شؤون محلية

الواقع المائي بالمنطقة الشرقية من حماة مأساوي … المواطنون: 30 ألف ليرة ندفعها بالشهر للصهاريج.. ومؤسسة المياه: مصادر المياه شبه معدومة

| حماة- محمد أحمد خبازي

رفع العديد من المواطنين والفعاليات الرسمية والشعبية، أصواتهم بالشكوى من الواقع المأساوي الراهن لمياه الشرب في المنطقة الشرقية من محافظة حماة، التي تضم أكثر من 170 قرية، لا تصل إليها مياه الشرب سوى مرة واحدة بالأسبوع ولمدة ساعة!
وبيّنَ الشاكون أنهم يدفعون بالشهر أكثر من 30 ألف ليرة، ثمن صهاريج مياه للشرب والاستخدامات المنزلية غير مضمونة المواصفات، وأوضحوا أنهم طالبوا الجهات المعنية بالمحافظة والعاصمة، ومنذ سنوات طويلة، بإيجاد حل لمشكلتهم المزمنة ومعاناتهم الدائمة، ولكن لم يستجب لهم أو يسمعهم أحد!
ورداً على هموم الناس من هذه المعاناة الشاقة، بيَّنَ المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب مطيع عبشي، أن الواقع المائي المأساوي بالمنطقة الشرقية من محافظة حماة، لا يعود إلى أي تقصير حكومي في إروائها وتنفيذ مشاريع فيها أبداً، وإنما يعود لانعدام الخيارات فيها.
وكشف أن في هذه المنطقة 179 قرية، وفي كل قرية حفرت الحكومة ممثلة بمؤسسة المياه، بئراً سطحية بعمق 50 م، ولكن كل المصادر المائية جفت فيها خلال السنوات الماضية بشكل شبه كامل، فالهاطل المطري السنوي فيها لا يتجاوز 200 مم.
وقال عبشي: وأمام هذا الواقع كان لا بدَّ من حفر آبار بعمق 350م و650م، ولكن للأسف مياهها كانت خارج المواصفات القياسية السورية.
وأضاف: وقد تم تنفيذ محطات تحلية بالتجمعات السكانية الكبيرة، لإرواء الصبورة وجدوعة وعقارب، وكلفة إنتاج المتر المكعب من المياه 1000 ليرة، وهذه المحطات نوعية وتجهيزاتها أجنبية وتخضع اليوم للعقوبات الأميركية الظالمة المفروضة على البلد.
ولفت عبشي إلى أن بالصبورة على سبيل المثال 7 آبار ومحطة تحلية لإرواء التجمعات الكبيرة، مؤكداً أن معاناة الناس من شح المياه تبدأ من شرق حماة وحتى بعض الأحياء بمدينة حماة أيضاً. مضيفاً: وإن الأمل معقود اليوم على مصدر مائي يبعد عن المنطقة نحو 40 كم، وتقوم المؤسسة بالتحري والدراسات الجيوفيزيائية له، لأنه ليس من الممكن تنفيذ مشروع بقيمة نحو 10 مليارات ليرة، ما لم يكن المصدر مستقراً ويحقق الغاية المرجوة منه، التي هي 500م3 بالساعة لتغطية حاجة أهالي المنطقة بـ50 م3 لكل شخص باليوم.
وأما فيما بتعلق بمشروع الشومرية الذي يروي ريف سلمية الجنوبي فبيَّن عبشي أن المؤسسة حفرت بسلسلة جبال الشومرية 7 آبار غزارة كل منها 50 م3 بالساعة، وكانت المياه تصل للقرى التي تشرب منه وللطوابق العليا من دون مولدات كهربائية، عندما كانت الكهرباء 4 ساعات قطع وساعتي وصل.
وأوضح أن زمن وصول المياه للقرى يحتاج بين 3-4 ساعات، على حين الكهرباء اليوم ساعة وصل و5 ساعات قطع وهو ما يسبب معاناة للأهالي.
وأشار إلى أن المشروع يقع بمحافظة حمص، وبمنطقة نائية ومهجورة، وقد تعرضت معداته للسرقة غير مرة. وأن هذا المشروع بحاجة إلى خط كهرباء دائم، كلفته كانت منذ 5 أشهر نحو 550 مليون ليرة واليوم ربما أكثر من مليار. موضحاً أنه مدروس وجاهز ويمكن تنفيذه مع شركة كهرباء حمص، وتسديد كلفته على مراحل بعد موافقة وزارة الكهرباء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن