ثقافة وفن

عندما يشعر الفرد أنه أقل فاعلية! … الاحتراق النفسي.. سِتُّ إستراتيجيات لتحسين العلاقة بالعمل

سوسن صيداوي

صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، المؤلَف الذي جاء بعنوان «الاحتراق النفسي ست إستراتيجيات لتحسين العلاقة بالعمل» تأليف كريستينا ماسلاش – مايكل لايتر، ترجمة د. محمد ربيع الصيّاح. يتناول هذا الكتاب شرح أهم مشكلة نفسية قد يقع فيها الإنسان في محيط العمل، ويحدد كيف يصاب الفرد بالاحتراق النفسي في محيط العمل، إذ إنه أكبر بكثير من كونه إحساساً بالكآبة أو المرور بيوم سيئ، بل هو حالة مزمنة من فقدان التناغم مع العمل، وهو أمر يمكن أن يكون كارثة حقيقية في حياة الفرد والمؤسسة على حد سواء. ويوفر الكتاب مساعدة ذاتية لمن يعانون مشكلة الاحتراق النفسي في محيط أعمالهم، مع عرض ستة مقاييس علمية سهلة الاستخدام تمكّن الفرد من تحديد مصدر اضطراب العلاقة بينه وبين عمله، كما يقدم له خططاً إرشادية مدروسة لتحسين تلك العلاقة، أيضاً أمثلة واقعية تمثل قصص نجاح أفراد عانوا الاحتراق النفسي، وتخلصوا منه باتباع الإستراتيجيات الإرشادية المطروحة.

هل أصبت بالاحتراق النفسي؟

الاحتراق أكبر بكثير من كونه إحساساً بالكآبة أو مروراً بيوم سيئ، الاحتراق هو حالة مزمنة من فقدان التناغم مع عملك، وهو أمر يمكن أن يكون كارثة حقيقية في حياتك.
ففي الاحتراق طاقة مهدورة ويكون الشخص مجهداً ومتوتراً ومتعباً ويحتاج الأمر منه إلى كثير ليقدمه وبشكل غير منطقي أحياناً، ويطلب إليك ما لا طاقة له.
وفي الاحتراق حماسة منخمدة حيث يرى الشخص أن شغفه الأول يخبو ويحل التشاؤم محله وبدلاً من أن يندفع باتجاه الأمام قدماً، يتحول إلى العمل بالحد الأدنى.
وفي الاحتراق ثقة مفقودة وهنا يشعر الفرد بأنه أقل فاعلية وتقل قيمة ذاته، وتصعب طريقة الخروج من هذا الركود. وهنا يوضح د. محمد ربيع الصيّاح أن تداعيات الاحتراق النفسي لا تقتصر على الأداء بالعمل، بل تمتد حتى على العلاقة المتردية بين الزملاء والعائلة والأصدقاء، هذا وتطال الصحة الجسدية والعافية النفسية كما وتزداد فرص الإصابة بالاكتئاب.

صياغة خطة العمل

إن التحديات العظمى في الحياة العملية هي تخفيف من الاحتراق النفسي وبناء الاندماج في العمل، ولكي يثمر الأداء في العمل بالثمار المرجوة لابد من تنفيذ أربع خطوات لنمسك بزمام الأمور في الحياة العملية، والتي تقضي بتحديد المشكلة ومن ثم وضع الأهداف، ليأتي بعدها مرحلة اتخاذ الأفعال ومن ثم تتبع التقدم المحرز. وهنا على المرء أن يكون إيجابياً ما يوفر فرصة لتحقيق الهدف، بمعنى أن نتخلص من السلبية في سلوك الإنجاز، كأن يخص الشعور الإنهاك، وهنا يجب أن يتعدى الأمر التخلص من التعب إلى تحديد الحيوية لتحل محله.

حل مشكلات السيطرة

تحت هذا العنوان يجب القول بأنه حينما تكون السيطرة هي المشكلة فهذا يعني أنك لست من يجعل الأمور تحدث، وبدلاً من أن تتصرف أنت بالشؤون يُتصرف بشأنك. ويتابع المؤلف هنا بأنه طبعاً الأمر محبط ومهين، ويقول بأنك أنت تستحق السلطة التي تأتي مع الاحترام، فلقد اكتسبت ذلك بجهدك، ولابد أن تستحق خبرتك والتزامك مع المؤسسة شيئاً ما بالمقابل. هذا ويضيف هنا بأن الخضوع للإدارة التفصيلية هو مشكلة خطرة، حيث يريد المشرف أن يملي على الموظفين ما يفعلون في كل دقيقة من اليوم، هذا وليس مسموح للموظف أن يتخذ قراراً بنفسه، وبالتالي الإدارة التفصيلية آفة منتشرة في عالم العمل، وتعكس ثقة متزعزعة بحكمة السيطرة المركزية وهي تضعف بمرور الوقت التزام الموظفين وإمكاناتهم.

قل له وادعاً

في الختام إذا استمرت علاقتك بعملك في التردي رغم كل جهودك الإستراتيجية العظمى، فعليك حينئذ أن تواجه خياراً قاطعاً: هل أبقى، أم إنه الوقت للمضي قدماً؟ ستكون عرضة لأن تستمر في احتراقك إن لم يتحسن التوافق بينك وبين وظيفتك. وهنا تجدر الإشارة إلى أن امتلاكك وظيفة هو قيمة مضافة عظيمة لأي عملية بحث عن عمل، وعليك أن تأخذ وقتك الكافي لتبحث عن عمل وتكون انتقائياً كما تشاء فيه. وأخيراً بيت القصيد من تركك هذا العمل هو إيجادك عملاً آخر أفضل توافقاً أو آخر ذا مرونة ليصبح أفضل توافقاً، وبعد كل شيء من الأرجح أنك فكرت أن وظيفتك الحالية ستكون رائعة حينما بدأتها في السابق وخصوصاً أنه لديك خطة وتعرف إلى أين تذهب مما يمكن التزامك بهدفك ويحسن علاقتك به وبالعمل الذي يمثل شغفك المتقد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن