مصادر في جنيف لـ«الوطن»: سورية ليس لديها ما تخفيه أو تخشاه … بيدرسون في دمشق اليوم بعد تردده بزيارتها!
| الوطن
يصل المبعوث الأممي الخاص، غير بيدرسون، إلى العاصمة دمشق ظهر اليوم، بعد أن شارك في اجتماعات سوتشي بـ«صيغة أستانا»، وأجرى مباحثات سياسية وعسكرية في العاصمة الروسية موسكو، للبحث في مستقبل محادثات لجنة مناقشة الدستور بجنيف، وإمكانية تحديد جولة محادثات سادسة في شهر آذار المقبل.
بيدرسون الذي تردد بزيارة العاصمة السورية، كان ألمح في ختام الجولة الخامسة لمحادثات لجنة مناقشة الدستور ومن خلال تقرير قدمه إلى مجلس الأمن إلى أن تعطيل الجولات سببه الوفد الوطني، وروج المقربون منه أنه شخص غير مرغوب به بدمشق، ليفاجأ عند تقديمه طلب الزيارة بأنه مرحب فيه بأي وقت، وأن دمشق ليس لديها ما تخشاه.
وعلمت “الوطن” أن بيدرسون كان خرج عن مهامه ودوره وحاول خلال الجولة الخامسة فرض ما سماه «بداية صياغة» لمشروع دستور، الأمر الذي لم يكن مطروحاً على جدول أعمال الجلسة أساساً التي كانت تهدف للبحث ونقاش المبادئ الدستورية، بعد أن بحثت في جولات سابقة المبادئ الوطنية، ولم تتوصل إلى أي اتفاق.
وقالت مصادر دبلوماسية في جنيف، تواصلت معها «الوطن»: إن فريقاً من مستشاري بيدرسون يضغطون عليه بشكل مستمر من أجل إحراج الدولة السورية واتهامها بدور المعطل لهذه المحادثات، والتهديد بإنهاء مسار جنيف الدبلوماسي، الأمر الذي أدى إلى عدم تحديد موعد للجولة السادسة، إلا أن بيدرسون لا يملك ما يكفي من «حجج» وفقاً للمصادر، حيث يدرك الأخير أنه هو ومستشاروه مسؤولون عن عدم إحراز تقدم ملموس، وأن تدخله في مسار المفاوضات أمر غير مقبول عند الحكومة السورية، التي ترى فيه مسيّراً لهذه المحادثات وليس طرفاً فيها.
وأكدت المصادر، أن بيدرسون تردد كثيراً بعد ختام الجولة الخامسة من زيارة دمشق، ورفض إرسال طلب خطي للزيارة، واكتفى بطلب شفهي، وحصل على ترحيب دمشقي بزيارته في الوقت الذي يراه مناسباً.
وختمت المصادر بأن دمشق ليس لديها ما تخفيه، أو تخشاه من مباحثات جنيف، فهناك آليات متفق عليها، وعلى الجميع احترامها، وإن كان بيدرسون يريد اتهام الوفد الوطني بعرقلة هذه المحادثات فليتحمل تبعات تصريحاته، ويكشف للعالم حقيقة ما حصل في هذه الاجتماعات، وكيف خرج عن جدول أعمالها وحاول فرض صياغة أولية لمشروع الدستور.
وكانت موسكو وطهران، قد نصحتا بيدرسون، وفقاً لمصادر «الوطن»، بعدم استعجال مسار جنيف الذي بطبيعة الأمر يحتاج إلى وقت وجهد، إلا أن المبعوث الخاص ومن معه من مستشارين يريدون ممارسة الضغوط، وهم على قناعة بأن هناك دولاً (الإشارة إلى روسيا تحديداً)، قادرة على ممارسة ضغوط على العاصمة السورية، لتقديم تنازلات في الملف السياسي، وكان الرد الروسي واضحاً وعبر الإعلام أن موسكو يمكن أن تنصح دمشق، لكنها غير قادرة على أن تملي عليها، مع التذكير بأن محادثات جنيف هي محادثات سورية – سورية من دون أي تدخل خارجي وشروط مسبقة.
ومن المرجح، أن يستقبل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بيدرسون، ويكون أول لقاء بينهما بعد تسلم المقداد حقيبة الخارجية والمغتربين، وأن يلتقي رئيس الوفد الوطني أحمد الكزبري. ورجحت مصادر أن يلتقي بيدرسون كذلك سفير روسيا الاتحادية ومبعوث الرئيس فلاديمير بوتين في سورية ألكسندر يفيموف.