سورية

اختتام اللقاء الدولي الـ 15 بصيغة أستانا في سوتشي … سوسان: الاحتلالان الأميركي والتركي العامل الأساس الذي يعيق عودة الاستقرار إلى سورية

| وكالات

أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اللقاء الدولي الـ 15 بصيغة أستانا في سوتشي، معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، أن وجود قوات الاحتلال الأميركي والتركي يشكل العامل الأساس الذي يعيق عودة الاستقرار بشكل كامل إلى سورية ودحر الإرهاب، في حين جدد رئيس الوفد الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، التأكيد أن «لا مفاوضات أو توافقات مع الإرهابيين ويجب القضاء على الإرهاب في سورية بشكل نهائي»، في وقت جدد فيه كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة رئيس الوفد الإيراني علي أصغر خاجي، موقف إيران الرافض لأي احتلال لسورية.
سوسان وخلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اللقاء الدولي، أكد أهمية إطار أستانا والنتائج التي حققها على صعيد مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن سورية على قناعة بأنه يمكن تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية وعلى مختلف الصعد في حال التزام النظام التركي بالتفاهمات مع الجانب الروسي وخاصة لجهة القضاء على التنظيمات الإرهابية وإنهاء الوضع الشاذ في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وأشار سوسان إلى أن النظام التركي يشكل الحامي للتنظيمات الإرهابية ويقوم بتعزيز وجوده العسكري كقوة احتلال ويقوم بممارسات تكشف مخططاته التوسعية في سورية مع كل ما يمكن أن يتسبب به ذلك من نشر للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة ككل، لافتاً إلى أن تصرفات النظام التركي سمحت للتنظيمات الإرهابية التي تحتجز أهلنا في إدلب وتمنعهم من الخروج بارتكاب أكثر من 2600 خرق لاتفاق وقف الأعمال القتالية الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين والعسكريين في المناطق المحيطة بها.
وأوضح سوسان، أن وجود قوات الاحتلال الأميركي والتركي يشكل العامل الأساس الذي يعيق عودة الاستقرار بشكل كامل إلى سورية ودحر الإرهاب وإنهاء الحرب الظالمة ويشجع الحركات الانفصالية وما تقوم به من جرائم بحق أهلنا في منطقة الجزيرة السورية.
وأكد على أهمية الابتعاد عن تسييس الموضوع الإنساني في سورية وأهمية وصول المساعدات إلى مستحقيها من دون أي تمييز أو تسييس وفي ظل الاحترام الكامل لسيادة سورية، وعلى أهمية عدم وصول هذه المساعدات إلى المجموعات الإرهابية.
ولفت سوسان إلى أن الوفد شدد على وجوب إنهاء معاناة المختطفين لدى المجموعات الإرهابية وعودتهم إلى بيوتهم وأهاليهم، مؤكداً أن هذا الأمر يشكل أولوية لدى الدولة السورية التي تواصل الانخراط الإيجابي والمشاركة بفاعلية في العملية السياسية على أساس أنها حوار سوري-سوري بقيادة وملكية سورية ومن دون أي تدخل خارجي وقيمت إيجابياً الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور التي عقدت في جنيف مؤخراً.
وقد عقد وفد الجمهورية أمس اجتماعاً مع الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي.
واستعرض الجانبان مجريات اللقاء الخامس عشر من مسار أستانا والأوضاع في سورية، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر حول أهمية مواصلة العمل المشترك على مختلف المجالات وخاصة فيما يتعلق بالاستمرار بمكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل على كل الأراضي السورية.
وأكد الجانبان على مسؤولية المجتمع الدولي في وقف سياسة فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تنتهجها بعض الدول الغربية والتي تستهدف الشعوب بالإضافة إلى أهمية عدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية وفي الوقت ذاته عدم السماح بوصولها إلى التنظيمات الإرهابية.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية شدد الجانبان على أهمية احترام القواعد المرجعية لهذه العملية وخاصة لجهة رفض أي تدخل خارجي في عملها أو تحديد أي جداول زمنية مصطنعة.
وأكد خاجي خلال مؤتمر صحفي في ختام مجريات اللقاء الخامس عشر من مسار أستانا، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية تشكل خطراً متنامياً يعرقل جهود القضاء على الإرهاب، مجدداً موقف إيران الرافض لأي احتلال، ومشيراً إلى ضرورة وقف نهب الاحتلال الأميركي نفط سورية الذي هو من حق شعبها.
كما أعلن خاجي خلال اجتماع مع منسقة عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، سارا اوريلاد، في سوتشي، استعداد إيران للتعاون في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حسبما ذكرت وكالة «مهر».
ووصف خاجي في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك»، الإجراءات الأميركية في سورية بالظالمة، قائلاً: «وجودنا في سورية هو لمحاربة الإرهاب، وإذا تعرض مستشارونا العسكريون الإيرانيون للهجوم في سورية، فستواجه إسرائيل رداً قاسياً».
بدوره أكد رئيس الوفد الروسي خلال مؤتمر صحفي، حسب «سانا» ضرورة التركيز على محاربة جميع التنظيمات الإرهابية وليس فقط تنظيم داعش وتنظيم «جبهة النصرة» أو ما يسمى «هيئة تحرير الشام» الذي تحاول بعض الدول إعادة صياغته وتصويره على أنه معارضة معتدلة، مشدداً على أن هذا الأمر «ممنوع ومرفوض رفضاً كاملاً فلا مفاوضات أو توافقات مع الإرهابيين ويجب القضاء على الإرهاب في سورية بشكل نهائي».
وأشار لافرنتييف إلى أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب تحضر لفبركة جديدة باستخدام سلاح كيميائي بالتعاون مع تنظيم ما يسمى «الخوذ البيضاء» الإرهابي لاتهام الجيش العربي السوري وتبرير أي إجراءات عدوانية غربية ضد سورية.
وشدد على ضرورة عدم عرقلة المجتمع الدولي عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، مجدداً رفض موسكو الوجود العسكري الأميركي غير الشرعي في سورية ونهب واشنطن الثروات والموارد السورية ورفضها أيضاً الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية التي تمنع الشعب السوري من الحصول على احتياجاته الأساسية.
ودعا لافرينتيف، حسب «سبوتنيك» إسرائيل لوقف هجماتها على سورية، قائلاً: «آجلاً أم عاجلاً قد ينفذ الصبر ويكون هناك رد من قبل الجانب السوري، لذلك أدعو إسرائيل لوقف قصفها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن