الغموض يلف موضوع توفير لقاح كورونا! … ممثلة «الصحة العالمية» في دمشق لـ«الوطن»: توقعات أن يكون اللقاح في النصف الأول من العام
| محمود الصالح
يبدو أن هناك الكثير من الغموض ما زال يلف موضوع توفير اللقاح الخاص بوباء كورونا، حاولنا مرات عديدة أن نتعرف على حقيقة الأمر من خلال وزارة الصحة، لكن دائماً كانت الإجابات غير واضحة، وحديث عن تعليمات لا تسمح بالإفصاح عن أية معلومات تخص هذا الموضوع.
في الوقت ذاته صرح أكثر من مرة مدير الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة لوسائل إعلام وطنية مقدما معلومات محددة عن كميات اللقاح ومواعيد توفيره والأشخاص المستهدفين به، كما أن البعض من المعنيين نسبت إليهم تصاريح حول كميات اللقاح التي ستورد وبلد التصنيع، إلا أنهم عادوا وأنكروا لــ«الوطن» علاقتهم بهذه التصريحات، وأعادوا دقة أي معلومة إلى وزارة الصحة لأنها الجهة المعنية بكل ذلك!!
أسئلة عديدة أردنا طرحها على وزارة الصحة تتعلق بشكل أساسي بمدى توافر الإمكانات اللوجستية من تبريد وغيره لتنفيذ خطة اللقاح، وعن مدى قانونية إعطاء اللقاح وهو غير مسجل وطنياً لدى وزارة الصحة لأن القوانين والأنظمة الصحية في سورية لا تسمح بإدخال أي زمرة دوائية أو لقاح غير مسجل في البلاد، وحول إمكانية أن يكون إقرار مجلس الوزراء مؤخراً الموافقة على الدخول في منظومة «كوفاكس» بديلاً قانونياً عن التسجيل الوطني للقاح.
«الوطن» وبهدف الوقوف على المعلومة الصحيحة ونظرا لإغلاق الوزارة لكل الأبواب توجهت إلى ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق الدكتورة اكجمال مختوموفا لمعرفة بعض الحقائق عن توافر هذا اللقاح حيث قالت: سورية هي واحدة من 92 دولة مؤهلة لالتزام السوق المتقدم (AMC) للقاحات COVID-19 في إطار منصة COVAX؛ بالشراكة بين منظمة الصحة العالمية (WHO)، والتحالف من أجل الاستعداد للأوبئة والابتكارات (CEPI)، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI). من خلال « كوفاكس» لضمان التوزيع العادل والمنصف للقاحات في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن برنامج «كوفاكس» سوف يقوم فقط بتزويد اللقاحات التي تم التصريح بها مسبقاً من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة استخدام الطوارئ (EUL). حيث تم اعتماد لقاحين فقط من قبل منظمة الصحة العالمية وهما Pfizer-BioNTech وModerna، وكلاهما يتطلب سلسلة تبريد غير مجدية في سورية (-70 درجة مئوية و-20 درجة مئوية على التوالي).
وعما إذا كانت سورية ستحصل على اللقاح من خلال «كوفاكس» بينت ممثلة المنظمة أنه وللحصول على اللقاحات من خلال منصة COVAX، هناك عملية تقديم. حاليًا، قدمت سورية الطلب للحصول على اللقاح، مع إعطاء الأولوية للسكان المستهدفين بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، وهم العاملون الصحيون الذين يتعاطون مع المرضى مباشرة ويشكلون الخط الأول في مواجهة الوباء، والمجموعة الأكبر سناً (55 عاماً فأكثر) والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة.
وأضافت: الحقيقة التحالف العالمي للقاحات والتحصين أقر بتسليم اللقاح لسورية وعبر عن نيته توفير تغطية مبدئية تصل إلى 3 بالمئة من السكان المستهدفين؛ على أن تزداد المخصصات مع توافر التبرعات وإمدادات اللقاحات في السوق العالمية.
وأضافت مختوموفا إنه يجتمع الآن شركاء الصحة (وزارة الصحة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية) في سورية يومياً لإعداد خطة نشر اللقاح الوطنية (NDVP).
وقالت: تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى ضمان تخصيص اللقاح ؛ نحن بحاجة إلى معالجة العديد من القضايا، مثل جاهزية المرافق، والسكان، والآثار الجانبية، والمراقبة، والإبلاغ… إلخ. لكن حتى الآن ونظراً لسلسلة التبريد الحالية المتوافرة في سورية وقدرات النظام الصحي فقد قررت السلطات الوطنية في سورية اختيار اللقاحات التي يمكن تخزينها في درجات حرارة (+2 إلى +8 درجة مئوية).
وعن موعد توافر اللقاح قالت مختوموفا: نأمل أن يتم إعطاء الدفعة الأولى من اللقاحات خلال النصف الأول من العام الحالي بحيث تغطي 3 بالمئة من السكان، وهم بشــكل أساسي الطواقم الطبية والعاملون في الخطوط الأمامية الذين من المحتمل أن يكونوا معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروس.
وأضافت مختوموفا: أرسل «كوفاكس» نية لتخصيص لقاح AstraZeneca SII في البداية لسورية في إطار المرحلة الأولى من التطعيم لتغطية نحو 3 بالمئة من السكان، وخاصة القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية. ونحن ننتظر إدراج هذا اللقــاح في قائمة منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ كما هو حال اللقاحين المعتمدين حالياً Pfizer / Moderna