سورية

نريد من بايدن مواقف عملية وبيدرسون يعمل بإيعاز من أميركا … مصدر إيراني: زيارة أصغر خاجي تأتي في توقيت حسّاس

| موفق محمد

اعتبر مصدر إيراني في دمشق، أن زيارة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي إلى دمشق ولقاءاته مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أمس، تأتي في توقيت حساس وفي ظل منعطفات يمر بها محور المقاومة وتطورات تشهدها المنطقة والمواقف الدولية، الأمر الذي يستوجب مزيداً من التنسيق بين البلدين لتنسيق المواقف.
وفي تصريح لـ«الوطن»، لفت المصدر إلى أنه قبل فترة قريبة انتهت الجولة الخامسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور، وفي الأسبوع القادم هناك اجتماع للدول الضامنة لمسار أستانا في مدينة سوتشي الروسية، «وكل ذلك يستوجب الحديث والتشاور بين مسؤولي البلدين لتنسيق المواقف في ظل هذه التطورات».
وقال: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل واضح أعلنت دعمها لأي حل سياسي للأزمة السورية ولأي حوار سوري سوري من دون أي تدخل أجنبي، الأمر الذي يبدو أن الغرب لا يسمعه إطلاقاً ويحاول دائماً وضع العصي في الدواليب»، لافتاً إلى أنه وبعد انتهاء الجولة الخامسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور خرج المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون وأعلن بأن لا نتائج لهذه الجولات «وكأنه يعمل بإيعاز من الدول المسيطرة في المجتمع الدولي كأميركا ودول أخرى».
وأضاف: «كان رد أصغر خاجي، (أمس) الأربعاء، واضحاً، عندما قال، في تصريحات للتلفزيون الإيراني في دمشق: تقييمنا لعمل اللجنة هو تقييم إيجابي ولا نزال متفائلين بعمل هذه اللجان وبالحوار للوصول إلى حل يضمن السيادة السورية ووحدة الأراضي السورية والاستقلال السوري من دون تدخل الآخرين».
وتابع المصدر: «يبدو لي أن أصغر خاجي كان بالأساس يريد أن يقول إنه ليس هناك إنصاف عند القول إن اجتماعات اللجنة الدستورية لم تثمر عن أي نتائج»، مشيراً إلى أنه «وحسب قول أصغر خاجي فإن الخلافات بين أعضاء اللجنة كبيرة، فهناك مجموعة موالاة ومجموعة معارضة ومجموعة مجتمع مدني، ولكي يتفق هؤلاء على صيغة معينة فإن الأمر بحاجة إلى وقت أكبر».
وفي تعليقه على تزامن زيارة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق مع تحولات في مواقف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن إزاء ملفات المنطقة عما كانت عليه في عهد سابقه دونالد ترامب، قال المصدر الإيراني: «لا شك أن هناك ضغوطاً تمارس على إيران وعلى سورية كحلقتين رئيسيتين في محور المقاومة، ويبدو أننا دخلنا في لعبة العصا والجزرة، إلا أن الرسالة الإيرانية لأميركا كانت واضحة بأننا لسنا في وارد الدخول في هذه اللعبة، فإيران ستصمد كما صمدت في الأربعة عقود الماضية».
وأضاف: «اليوم هو الذكرى السنوية للثورة الإسلامية في إيران، ولذلك نحن سنصمد لأربعة عقود أخرى وإن كانت هناك ضغوط ولن نزيح قيد أنملة عن حقوقنا ولن نستسلم».
وبعد أن لفت المصدر إلى أن هناك درجة عالية من تنسيق المواقف بين البلدين، اعتبر أنه «من الضروري أن يكون هناك حديث عما تتخذه الإدارة الأميركية الجديدة من مواقف تجاه الملفات في المنطقة».
وقال: «نحن في إيران نريد أن نرى خطوة إيجابية من قبل أميركا لكي تقوم إيران بخطوتين، إلا أننا إلى اليوم لم نرَ شيئاً عملياً من إدارة جو بايدن»، ولفت إلى أن هذه الإدارة تقول: إن أميركا ليست في وارد البقاء في الشرق السوري أو في حقول النفط، وأضاف متسائلاً: إذاً لماذا يتم إرسال كل هذه التعزيزات والقوات الأميركية إلى منطقة شرق الفرات؟ ولماذا كل هذه المطارات وهذا التعزيز للحضور الأميركي غير القانوني والذي هو احتلال؟
واعتبر المصدر أن إدارة بايدن عندما تقول إنها لا تعترف بإعلان الإدارة السابقة بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، فهي بذلك ليس لها أي «منة»، لافتاً إلى «أننا لا نعترف بالكيان الصهيوني والموقف في سورية واضح بأن الجولان سوري ويجب أن يعود إلى السيادة السورية»، ومعتبراً أن كلام إدارة بايدن «بيع كلام لا أكثر ولا أقل».
وقال: «نريد من إدارة بايدن، وهذا بتصوري هو الموقف في طهران وفي دمشق، مواقف عملية وخطوات إيجابية ومن ثم ندخل في مفاوضات وتغيير للرؤية تجاه الإدارة الأميركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن