الخبر الرئيسي

مصادر لـ«الوطن»: توقعات بأن تتخذ زخماً مختلفاً تفرضه متغيرات ميدانية وسياسية … جولة «أستانا» الخامسة عشرة تنطلق في سوتشي غداً

| سيلفا رزوق

تنطلق في مدينة سوتشي الروسية غداً، أعمال الجولة الخامسة عشرة من مباحثات مسار «أستانا»، المقرر انعقادها يومي 16 و17 الجاري، بمشاركة الدول الضامنة للمسار روسيا وإيران وتركيا، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في سورية.
المباحثات التي ستجري بحضور ضامني المسار روسيا وإيران وتركيا، وكذلك بحضور أممي وعربي من قبل لبنان والأردن والعراق بصفة مراقبين، من المتوقع أن تجري بمشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.
الدول الضامنة للمسار وفي بيان مشترك كان صدر عنها على هامش الجولة الخامسة من اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور في جنيف، أكدت على «الالتزام القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها»، وشددت على ضرورة احترام هذه المبادئ من قبل جميع الأطراف.
إطلاق الجولة الخامسة عشرة من «أستانا» كان سبقها سلسلة من التحركات الإقليمية حيث حط كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية علي أصغر خاجي في دمشق قبل أيام والتقى الرئيس بشار الأسد، وجرى خلال اللقاء حسب البيان الصادر عن الرئاسة السورية، التأكيد على التشاور حول عدد من المواضيع على الجانب السياسي، ومنها الاجتماعات التي تعقد بصيغة مسار «أستانا»، وضرورة البناء على ما تم تحقيقه في الاجتماعات السابقة والمواضيع المطروحة على جدول الاجتماع المقبل في مدينة «سوتشي» الروسية.
المسؤول الإيراني حطّ في موسكو لاحقاً، وكشف من هناك أن مباحثاته في دمشق تركزت على البحث في التحضيرات لاجتماع مسار «أستانا» في سوتشي، مشدداً على أن «المناطق السورية لابد أن تكون تحت سيادة الحكومة السورية التي تتبنى استتباب الأمن فيها».
روسيا من جهتها تحركت باتجاه التنسيق مع دمشق، والتقى الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، السفير السوري في موسكو رياض حداد مرتين خلال الأسبوع الفائت، وأكد بوغدانوف حسب بيان صدر عن الخارجية الروسية، دعم بلاده الثابت لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها واستعدادها لمواصلة مساندة الشعب السوري في مكافحة الإرهاب الدولي».
مصادر سورية مطلعة اعتبرت في تصريح لـ«الوطن»، أن مباحثات مسار «أستانا» المقررة في سوتشي، تتخذ هذه المرة زخماً مغايراً، على اعتبار أن مسائل طارئة عديدة ومؤثرة طرأت على المشهد الميداني السوري خلال المرحلة الماضية، خصوصاً مع وصول إدارة بايدن، وعودة الخروقات لمنطقة خفض التصعيد.
المصادر التي وصفت المسار بالناجح، اعتبرت أن هذا المسار هام جداً بالنسبة لسورية، وهو يحقق الكثير من المكاسب بالنسبة للملف السوري، مؤكدة أن التنسيق مستمر بين سورية وروسيا، وقائم في جميع القضايا ولا يقتصر على مسار «أستانا»، مبينة أن الجانب السوري يشدد دائماً على ضرورة إلزام الجانب التركي بتنفيذ التزاماته بما يخص مساري أستانا وسوتشي.
ولفتت المصادر إلى أن اجتماعات «أستانا» تؤكد دائماً على نقاط أساسية بالنسبة لسورية لاسيما الالتزام بوحدتها وسيادتها واستقلالها، وبالتالي فمن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للجولة القادمة عودة الالتزام بهذه النقاط، إضافة للتركيز على ملف مكافحة الإرهاب، ووقف دعم المنظمات الإرهابية، والوقوف في وجه دعم النزعات الانفصالية في مناطق شمال شرق سورية.
ولفتت المصادر إلى ما تقوم به واشنطن من إرسال المزيد من التعزيزات للأراضي السورية، وإنشاء مطارات في المناطق التي تحتلها في مخالفة معلنة لكل الأعراف الدولية، مشددة على أن سورية تطالب بوقف كل هذه الانتهاكات وتشدد على تطبيق القانون الدولي وإنهاء الاحتلال الأميركي والتركي لأراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن