عربي ودولي

بلينكن: الاتفاق كان ناجحاً ومن المؤسف أننا انسحبنا منه … روحاني: لا مجال لتعديل الاتفاق النووي وترامب حاول ورفضنا

| وكالات

أكدت إيران أن الاتفاق النووي غير قابل للتغيير أو التعديل، في حين توجهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نحو بحث عودة العمل بالاتفاق النووي الإيراني من خلال محادثات ستجمع القوى الأوروبية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس، مع تأكيد الأخير أن الاتفاق النووي «كان ناجحاً ومن المؤسف الانسحاب منه».
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأربعاء، أن الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 «غير قابل للتغيير، ولا يمكن أن تضاف إليه أي مادة أخرى»، وأشار حسب وكالة «فارس» إلى أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، عام 2018، جرى «تحت ضغط السعودية ومتطرفين داخل الولايات المتحدة وإسرائيل»، كاشفاً أن ترامب أرسل يطلب اللقاء بالإيرانيين 8 مرات.
وأضاف روحاني: «كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واحداً ممن أوصلوا تلك الرسائل، كما جاء العديد من الرؤساء إلى مكان إقامتنا، وكان ترامب قد طلب منهم إضافة ما يشير إلى الصواريخ والمنطقة في الاتفاق النووي، فرفضت وقلت لهم: لن يتم إضافة أو حذف أي كلمة واحدة».
وشدد روحاني على أن الدول الأوروبية «تعلم أنه لو طرحنا موضوع الصواريخ والمنطقة، لكان ترامب نفسه عاد إلى الاتفاق النووي، لذا لن يحدث أي تغيير تريدونه في الاتفاق، إما أن تقبلوا وإما ألا تقبلوا الاتفاق على شكله الحالي».
وجدد الرئيس الإيراني إعلانه بأن بلاده «ستنفذ قرار مجلس الشورى، وستوقف تنفيذها الطوعي للبرتوكول الإضافي في الـ23 من شباط الجاري».
يذكر أن البروتوكول الإضافي يهدف إلى زيادة قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التحقق من الاستخدام السلمي لجميع المواد النووية في الدول المرتبطة باتفاقات ضمانات شاملة.
واعتبر الرئيس الإيراني أن «حديث العالم عن تقليص التزامات إيران بدلاً من رفع العقوبات هو هروب إلى الأمام»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد سوى مشكلة واحدة، وهي العقوبات الجائرة والخاطئة»، وذكر روحاني أنه أبلغ نظيره السويسري بأن طهران مستعدة للعودة عن إجراءاتها الأخيرة «إذا عادت الأطراف الأخرى إلى التزاماتها».
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن الاتفاق النووي كان فعالاً في قطع المسارات لإنتاج إيران مواد انشطارية تستخدم لصنع سلاح نووي.
وفي مقابلة إذاعية، لفت إلى أن «الاتفاق النووي مع إيران كان ناجحاً ومن المؤسف أننا انسحبنا منه»، مضيفاً «لدينا حوافز لمحاولة إعادة إيران إلى الاتفاق ولديها أيضاً حوافز لتخفيف العقوبات عنها».
كما قال: «إذا أردنا العودة إلى الاتفاق فسيكون هناك حاجة إلى العمل على اتفاق أطول وأكثر صرامة».
وذكر موقع «المونيتور» الأميركي أن بايدن تعهد بإشراك الحلفاء والشركاء بمن فيهم «إسرائيل» في أي خطوات للانضمام إلى الاتفاق النووي، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن التشاور مع الإدارة الجديدة قد يأتي بنتائج عكسية على «إسرائيل»، من خلال «الإشارة كذباً» إلى موافقتها على أي صفقة جديدة لا تزال تعارضها.
في غضون ذلك أكدت إيران أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور طهران السبت القادم، مع اقتراب موعد فرض قيود على أنشطة المفتشين النوويين الدوليين بالجمهورية الإسلامية، حسب وكالة «أ ف ب».
وأعلن مندوب إيران لدى الوكالة كاظم غريب آبادي على حسابه في «تويتر» أمس الأربعاء أن زيارة غروسي تهدف لإجراء «مشاورات فنية بشأن كيفية مواصلة التعاون في ظل الاتفاقات والتطورات الأخيرة».
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن هذه الزيارة تأتي على خلفية خطط طهران لخفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية، مذكراً بأن قانوناً جديداً ينص على وقف تطبيق إجراءات الشفافية الطوعية يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 23 شباط.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس عن استعداده لاستقبال غروسي، مشدداً على أن طهران لا تنوي تعليق التعاون بالكامل مع الوكالة الدولية ولا تعتزم طرد مفتشيها من البلاد وليست لديها نية لممارسة أي أنشطة نووية سرية.
ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان الأرجنتيني غروسي نيته زيارة طهران، في محاولة لإيجاد حل سيتيح لمفتشي وكالته بمواصلة تنفيذ مهام التحقق الأساسية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن