سورية

على غرار «تل آفس» شرق إدلب … الاحتلال التركي يجرف «تل قسطون» بسهل الغاب للتنقيب عن الآثار وإقامة نقطة مراقبة جديدة

| حلب- خالد زنكلو

ندد أهالي بلدة قسطون، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من سهل الغاب شمال غرب محافظة حماة، بأعمال تجريف التل الأثري المسمى باسمها والواقع في وسط البلدة من قوات الاحتلال التركي التي أقامت نقطة مراقبة عسكرية غير شرعية فيه بعد أن نقبت عن آثاره القيّمة، تماما كما فعلت بتل آفس بريف إدلب الشرقي قبل ثلاثة أشهر.
وأكدت مصادر أهلية في «قسطون» لـ«الوطن»، أن سكان البلدة والقرى المجاورة لها تجمهروا بعد صلاة الجمعة الفائتة حول تل البلدة الأثري لفضح ممارسات جيش الاحتلال التركي الذي عمد إلى إجراء حفريات وخنادق في التل بقسميه الكبير والصغير بعد إجراء عمليات استطلاع فيه على مدار شهر كامل.
وأوضحت المصادر، أن جيش الاحتلال فضّ بالقوة المظاهرة التي خرجت أول من أمس ضده لوقف أعمال التجريف المستمرة التي تقوم بها فرق هندسية في التل الذي يعود إلى عصور ما قبل الميلاد وله أهمية إستراتيجية لجهة إشرافه على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي وصولاً إلى بلدة جورين الحيوية.
وأضافت: جرى الانتهاء من تجريف جزء لا بأس به من التل وعثر فيه على مقتنيات مهمة نقلت عن طريق عربات جيش الاحتلال المصفحة إلى داخل الأراضي التركية، كما تمركز عناصر وضباط جيش الاحتلال في نقطة المراقبة الجديدة التي أنشئت وحصنت، من دون الرجوع لروسيا الضامن الثاني لـ«اتفاق موسكو» و«اتفاق سوتشي» الخاصين بمنطقة «خفض التصعيد».
وأوضحت المصادر أن النقطة الجديدة أنشئت إلى جانب نقطة مراقبة ثانية في مدارس بلدة قسطون أسست ١٣ الشهر الماضي بهدف دعم الإرهابيين المتمركزين في المنطقة، وخصوصاً تنظيم «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة الذي يقوم باعتداءات بين الحين والآخر على مناطق تمركز الجيش العربي السوري في الطرف الآخر من المنطقة.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال التركي بأوامر من رئيس النظام رجب طيب أردوغان سيعمد في الفترة المقبلة إلى إقامة العديد من نقاط المراقبة في التلال الحاكمة بسهل الغاب على خطوط التماس مع الجيش العربي السوري لحماية إرهابييه في محاولة لمنع تنفيذ عملية عسكرية ضدهم للوصول إلى طريق عام حلب – اللاذقية الدولية المعروف بـ«M4» في الضفة الشمالية لسهل الغاب بعد أن نقض النظام التركي تعهداته لروسيا بإبعاد الإرهابيين عن الشريط الآمن حول ضفتي الطريق الدولية تمهيداً لفتحه أمام حركة الترانزيت والمرور، بموجب «اتفاق موسكو» في ٥ آذار الماضي بين الجانبين.
وفي نهاية العام الماضي أرغم جيش الاحتلال التركي على سحب نقطتي المراقبة المحاصرتين داخل مناطق سيطرة الحكومة السورية في «مورك» بريف حماة الشمالي و«شير مغار» بريف المحافظة الغربي بعد أن فقدتا قيمتهما العسكرية، لكنه عاد لإنشاء نقاط جديدة جنوب «M4»، كما في جبل الزاوية وسهل الغاب، بخلاف اتفاقه مع موسكو.
وجرف جيش الاحتلال التركي في تشرين الثاني الماضي معظم تل آفس الأثري في بلدة آفس شمال مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي بذريعة إقامة سواتر ترابية، ونهب معظم آثاره التي تعود للعهد البيزنطي وباعها للتجار الأتراك بعد أن سبقته إلى ذلك تنظيماته الإرهابية، كما جرفت «النصرة» تلال «القرقور» و«حمكة» بسهل الغاب وتل غنام بريف جسر الشغور بحثاً عن اللقى الأثرية التي لا تقدر بثمن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن