ثقافة وفن

العَلمُ والشعار السوريان فخرٌ لسورية زهوٌ للسوريين

| نبيل تللو

أقطن بدمشق مجاوراً لمدرسةٍ من مدارس وطننا الحبيب سورية، وينتابني شعورٌ حماسي لا يوصف وإحساسٌ بالفخار والزهو لا يقاسان، كلما شاهدت طلبتنا الأحباء صبيحة كلِّ يوم في أثناء انتظامهم في الباحة قبل الدخول إلى الصفوف، فتدمع عيونهم وهم يؤدُّون التحية إلى علم بلادهم بمرافقة عزف النشيد الوطني العربي السوري، في حين تغمرهم روح البراءة والانتماء المبكِّر لحاضنة مكانية وأثيرية اسمها: « الوطن العربي السوري «. وقد أوحى لي هذا المشهد بكتابة هذه المقالة عن العَلم والشعار السوريين، راجياً أن يتذكَّر كرام القارئات والقراء ما نسوه، وأن يتعرفوا على ما لا يعرفونه.

العَلمُ السوري

لكلِّ دولةٍ من دول العالم علمٌ وطني خاصٌ بها يختلف عن غيره، وهو عبارة عن راية أو قطعة قماش ذات ألوانٍ متعددة ترفعها الدولة لتكون سمة أو علامة تميزها عن غيرها من الدول، وتشكِّل الألوان الناصعة والتصميم الأخاذ رمزاً لأرض الوطن وللشعب وللحكومة وللمُثل التي يؤمن بها أبناء الأمة؛ ذلك أن علم الوطن يحرك في الناس مشاعر الفخر، وينفخ فيهم روح الشجاعة، ويقودهم إلى التضحية.
وككلّ الإعلام، مرَّ العلم الوطني السوري بأشكالٍ عدة:

ــ بعد قيام الوحدة بين مصر وسورية في 22 شباط 1958 وحتى الانفصال الأليم في 28 أيلول 1961، تمَّ اعتماد العلم الوطني للجمهورية العربية المتحدة بالقانون رقم 12 لسنة 1958، شكله مستطيل، عرضه ثلثا طوله، ومقسَّمٌ إلى ثلاثة مستطيلات متساوية المساحة ألوانها الأحمر والأبيض والأسود، ويتوسط اللون الأبيض نجمتان ذواتا خمس شعب لونها أخضر.
هذه الألوان مستمدة من بيتٍ شعري للشاعر العربي «صفي الدين الحلِّي»:

بِيضُ صنائعنا سُودٌ وقائعنا خُضرٌ مرابعنا حُمرٌ مواضينا

فالأبيض يرمز للنقاء والطهارة والعدل والصدق والجنوح للسلم، والأسود للوقائع والحروب، والأخضر للأراضي الخصبة، والأحمر للمواضي أي السيوف التي تقطر من دماء الأعداء. أما النجمتان فتشيران إلى وحدة القطرين الشقيقين مصر وسورية.
وقد ارتفع هذا العلم في 1 نيسان 1958 في سماء الإقليم الجنوبي (مصر) والإقليم الشمالي (سورية) في آن معاً.

– وفي تأكيدٍ لافت على سعي سورية نحو الوحدة العربية الشاملة التي ينشدها كلُّ العرب، فقد اتخذ العلم الحالي للجمهورية العربية السورية شكل علم الجمهورية العربية المتحدة السابق نفسه، الذي أُقِرَّ بعد تعديل المادة السادسة من دستور عام 1973 بالقانون رقم 2 تاريخ 29 آذار 1980. وفي الثالث من شهر نيسان أصدر الرئيس الراحل حافظ الأسد القانون رقم 25 المحدد لأوصاف العلم الوطني للجمهورية العربية السورية، ونُشِرَ في الجريدة الرسمية، الجزء الأول، العدد 15 لعام 1980، الصفحة 601، ونصه كالآتي:

– يتألف علم الجمهورية العربية السورية من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان كلٍّ منها ذات خمس شعب لونها أخضر، ويكون العلم مستطيل الشكل، عرضه ثلثا طوله، يتكوَّن من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم، أعلاها باللون الأحمر، وأوسطها باللون الأبيض، وثالثها باللون الأسود، وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض«.

الشعار السوري

الشعار هو رمزٌ أو شارةٌ لفكرةٍ أو لأشياء يتَّخذ لتمييز الدول أو الجيوش أو المؤسسات أو المنظمات أو فئاتٍ من الناس، وقد تبنَّت كثيرٌ من الأمم والشعوب قديماً وحديثاً أشكال الحيوانات والطيور والزواحف رموزاً لشعاراتها، وللطيور، كالصقر والعُقاب، في الشعارات العربية النصيب الأوفر، فهي تظهر في شعارات سورية والسودان ومصر والعراق وليبيا والبحرين والأردن والإمارات واليمن، وتظهر السباع في شعارات تونس والمغرب، والنمر في شعار الصومال.
وقد اتخذ الشعار السوري شكله الحالي بموجب القانون رقم 37 تاريخ 21/6/1980، بعد إقراره من قبل مجلس الشعب بتاريخ 17 حزيران عام 1980، ونصَّه الكامل هو:

رئيس الجمهورية

بناء على أحكام الدستور، وعلى ما أقرَّه مجلس الشعب في 4/8/1400 هــ، 17/6/1980 م.
يتألف الشعار الرسمي للجمهورية العربية السورية من ترسٍ عربي نُقِشَ عليه العلم الوطني للجمهورية بألوانه، ويحتضن الترس عُقاباً يمسك بمخالبه شريطاً كُتِبَ عليه بالخط الكوفي (الجمهورية العربية السورية)، وفي أسفل الترس سنبلتا قمح ترمزان للخصوبة والحياة، ويكون العُقاب والشريط وسنبلتا القمح باللون الذهبي، وتكون الكتابة وخطوط الأجنحة باللون البني الفاتح.
وقد نُشِر هذا القانون بالجريدة الرسمية، الجزء الأول، العدد 26 لعام 1980.
يظهر الشعار السوري على واجهة مبنى مجلس الشعب السوري والمباني الحكومية والرتب العسكرية والعملة الوطنية.
يُشار إلى أن الشعار السوري قد صمَّمه عام 1945 الدبلوماسي والفنان التشكيلي السوري « خالد العسلي «، وهو نجل شكري العسلي أحد شهداء السادس من أيار عام 1916.
ولا يزال العلم والشعار السوريان يرتفعان بشموخٍ في سماء سورية الأبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن