رياضة

في قضية اللاعب المغترب.. تقاذف التهم والمسؤوليات والحقيقة غائبة

| مهند الحسني

وصلت قضية ملف اللاعب السوري المغترب فابيان السعدي المؤهل للعب مع منتخبنا الوطني بكرة السلة في مباريات النافذة الثالثة من التصفيات الآسيوية بصفة لاعب وطني إلى مرحلة خطيرة بعد أن بدأ مسلسل تقاذف التهم وإلقاء المسؤوليات على عاتق البعض، ممن وضعهم أحد أعضاء الاتحاد المؤقت ضمن دائرة الاتهام بالتقصير حيناً، وباللعب من وراء الكواليس ضد مصلحة المنتخب حيناً آخر.

التلميذ الكسول

لم نجد أدق من المثل الصيني الذي يقول (التلميذ الكسول يشتكي دائماً من أدواته) لينطبق على حال بعض أعضاء اتحاد السلة المؤقت الذين فشلوا في أكثر من ملف كان آخرها ملف اللاعبين المغتربين، رغم أن هذا الملف مضى فترة طويلة على العمل فيه، ومع ذلك لم يتمكنوا من قطف ثمار يانعة متذرعين ومتهمين بأن هناك أشخاصاً نجحوا في إفشال هذا الملف بسبب علاقتهم الطيبة مع الاتحاد الآسيوي إلى ما شاء اللـه دون أن يمتلكوا القدرة والشجاعة على الاعتراف بأخطائهم، لا لشيء سوى لأنهم يعتقدون أن الفشل غير موجود بقاموسهم، وبأن تاريخ السلة السورية بدأ من عندهم.

تصريحات نارية

صرح أحد أعضاء الاتحاد المؤقت مؤخراً بأنه يمتلك القدرة على ذكر أسماء الأشخاص المتورطين بالعمل من وراء الكواليس ضد مصلحة المنتخب والمساهمة في إيقاف وإفشال ملف اللاعبين المغتربين وخاصة ملف اللاعب فابيان السعدي، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل مصلحة المنتخب الوطني ورجاء ضعوا خطين تحت كلمة وطني؟ بحاجة إلى اتباع سياسة الصمت والتهديد المبطن حيال قضية تمس منتخباً وطنياً صرف عليه مئات الملايين، ومن كان غيوراً على عمله وعلى مصلحة منتخب وطنه فليخرج ويهتف بصوت عال كاشفاً عن هوية هؤلاء الأشخاص أمام الملأ دون اتباع سياسة المواربة واللف والدوران، لكون مصلحة منتخب الوطن أهم من أي اعتبارات أخرى، بل على العكس من يمتلك الغيرة الوطنية يجب ألا يراوغ وعليه الإشارة وبقوة إلى هؤلاء المتورطين حتى ينالوا حسابهم على ما اقترفت أيديهم من إلحاق الأذى بمنتخب الوطن.

وليعلم الجميع أن مصلحة المنتخب ليست قضية للتفاوض، وكشف الفاسدين لا يكون بالمواربة والسير إلى الأمام، بل يتطلب الشفافية والوضوح ومن دون هذه العناصر لن يأخذ الكلام من هنا أو تصريح من هناك على محمل الجد ولا مضمونه على أنه واقعي أو صحيح، ويجب أن تتكاتف جهود الجميع في سبيل تأمين المناخات الملائمة لإنجاح هذا الملف لما له من دعم كبير للمنتخب الوطني، ووضع كل خلافاتنا وراء ظهورنا ووضع مصلحة منتخب الوطن فوق أي اعتبار.

خلاصة

إلى كل من يرمي التهم جزافاً بطريقة صبيانية، لا يمكن أن يقبل من أي مسؤول أن يخلق شماعة وهمية ليعلق عليها التقصير أو أن يخلق خصوماً افتراضيين غير معروفين، ولا أن يدخل الجمهور في متاهات وصراعات سابقة أو جديدة فسلتنا ملت من هذه الأدوار المضحكة.

ومن يمتلك الحقيقة والدلائل ويؤيد كلامه بالبرهان، فليضع ما يملك فوق الطاولة دون تردد، وليسم الأمور بمسمياتها، حينها سنقف في جبهته بمواجهة أي فاسد أو متآمر على رياضتنا الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن