سورية

اليوم الأول من «أستانا 15» يبدأ بلقاءات ثنائية بين الوفود.. ولافرنتييف: لا حلول وسطى مع الإرهابيين … سوسان: القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي … حداد لـ«الوطن»: نأمل إجبار النظام التركي على احترام اتفاقات أستانا وسوتشي

| موفق محمد – وكالات

شهد اليوم الأول من اللقاء الدولي الخامس عشر ضمن صيغة أستانا حول سورية المنعقد في مدينة سوتشي الروسية، نشاطاً متميزاً لوفد الجمهورية العربية السورية، الذي أكد أهمية القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على الأراضي السورية، وأمل في أن يفضي اللقاء إلى إجبار النظام التركي على احترام تعهداته بموجب اتفاقات أستانا وسوتشي، في حين شدد رئيس الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، أن «لا حلول وسطى مع الإرهابيين سواء داعش أم هيئة تحرير الشام».
وبدأت أعمال اليوم الأول من اللقاء الذي يستمر يومين، بمحادثات مغلقة ثنائية ومتعددة الجوانب بين مختلف الوفود، في حين تنعقد اليوم الجلسة الختامية العامة للقاء، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وعقد وفد الجمهورية الذي يترأسه معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان ويضم في عضويته سفير سورية في روسيا رياض حداد ومدير مؤسسة الوحدة أمجد عيسى وضابطين رفيعا المستوى، اجتماعاً مع الوفد الروسي برئاسة لافرنتييف وذلك في مستهل اجتماعاته في إطار اللقاء الدولي.
وأوضحت «سانا»، أنه كان هناك اتفاق حول أهمية استمرار العمل في إطار مسار أستانا الذي تمكن من تحقيق نتائج إيجابية، حيث أكد سوسان أن هذا المسار يمكن أن يحقق المزيد من النتائج في حال التزام النظام التركي بتعهداته والتفاهمات التي تم التوصل إليها سابقاً مع الجانب الروسي.
وأكد الجانبان عزمهما على مواصلة مكافحة الإرهاب والعمل المشترك لوقف الخروقات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، ودحر الإرهاب من الأراضي السورية كافة، كما تطرقا إلى موضوع تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين من دون شروط خارجية وإلى الأوضاع الاقتصادية في ظل الإجراءات القسرية الأحادية الجانب غير الشرعية وتم التأكيد على أن المسار السياسي يجب أن يكون بملكية وقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي.
واستعرض الجانبان خلال الاجتماع تطورات الأوضاع في سورية منذ اجتماع أستانا الأخير والخروقات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب.
كما التقى وفد الجمهورية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون حيث جرى استعراض الأوضاع في سورية، حسب «سانا».
وأكد سوسان، أهمية القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على الأراضي السورية لأنه العائق الأساسي أمام عودة الاستقرار فيها.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع الإنسانية في سورية، حيث حث سوسان الأمم المتحدة على رفع الصوت عالياً ضد الإجراءات القسرية التي تستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه وضرورة وقف وإدانة الإجراءات التي تقوم بها بعض المجموعات الانفصالية في الحسكة والقامشلي.
وجرى التأكيد في الوقت ذاته على أهمية عدم السماح بتسييس المساعدات الإنسانية وأن تكون هناك ضمانات بعدم إيصال هذه المساعدات للإرهابيين.
بدوره، قال بيدرسون للصحفيين، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية: «سأتوجه يوم الخميس إلى موسكو، حيث سنواصل المشاورات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأنا أنتظر هذه المباحثات، وبعد زيارتي لموسكو سأتوجه إلى دمشق، وبعد ذلك سنرى كيف ستسير المشاورات».
وأشار إلى أن المشاورات التي أجراها في سوتشي، بما في ذلك مع وفود الحكومة وما يسمى «المعارضة»، خلصت إلى أن «اجتماعات اللجنة الدستورية لا يمكن أن تستمر الآن بعد الاجتماع الأخير»، مشدداً على أن «التغييرات مطلوبة قبل أن نتمكن من الاجتماع مرة أخرى».
من جهته، أكد لافرنتييف في تصريحات للصحفيين، أن اللقاء الدولي الخامس عشر، سيناقش دعم جهود إيجاد حل سياسي للأزمة فيها وضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً.
وقال، حسبما ذكرت «سانا»: إنه «لا حلول وسطى مع الإرهابيين سواء داعش أم هيئة تحرير الشام»، مبيناً أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية يبدو واضحاً تنشيط الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي وتصاعد اعتداءات التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأشار لافرنتييف إلى أن الدول الضامنة لصيغة أستانا تعتزم خلال اللقاء منح دفعة قوية لعملية التسوية السياسية ومناقشة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم والوضع الاقتصادي في سورية وأضرار العقوبات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية عليها، حيث تعاني من حصار شديد ولا يجب السماح بمواصلة فرض العقوبات على الشعب السوري.
ولفت إلى أهمية أعمال لجنة مناقشة الدستور بجنيف في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، موضحاً أنه تم خلال الجولتين الرابعة والخامسة التعبير عن العديد من الأفكار والمقترحات المثيرة للاهتمام ويتم العمل على توفير أجواء بناءة لعملها.
وقال: «أرسلنا دعوة لشركائنا الأميركيين للمشاركة في اللقاء الدولي الخامس عشر لكن للأسف تم رفضها، إذ إن الأميركيين منشغلون في الوقت الحالي بأمورهم الداخلية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال سفير سورية لدى روسيا في رده على سؤال حول تقييمه لمجريات اليوم الأول من اللقاء: «بطبيعة الأحوال، فإن اللقاءات والنقاشات التي يتم عقدها في إطار عملية أستانا تكون دائماً مجدية وإيجابية، وقد حقق مسار أستانا العديد من الإنجازات الهامة في سبيل استعادة الاستقرار في سورية، ونحن نأمل أن تحقق هذه الجولة المزيد من الإنجازات، وأن تفضي إلى إجبار النظام التركي على احترام تعهداته بموجب اتفاقات أستانا وسوتشي».
وأوضح حداد، أن «اليوم الأول من المباحثات حمل عدداً من اللقاءات والمشاورات المثمرة مع كل من السيد ألكسندر لافرنتييف الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، كما تم عقد لقاء مع المبعوث الأممي غير بيدرسون»، موضحاً أنه في هذا الإطار «تم التركيز على الانتهاكات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المسلحة، بالإضافة إلى ممارسات قوات الاحتلال التركي والأميركي».
ولفت حداد إلى أنه تم أيضاً «بحث ملف استعادة المختطفين لدى الجماعات الإرهابية المسلحة وأثر العقوبات الاقتصادية غير الشرعية التي تفرضها الدول الغربية على سورية».
كما التقى لافرنتييف، رئيس الوفد الإيراني كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي من دون الإعلان عن تفاصيل اللقاء.
وأيضاً التقى لافرنتييف رئيس دائرة الشؤون السورية بوزارة خارجية النظام التركي سلجوق أونال، حسبما ذكرت وكالة «فارس».
ويشارك في اللقاء الدولي الخامس عشر، إضافة إلى وفد الجمهورية العربية السورية ووفود الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وإيران والنظام التركي) وبيدرسون، ممثل عن وزارة خارجية جمهورية كازاخستان ووفد من الميليشيات الموالية للنظام التركي وممثلون عن العراق ولبنان والأردن بصفة مراقبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن