذين تعيشهما هذه الأمة الآن بعد الأحداث التي مرت بها في الأسابيع القليلة الماضية، كان من الممكن أن يتلاشيا لو كان الرئيس نيكسون أجبر على الوقوف أمام محكمة جنائية لدوره في فضيحة ووتر غيت. أليس هذا أفضل، وضع نهاية سعيدة لهذا الفصل السيئ من التاريخ الأميركي»؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن