رياضة

عندما يتواضع تفكيرنا الكروي!

| غانم محمد

شعرتُ بـ(غيرة كبيرة)، وأنا أتنقّـــل من موقع إخباري مصري إلى آخر، وأجد 90 بالمئة من أخبار هذه المواقع (الرياضية وغير الرياضية) لا شيء فيها أهمّ من أخبار نادي الأهلي المصري، الذي أحرز المركز الثالث في كأس العالم للأندية، على حساب فريق بالميراس البرازيلي.
الغيرة ولّدت ألماً فينا نحن السوريين الغائبين عن دوري أبطال آسيا، وحتى عن ملحقه وأدواره التمهيدية، بعد أن بصمنا فيه باللون الأزرق، وتحوّلت الكرة السورية خلال بضع سنوات إلى وجهة رئيسية على رحلات الطيران التي تنقل أبطال القارة الصفراء شرقاً وغرباً.
نتفرّج على دورينا، نتابع منافساته، نحاول أن نقف على مستوياته، وبالصراحة (الجارحة) نهرب منه إلى أي مكان غيره، نفتّش في الدوري السعودي أو الإماراتي أو الكويتي عن لاعبينا، وبحجتّهم نروي شغفنا بكرة القدم.
لا نلوم لاعبينا، ولا مدربينا، فمعشر كرة القدم في سورية يعمل في ظروف لا يمكن لها أن تنتج كرة قدم حقيقية.
فقسم كبير من الملاعب لا تصلح لسباقات الخيول العربية، وثلاثة أرباع كوادر الأندية عالة على الرياضة.
والإمكانيات المادية لا تكفي لتهيئة أجيال داعمة لمسيرة أي ناد، والملايين التي يقبضها لاعبو الرجال في أندية الممتاز هي أرقام مضللة، وبذات الوقت ليست أساساً للتطوير، وليست عاملاً على الاستمرار أو الاستقرار.
والدليل أن لاعب منتخب وطني في نادٍ ينافس على اللقب طار إلى دوري درجة ثانية في دولة عربية من أجل بضعة ملايين (زيادة) ولو خسر مكانه في المنتخب الوطني، في حين لاعب مثل (ألكسندر باتو) البرازيلي، لاعب ميلان السابق، يجلس في بيته منذ بضعة أشهر، ورفض عروضاً بالملايين من أندية سعودية وإماراتية!
عندما يتواضع تفكيرنا الكروي من الطبيعي أن يتواضع مستوانا، وعندما يكون التنافس على وقع المكاتب والأصابع الخفية التي تتلاعب بالمسابقات فمن الطبيعي أيضاً ألا نفكر بدوري أبطال آسيا، بل علينا أن نفرح أننا ممثلون في كأس الاتحاد الآسيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن