عربي ودولي

واشنطن تسعى لتأكيد التزامها حيال حلف الناتو … بايدن بعد تبرئة ترامب: الديمقراطيّة هشّة.. وبيلوسي: داعمو القرار جبناء

| وكالات

بعد تبرئة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من تهمة «الحض على التمرد» بما يتعلق بأعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني الفائت، توالت ردود الفعل داخل الساحة السياسية الأميركية. يأتي ذلك في حين تسعى واشنطن لتأكيد التزامها حيال حلف شمال الأطلسي.
أبرزها من الرئيس جو بايدن، الذي قال: إنه رغم تبرئة ترامب، فإن التهم الموجهة إليه ليست موضع خلاف وأن ذلك الاعتداء يُظهر أن «الديمقراطية هشة ويجب الدفاع عنها دائماً».
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، مساء أول من أمس السبت: إن 57 عضواً في مجلس الشيوخ، بمن فيهم 7 أعضاء جمهوريين، صوتوا لإدانة ترامب بتهمة «التحريض على التمرد المميت على ديمقراطيتنا».
وأضاف: إنه حتى أولئك الذين عارضوا الإدانة مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يعتقدون أن ترامب مسؤول عملياً وأخلاقياً عن إثارة العنف الذي اندلع في مبنى الكونغرس.
بايدن شدد على أن «العنف والتطرف ليس لهما مكان في الولايات المتحدة»، وأن «على كل منا واجب ومسؤولية كأميركيين وخاصة كقادة الدفاع عن الحقيقة ودحر الأكاذيب».
وبعد المحاكمة، وصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي استُهدِفت علانية من مثيري الشغب، وتمّ إجلاؤها من مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لمصلحة تبرئة ترامب بأنهم «جبناء».
وقالت: إن «رفض الجمهوريين في مجلس الشيوخ تحميل ترامب مسؤولية إثارة تمرد عنيف للتشبث بالسلطة سيُصبح واحداً من أحلك الأيام وأكثر الأعمال المخزية في تاريخ أمتنا».
بيلوسي، في بيان نشر على موقعها قالت: «إن تحريض ترامب على التمرد ضد ديمقراطيتنا يعرض أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس والموظفين والعاملين في إنفاذ القانون لخطر مميت. إنها أفدح جريمة دستورية يرتكبها رئيس وتستحق الإدانة بوضوح».
وأضافت: «أحيي أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لضميرهم ولبلدنا، وأن رفض الجمهوريين الآخرين في مجلس الشيوخ تحميل ترامب المسؤولية عن إشعال تمرد عنيف للتشبث بالسلطة سوف يُعتبر من أحلك الأيام وأكثر الأعمال المخزية في تاريخ أمتنا».
من جهته، وجّه زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل انتقادات لاذعة لترامب، رغم التصويت على تبرئة الرئيس السابق، معتبراً أنه «مسؤول» عن اعتداء 6 كانون الثاني.
وقال في خطاب عقب التصويت: «لا شك في أن الرئيس ترامب مسؤول عملياً وأخلاقياً عن إثارة أحداث ذلك اليوم». وأضاف «هؤلاء المجرمون كانوا يحملون راياته. يُعلقون إعلامه ويصرخون بالولاء له».
ووصف ماكونيل تصرفات ترامب التي أدت إلى ذلك الاعتداء بأنها «تقصير مشين في أداء الواجب». وذهب ماكونيل أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن ترامب قد يواجه اتّهامات الآن بعد أن ترك منصبه.
في المقابل، رحّب ترامب بتبرئته، معتبراً أن حركته السياسية «بدأت للتو»، وقال في بيان إن «حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجدداً بدأت لتوها».
وأضاف: «في الأشهر المقبلة، لدي الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا الرائعة معاً لتحقيق العظمة الأميركية لشعبنا بأجمعه».
وكان ترامب دعا إلى تجمع في السادس من كانون الثاني قرب البيت الأبيض دعا فيه الحشود للخروج في مسيرة باتّجاه الكونغرس الذي كان يستعدّ للمصادقة على فوز بايدن.
وفي سياق آخر يسعى وزير الدفاع الأميركي الجديد، لويد أوستن، إلى تأكيد التزام واشنطن حيال حلف شمال الأطلسي، حيث إنه سيعد الحلفاء بعدم اتخاذ أي قرار مهم من دون التشاور معهم، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
وسيعقد وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اجتماعاً عبر «الفيديو كونفرناس»، يومي الأربعاء والخميس القادمين.
من جانبه، أشار المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إلى أن أوستن سينقل رسالة «إيجابية حول أهمية الحلف الأطلسي».
وأوضح كيربي أن أوستن «يريد إحياء التزامنا حيال الحلف»، لافتا إلى أن رسالته ستكون: «نحن أفضل عندما نتحرك معاً، والعمل كفريق يجعلنا أقوى، والأمن الجماعي هو أمن مشترك، ويصب أيضاً في مصلحتنا المشتركة».
كما أفاد المتحدث باسم البنتاغون بأن الملف الشائك الذي يمثله انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، المقرر في شهر أيار القادم، سيكون على رأس برنامج المحادثات، لكنه «لا يتوقع إعلان أي قرار»، مشيراً إلى أن «القائد الأعلى، أي الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، هو الذي يتخذ هذا النوع من القرارات».
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعهدت بسحب كل قواتها من أفغانستان بحلول أيار 2021، بموجب الاتفاق التاريخي الموقع في شباط 2020 بين واشنطن وحركة «طالبان»، بعهدة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وذلك مقابل تقديم «طالبان» ضمانات أمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن