قضايا وآراء

ماذا في سوتشي المقبل؟

| ميسون يوسف

تستعد الأطراف المنضوية في منظومة أستانا حول سورية بعد طول انقطاع، لعقد الاجتماع المقبل في سوتشي لتقييم الوضع الذي آلت إليه الأمور بعد تعثر تنفيذ قرارات مهمة اعتمدتها المنظومة سابقا وكانت تركيا بشكل خاص سبباً في عرقلة التنفيذ من خلال نكولها أو تخلفها عن الوفاء بالتزاماتها والاستمرار في خداعها لتنفيذ مشروعها الخاص في سورية، المشروع المتمثل باقتطاع أو قضم أراض سورية في الشمال بعد ربطها الخدمي بها وإحداث التغيير الديمغرافي فيها سعياً وراء تتريكها بالكامل عبر إجراءات تتخذها في الأراضي التي تحتلها خلافاً لقواعد القانون الدولي، التي كان آخرها فتح كليات ومعاهد جامعية في ريف حلب الشمالي في خطوة تشير إلى نية تركية بالبقاء في احتلال دائم للمنطقة.
في المقابل تسعى سورية وبدعم من حلفائها الصادقين إلى إفشال الخطط التركية ومؤامرات الآخرين أيضاً والدفع نحو تنفيذ دقيق لقرارات أستانا وموسكو وسوتشي، تنفيذاً فعلياً ومنتجاً من شأنه أن يؤدي إلى تطهير الأرض من الإرهاب ووضع حد لكل مشاريع الانفصال والاقتطاع والقضم التي ينفذها هذا أو ذاك من الداخل والخارج ضد المصلحة السورية العليا.
في هذا السياق يأتي اللقاء الإيراني السوري الأخير واستقبال الرئيس بشار الأسد لوفد إيراني للبحث فيما يهم البلدين عامة وما يتصل بالموقف من اجتماع سوتشي المقبل، فضلاً عن تبادل الرأي حول السعي لتسهيل عمل اللجنة الدستورية السورية في ظل مبدأ استقلالية القرار السوري بعيداً عن الإملاءات الأجنبية ومشاريع السيطرة الخارجية على سورية التي أسقطت في الميدان كل تلك المشاريع، ولن تكون في وضع تسمح به في السياسة بنجاح تلك المحاولات العدوانية الخبيثة حيث تؤكد سورية ومعها حلفاؤها أن من هُزم في مشاريعه الإجرامية في المواجهة العسكرية والميدان لن يكون له على طاولة التفاوض فرصة تعويض خسائره على حساب حقوق الشعب السوري ووحدة سورية وسيادتها واستقلالها.
ومن أجل ذلك تتحرك الحكومة السورية على خطوط متوازية لتخدم المصالح الوطنية للبلاد، تتحرك في الميدان لمواجهة الإرهاب والاحتلال، وفي السياسة لإجهاض المؤامرات والمشاريع العدوانية، وفي العلاقات الدولية لتؤكد موقعها الإستراتيجي الذي عجز أعداؤها أن يزيحوها عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن