رياضة

ببغاء الرياضة..!

| مالك حمود

عندما كنا صغاراً كنا نتساءل بلهفة عن حقيقة وجود طائر اسمه الببغاء يمتاز بقدرته على تقليد الأصوات التي يسمعها ويرددها دون فهم.
ودارت الأيام وتعرفنا على الببغاء وعرفنا لماذا يردد الكلمات دون معرفة المقصود فيها أو إدراك لمعانيها، باعتبارها غير ذات صلة بعالمه الخاص، وباعتباره حيواناً غير مطالب سوى بذلك الدور من الجمال وتقليد الأقوال.
ودارت الأيام أكثر لأكتشف بأن الببغاء لم يعد موجوداً في ذلك القفص، فكم من ببغاء على الأرض يردد الكلام دون إدراك، وإن أدرك فلا يعرف طريق التنفيذ وهنا الخطورة!
منذ أربعين سنة نسمع عبارة يرددها القائمون على رياضتنا بأن كرة القدم السورية ليست بحاجة لمدرب أجنبي عالي المستوى لفرق الرجال، وإنما هي بحاجة لمدرب أجنبي للفئات العمرية.
ومنذ عشرات السنين نسمع بأن كرة السلة السورية بحاجة للمدرب الأجنبي المطور للاعبين، وليس صانع الإنجازات والانتصارات.
ورغم ذلك فما زالت رياضتنا تدور في الدائرة نفسها، ويأتيك من يعارض قدوم مدرب أجنبي إلى أحد الفرق المحلية لمجرد كون سيرته الذاتية معظمها في العمل مع الفئات العمرية!
صدقوني لو جاء لسلتنا أعظم مدرب كرة سلة في العالم فلن يطور منتخبنا أكثر من نسبة عشرة بالمئة، لسبب بسيط، فالمدرب العالمي بحاجة للاعب عالمي (مع احترامي للاعبينا) والأفكار التكتيكية المقدمة من ذلك المدرب (البروفيشينال) بحاجة للاعب (بروفيشينال) وعلى درجة عالية من المهارة والفكر والذهنية والبناء الجسماني كي يكون قادراً على مواكبة متطلبات مدربه واللعب بأسلوب مماثل للسلة العالمية المتطورة.
فأين ذلك اللاعب الكامل المتكامل والمؤسس بطريقة صحيحة عبر الفئات العمرية كي يصل إلى المنتخب بكامل الأهلية للعب وفق أحدث المدارس العالمية؟!
عندما تجد مدرب منتخبنا الوطني يعمل على تعليم اللاعبين الشبان المنضمين حديثاً للمنتخب على أساسيات اللعبة، فعندها ستدرك كم نحن بحاجة لمدرب أجنبي متخصص بالقواعد.
وإلا فسنبقى مثل الببغاءات ونكتفي بترديد الأقاويل والعبارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن