رياضة

البرشا للثأر من قادش ونسيان كارثة الأبطال وقمة الأثرياء في الليغ آن … ديربي ميلانو فوق سحاب الكالشيو

| خالد عرنوس

تستكمل اليوم وغداً منافسات الجولتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين من الدوري في كل من إيطاليا وإسبانيا على التوالي، وتشهد أهم مواجهات السييرا A حلقة جديدة من ديربي الغضب أول ديربي لامادونينا أو لومبارديا وترتدي هذه المرة لباس القمة الفعلية هناك حالياً حيث يتنافس قطبا مدينة ميلانو (إنتر وميلان) على الصدارة وقد تقدم الأول على الثاني بفارق نقطة، وفي قمة أخرى يلتقي فريقا أتلانتا ونابولي وكلاهما بالرصيد ذاته في المركزين الخامس والسابع ولا يبتعدان كثيراً عن اليوفي رابع الجدول الذي سيختتم الجولة بلقاء سهل أمام كروتوني متذيل الترتيب.

وفي إسبانيا لعب المتصدر ووصيفه أمس ويأتي الدور على برشلونة الثالث الذي يستقبل قادش وعينه على الثأر من الخسارة ذهاباً وكذلك مداواة جراح رباعية الباريسي أوروبياً والإبقاء على الحظوظ المتبقية في الليغا، ويلعب غداً إشبيلية على أرض أوساسونا والأول يسعى لضمان المركز الرابع بانتظار معركة الوصافة القائمة مع القطبين والثاني يطمح للبقاء في المنطقة الآمنة.
وفي فرنسا تستمر الإثارة بوجود أربعة أندية تتصارع على اللقب لا يفصل بين أولها وآخرها أكثر من ست نقاط، ولن يكون لقب الموسم الحالي سهلاً حتى في حال احتفظ به الباريسي، ويحول الثلاثي (ليل وليون وموناكو) دون تطلعات فريق العاصمة نحو اللقب العاشر خاصة أنه سيواجه الثلاثي تباعاً في الجولات الست القادمة وأولها موناكو الليلة فيما يعرف بقمة الأثرياء، وبالمقابل سيكون ليل حذراً في رحلته إلى لوريان المنتعش والباحث عن البقاء خارج مثلث الهبوط.

ديربي السكوديتو

ديربي «لومبارديا» أو «لا مادونينا» أو «الغضب»، سمه ما شئت فهو يحمل أسماء أخرى لواحد من ديربيات كرة القدم في العالم، فهو مدينة ميلانو (عاصمة الأزياء) في بلاد الطليان وينتظره أهالي المدينة على أحر من الجمر ليشاهدوا متعة الكالشيو، وانتقلت العدوى إلى الملايين من عشاق اللعبة في العالم الذين باتوا من مشجعي الروزنييري والنييرازوري ويتباهون باللونين الأحمر أو الأزرق المخطط إلى جانب الأسود الذي يمثل ثلاثي قمة الكرة في إيطاليا، ومهما اختلف موقع الفريقين على جدول الترتيب أو مهما كانت مناسبة اللقاء بينهما فإن الإثارة لن تغيب والمتعة في الغالب ستكون حاضرة والأسماء كذلك، فلطالما حظي الفريقان منها، ورغم تراجع أسهم السييرا A في العقدين الأخيرين لمصلحة البريميرليغ والليغا إلا أن ديربي الغضب مازال يستقطب الأضواء وخاصة هذه الأيام مع عودة الفريقين سوياً إلى المنافسة على زعامة الدوري في محاولة لزحزحة اليوفي عن السكوديتو الذي دان له في المواسم التسعة الأخيرة، وتحمل مواجهة إنتر وميلان اليوم رائحة بطل السييرا A في أول موسم في العقد الثالث للألفية الثالثة.

لا وقت للتخاذل

إذاً هي مواجهة بطولة وهو ما يدركه الفريقان حتى إن التعادل الذي قد يرضيهما ربما صب في مصلحة العدو المشترك المتمثل باليوفي مع الفارق الذي لا يتجاوز 7 نقاط مع أقربهما إليه ووجود مباراة مؤجلة للأخير، وعليه فإن رفع راية الفوز سيكون مطلباً ملحاً للفريقين خاصة أنه سيعيد الصدارة للميلان أو سيبعد إنتر فيها، ويبدو وضع الفريقين على ما يرام من الناحية المعنوية لاسيما إنتر الذي تفرغ للبطولة المحلية عقب خروجه المبكر من دوري أبطال أوروبا ثم خسر نصف نهائي كأس إيطاليا أمام اليوفي، أما ميلان فقد أخرجه إنتر بالذات من ربع نهائي الكأس لكنه مازال يخوض منافسات اليوروباليغ وقد أهدر فوزاً في المتناول في ذهاب دور الـ32 على النجم الأحمر الصربي مكتفياً بتعادل بانتظار مباراة العودة في سان سيرو.
وبعيداً عن المنافسة الساخنة عادة بين الفريقين وزاد سعير نارها لموقعهما على الجدول فإن حدثاً آخر سيرفعها إلى درجة الغليان ونقصد هنا الحادثة التي حصلت بين هدافي الفريقين إيبرا ولوكاكو في لقاء الكأس والتي مازالت ذيولها حاضرة وربما شهدنا قراراً خاصاً بعد اتهام البلجيكي للسويدي بإساءة عنصرية، ولا ننسى أن بينهما منافسة خاصة على لقب الهداف حيث يتصدر روميلو اللائحة برصيد 16 هدفاً (بالمشاركة مع رونالدو) مقابل 14 هدفاً لإبراهيموفيتش، ومن خارج الخطوط تبدو المعركة أقوى بين كونتي وبيولي وكلاهما يملك خبرة كبيرة ويتفوق الأول باعتباره خاض الكثير من مباريات القمة وقد حشد كل منهما كل أسلحته للمواجهة المنتظرة حيث يتوقع أن يدخلها الفريقان بالتشكيلة المثالية.

نظرة إلى الوراء

خلال 112 عاماً منذ اللقاء الأول بينهما خاض إنتر وميلان 237 مواجهة في كل المسابقات والغلبة للنييرازوري بواقع 83 فوزاً مقابل 77 للروزنييري وتعادلا 67 مرة، أما فيما يخص السييرا A فقد جمعهما 173 مباراة انتهت 55 منها بالتعادل آخرها سلباً قبل ثلاث سنوات وفاز إنتر بـ66 آخرها في إياب الموسم الماضي بنتيجة 4/2 قبل أن يرد ميلان في ذهاب الموسم الحالي بفوزه رقم 52 وجاء بنتيجة 2/1، والأهداف على هذا الصعيد 283/259 لمصلحة إنتر بالطبع، وتقابلا 195 مرة على مستوى الدرجة الأولى بكل مسمياتها والغلبة كذلك لإنتر بواقع 74 فوزاً و63 هزيمة و58 تعادلاً.

فارق أهداف

وليس بعيداً عن الصدارة يتميز موسم الكالشيو بمنافسة شرسة كذلك على مقاعد دوري الأبطال فبدأت خمسة أندية الجولة 23 من السييرا A بفوارق لا تتجاوز 3 نقاط بينها ومنها أتلانتا ونابولي اللذان يتواجهان في قمة خاصة لفض شراكة النقاط بينهما، ويأمل أتلانتا الثأر لخسارة الذهاب بنتيجة 1/4، وكذلك يتطلع نابولي للثأر من خسارة نصف نهائي الكأس قبل أقل من أسبوعين، ويبدو نابولي في حالة غير متوازنة منذ مطلع العام فخسر 3 مباريات لم تكن بالحسبان في الدوري ثم خسر كأس السوبر المحلية قبل أن يثأر من اليوفي بالسييرا A لكنه عاد وخسر ذهاب دور الـ32 باليوروباليغ على أرض غرناطة صفر/2 الخميس الفائت، على حين أتلانتا لم يخسر سوى مرة واحدة كانت أمام لازيو في برغامو، وهاهو يخوض بروفة مثالية قبل لقائه التاريخي أمام الريال بالشامبيونز، وخاض ممثل برغامو 11 مباراة على أرضه، ففاز بخمس منها وتعادل ثلاث مرات وخسر مثلها، على حين خاض سماوي الجنوب 10 مباريات خارج أرضه ففاز بست وخسر أربعاً، أما فوزه الأخير في ملعب جيويس فكان أواخر 2018.

كبرياء وثأر

بدأ اليأس يتسرب إلى نفوس أنصار برشلونة على كل الأصعدة هذا الموسم، فخلال أقل من أسبوع تلقى فريق كويمان ضربتين موجعتين بالخسارة أمام إشبيلية صفر/2 ضمن كأس الملك ثم الهزيمة أمام الباريسي في أول أدوار إقصاء الشامبيونز ويبدو التعويض صعباً إن لم يكن مستحيلاً في ظل الأداء العام هذا الموسم، وعملياً لم يتبق أمامه سوى البحث عن بصيص الأمل الضئيل أصلاً على مستوى الليغا، وعليه فإن محاولات ميسي ورفاقه لن تتعدى تحسين النتائج والتحضير للموسم القادم خاصة مع فئة اللاعبين الصاعدين الذين يمثلون المستقبل وبالتالي يجب مواصلة إشراكهم لمزيد من التناغم واكتساب الخبرة.
هذا الكلام قد يكون قاسياً ولن يتقبله البعض خاصة أن زمن المعجزات الكروية لم يأفل بعد، ففي نيوكامب سيكون البرشا في مهمة مزدوجة عندما يستقبل قادش القريب من مثلث الهبوط عصر اليوم، الأولى هي الثأر من الخسارة ذهاباً بنتيجة 1/2 وكانت الهزيمة الأخيرة للكاتالوني بالليغا قبل أن تتحسن نتائجه ويعود مزاحماً للريال على الوصافة، والثانية إعادة البسمة للجماهير ومعها الأمل بعرض جيد يدعو المحبين للتفاؤل وهو الأهم، الفريق لم يخسر خلال 12 جولة بالدوري وقد خاض 11 مباراة في نيوكامب، ففاز بسبع منها وتعادل ثلاث مرات مقابل هزيمة وحيدة، على حين خاض قادش العدد ذاته خارج أرضه ففاز بأربع وتعادل مرتين وخسر خمساً، علماً أنه لم يحقق الفوز في 5 جولات أخيرة فخسر منها أربع مرات متتالية، أما آخر زياراته لنيوكامب فكانت قبل 15 عاماً وخسرها 1/2.

لقاء الأمراء

المكان هو حديقة الأمراء والمنافس هو ممثل الإمارة ولذلك فإن ملك الكرة الفرنسية حالياً سان جيرمان سيكون على موعد استثنائي في لقاء الفريقين الأكثر ثراء هناك، ويأتي في توقيت يتنافس فيه الفريقان على لقب الليغ آن، ويحتل الباريسي المركز الثاني وموناكو الرابع والفارق بينهما 5 نقاط لا أكثر، وكان موناكو أنهى أربع سنوات من الهزائم المتتالية أمام مضيفه في ذهاب الموسم الحالي عندما تغلب عليه 3/2، وسبق للباريسي أن حقق 10 انتصارات على أرضه مقابل تعادل وهزيمتين بينما لعب موناكو 12 مباراة خارج ملعبه، ففاز بسبع وخسر 5 مرات، علماً أنه لم يخسر في 10 جولات أخيرة أما فوزه الأخير في العاصمة فكان قبل خمسة أعوام.

ولن يكون ليل في مأمن عندما ينزل ضيفاً على لوريان خاصة أن الأخير لم يخسر في خمس جولات حقق خلالها الفوز على سان جيرمان وتعادل مع رين وموناكو، ويدرك ليل الذي لم يخسر في 7 مباريات أن فقدان أي نقطة يجعله في مهب الريح بعدما فقد الصدارة لمصلحة ليون الفائز في افتتاح الجولة على بريست بفارق الأهداف، لوريان خاض 12 مباراة على ملعبه (5 فوز، تعادل وحيد، 6 هزائم)، على حين ليل الفائز ذهاباً برباعية سجل 8 انتصارات و3 تعادلات وخسر مباراة خارج أرضه.

مباريات اليوم وغداً

الإسباني – الأسبوع 24

– اليوم: برشلونة * قادش (3.00)، سوسيداد * ألافيس (5.15)، هويسكا * غرناطة (7.30)، بلباو * فياريال (10.00).

– غداً: أوساسونا * إشبيلية (10.00).

الإيطالي – الأسبوع 23

– اليوم: بارما * أودينيزي (1.30)، ميلان * إنتر ميلانو (4.00)، أتلانتا * نابولي (7.00)، بينفينتو * روما (9.45).

– غداً: يوفنتوس * كروتوني (9.45).

الفرنسي – الأسبوع 26

– اليوم: مونبيلييه * رين (2.00)، نيس * ميتز، لنس * ديجون، نيم * بوردو، ستراسبورغ * أنجيه (4.00)، لوريان * ليل (6.00)، سان جيرمان * موناكو (10.00).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن