رياضة

من وحي مباريات الدوري الكروي الممتاز… ميزان الكبار في خطر … أداء متراجع ونتائج محيرة والاعتداء على الحكام مستمر

| ناصر النجار

لم ترتق مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي الممتاز إلى المستوى المتوقع، فجاءت المباريات على غير ما تشتهي الفرق وخصوصاً النتائج المخيبة للآمال، فخسرت أغلب الفرق نقاطاً كانت بأمس الحاجة إليها سواء في المقدمة حيث يشتد الصراع على قمة الدوري أم في المؤخرة حيث تلتهب بالفرق المهددة بالهبوط.
وغرابة النتائج زادها شح الأهداف، فهذه الجولة لم تشهد أكثر من تسعة أهداف في سبع مباريات وهي من النسب القليلة جداً التي تشهدها مراحل الدوري في سنوات كثيرة سابقة، وإذا كانت الأجواء المناخية في المباريات مثالية فأي حظ عاثر وقف أمام المهاجمين لدك الشباك وإفراح المشجعين وإسعادهم؟
فهل ارتقى أداء الدفاع إلى مصاف الفرق الكبرى أم إن الأحوال الهجومية باتت تعيسة؟
من وحي الدوري الكروي الممتاز كانت لنا هذه الوقفة وإلى التفاصيل.

انتصر جبلة

في مرحلة التمايز حول قرار اتحاد كرة القدم بالعقوبات التي فرضها على جبلة وبعد رد الاستئناف، وافق المكتب التنفيذي على اعتراض جبلة وألغيت العقوبات وما تبقى هو صدور قرار علني من اتحاد كرة القدم والبحث عن حلّ للمباراة التي توقفت في الدقيقة 71 والنتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي بهدف لهدف.
المشكلة تكمن اليوم بالحلول المفترضة للمباراة ويجب أن تكون الحلول قانونية، مقترح إنهاء المباراة على ما توقفت عنده هو غير قانوني في كل المذاهب الكروية في العالم.

ويحسب لرئيس نادي جبلة أنه كسب الرهان مدافعاً عن فريقه وحقه، واللوم على اتحاد كرة القدم الذي أخطأ مرتين، مرة عندما أعلن عن العقوبات ومرة أخرى عندما رفض الاستئناف، ومثل هذا الخطأ لا يصب في خانة الخطأ الإنساني لأن التدقيــق والتمحيــص في القضية اســتمر طويلاً، وبـناء عليــه فإن من حق جماهير كرة القدم أن تطالب اتحاد كرة القدم بتبيان الحالة على حقيقتها، ومن حق نادي جبلة طلب الاعتذار ممن أخطأ بحقه، وإن لم يستجب اتحاد كرة القدم ويوضح الأسباب والمسببات فمن حقنا أن نطالبه بالاستقالة.

وأخطاء اتحاد كرة القدم باتت كثيرة والخلافات داخل مبنى الفيحاء أكبر، وسمعنا بالمقابل أن رئيس الاتحاد الرياضي العام صرح أن اتحاد كرة القدم يملك حصانة من الفيفا وهذا يؤكد ولو بطريقة خفية على عدم رضا القيادة الرياضية عن عمل اتحاد كرة القدم، وأمام هذا نذكّر القائمين على الرياضة أن كل الاتحادات المتعاقبة على كرة القدم السورية لم تكمل دورتها منذ زمن فاروق بوظو وأحمد الجبان وفاروق سرية وصلاح رمضان وفادي دباس، وكانت الحلول دوماً موجودة واللجان المؤقتة جاهزة، فهل تغير الزمن أم إننا ننتظر حتى تصل كرتنا إلى الإفلاس الحقيقي؟

ملاعب ومتاعب

جماعة الوحدة باتوا ينظرون إلى مبارياتهم مع فريق الشرطة على أنها عقدة، وهذا الكلام هذا الموسم غير مقبول شكلاً ولا موضوعاً، فلكل مجتهد نصيب، لكن علينا أن ندرك أن الوحدة ليس بوضعه الطبيعي الذي يفوز على الحرية بصعوبة وهو محمّل بالهموم والمتاعب لا يمكننا أن نصف وضع الفريق بالجيد، وإذا كان كل تعثر نضعه بظهر الآخرين فلن نكتشف أخطاءنا الحقيقية ولن نعرف علل الفريق.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا نأسف لحال ملعب الفيحاء الذي يعوق الفرق على تقديم نصف ما عندها، ومثل هذه الملاعب لا يمكن أن تساهم برقي كرة القدم وتطورها فضلاً عن أنها باتت كالملاعب الصناعية مصدر خطورة على اللاعبين، وهذا الأمر يفسر الإصابات المتلاحقة بلاعبي الفرق فلا نجد فريقاً إلا ويعاني من إصابة ثلاث أو أربعة لاعبين على الأقل.
السؤال الذي يطرح نفسه: ملعب الفيحاء وضع في الصيانة قبل الدوري وقيل لنا إنه سيكون مثالاً ونموذجاً للملاعب، لكن الملعب لم يخدم الدوري عموماً، فهل الحق على الصيانة التي لم تقم بواجبها كما يجب أم إن هناك وراء الأكمة ما وراءها؟

أزمة خطيرة

تعددت حوادث الشغب وتنامت وتطورت وبلغت حد الاعتداء على الحكام في ظاهرة خطيرة، وهذا يدل على أن الإجراءات الانضباطية في اتحاد الكرة قاصرة وغير ملبية، وهذا ينذر بشر مســتطير قد ينهي الدوري ويوقف النشاط وقد يوصل بكرتنا إلى ما لا يحمد عقباه.

وحالة التعدي على الحكام لم تقتصر على الدرجة الممتازة بل تعدت إلى باقي الدرجات والفئات وكما نلاحظ أن الشغب امتد إلى دوري السيدات أيضاً وشاهدنا ما حدث من اعتداء على الحكام من فريقي قارة والنبك في الأسبوعين الأخيريــن من دوري الدرجة الأولى.

هذه التطور الخطير في ملاعبنا يلغي حالات الود المفترضة بين طاقم التحكيم وبقية مفاصل اللعبة لدرجة أن الكثير لم يعد له همّ إلا تقصي الحالات التحكيمية وتتبع أخبار الحكام وكأنهم عدو يتربص بالفرق، ولا بد من إعطاء أهل الاختصاص حقهم في مراقبة الحكام ومراقبة قراراتهم وإصلاح أخطائهم، وللأسف عكفت الفرق وربما الجماهير على لوم الحكام حال التعثر وكأن اللاعبين ومدربيهم بريئون من الأخطاء براءة الذئب من دم يوسف.

العقيد زكريا قناة نائب رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة الحكام قال لـ«الوطن»: إن ضعف الإجراءات الانضباطية تجاه حالات الاعتداء على الحكام أدى لاستفحال المشكلة وتناميها، ورأى أن العقوبات المالية لا يمكن أن تردع هذه الحالة الخطيرة، فأي فريق قادر على دفع مليون ومليونين غرامة وهما لا يساويان شيئاً أمام دخل المباراة الواحدة وأمام النفقات الكثيرة التي تدفعها الفرق على لاعبيها والدوري وتبلغ أحياناً أكثر من مليار ليرة، لذلك لا بد من اعتماد عقوبة حذف النقاط كرادع لتمارس الأندية مسؤولياتها تجاه الحكام وليعرف الجمهور أن العقوبات ستضر بالفرق كثيراً فيتم تجنب هذه الحــالات خشــية الوقــوع في العقوبات.

غلطة الشاطر بألف

الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي ساوى بين الغني والفقير، فلا الغني نفعه ماله ولا الفقير منعه فقره من إثبات وجوده، والمباريات جمعت فرق الطابق الأول مع الطابق الثاني إذا وزعنا الفرق سبعة فوق وسبعة تحت، فما استطاعت فرق المقدمة أن تغزو فرق المؤخرة فجاءت المباريات متعادلة بالنتيجة سيئة بالأداء، وكان الاتحاد الاستثناء بين الجميع لأنه الوحيد الذي خرج فرحاً بالنقاط.

ولا ندري من يتحمل سوء الأداء، ولا ندري أين نضع اللوم على فرق دفعت مئات الملايين لتعجز أمام فرق عرفت حدودها فلم يتجاوز تجهيزها معشار ما جهزت به الأندية الكبيرة فرقها.

تشرين يرمي تعادله مع الساحل بسلة اللاعبين الغائبين، وهذا يقودنا إلى أمرين اثنين، أولهما: الحالة الانضباطية في الفريق التي حرمته من جهود أربعة لاعبين للإنذارات، فضلاً عن الإصابات المتعددة لبعض اللاعبين، وثانيهما: وهو سؤال محق: أين البدلاء عنده؟ نحن نعلم مسبقاً أنه سيشارك في آسيا وسيدافع عن لقب الدوري، وعند أول مطب لم نجد الصف الاحتياطي قادراً على ملء غياب الأساسيين، فكيف سيواجه تشرين فرق مجموعته ببطولة الاتحاد الآسيوي؟
تعادل حطين مع حرجلة أفقده فرحة الفوز على تشرين وأضاع منه فرصة ذهبية للاقتراب من المتصدر وتجاوز جاره، ولأن غلطة الشاطر بألف فإن ما فعله مرديك مردكيان لا يغتفر فقد ساهم بخسارة فريقه لنقطتين مهمتين وحاسمتين وحرم فريقه من جهوده لأكثر من مباراة وهذا لا يغتفر ولا ينتظر من لاعب كبير بحجم المردكيان.
مشكلة الكرامة تكمن بالعقم الهجومي وهذا أمر واضح وجلي منذ بداية الدوري، لكنه وقع بالفخ، ولا ندري إن كان تعاقده مع شادي الحموي سيفيد الفريق خصوصاً أن هذا المهاجم مصاب، بل إن ناديه السابق فسخ عقده لعدم الاستفادة منه لتعدد إصاباته، فهل كان خيار الكرامة في المكان الصحيح؟

بين مرحلتين

الجيش أكثر استفادة من غيره من الفرق فقد نال أربع نقاط رغم أنه متراجع عن الذهاب بفارق نقطتين، لكن ما يشفع له أنه لعب المباراتين خارج أرضه ومع فريقين كبيرين، الوحدة كما الذهاب حافظ على نقاطه الأربع لكن نالهما من فرق المؤخرة والمفترض أن تكون حصيلته أفضل لأن هدفه المنافسة على اللقب والكلام نفسه ينطبق على حطين الذي نال أربع نقاط بزيادة نقطة عن الذهاب، الشرطة ارتقى عن الذهاب بنقطتين ويحسب له تعادله مع الوحدة القوي.
الكرامة اهتز عن الذهاب فنال ثلاث نقاط وهو نصف حصيلة الذهاب، والاتحاد ارتقى فنال ثلاث نقاط غالية من أرض الكرامة.
الساحل تقدم عن الذهاب فنال نقطتين، والطليعة نال نقطتين مقابل واحدة في الذهاب في حين تراجع جبلة من أربع نقاط إلى نقطتين وكذلك الوثبة.

أكثر الفرق تضرراً تشرين فلم ينل في الإياب إلا نقطة مقابل ست نقاط حصل عليها في الذهاب، أما حرجلة فقد نال نقطة ورصيده في الذهاب صفر وتراجع الفتوة والحرية من نقطتين في الذهاب إلى نقطة واحدة في الإياب.

أرقام وألوان

سجل في المباريات السبع تسعة أهداف فبلغ مجموع أهداف الدوري 206 أهداف، رفعت الحمراء مرة واحدة لمهاجم حطين مرديك مردكيان فكانت الحمراء الثانية والعشرين، واحتسبت ركلة جزاء واحدة سجلها هداف الجيش محمد الواكد بمرمى الطليعة وهي الركلة الثانية والثلاثين هذا الموسم ضاع مها تسع ركلات.
على صعيد الهدافين فالصدارة دوماً لمحمود البحر (جبلة) بعشرة أهداف يليه علاء الدين الدالي (تشرين) بثمانية أهداف ومحمد الواكد (الجيش) بسبعة أهداف وفي المركز الرابع مرديك مردكيان وأنس بوطة (حطين) وأحمد العمير (الطليعة) ولكل منهم ستة أهداف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن