ثقافة وفن

دراسة علمية.. عن «السلوك الإنساني والصحة النفسية»!

سارة سلامة

يطرح كتاب (السلوك الإنساني والصحة النفسية) الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب للدكتور معمر نواف الهوارنة أهمية الصحة النفسية للفرد لتحقيق القدرة على التواصل والنمو المعرفي والنفسي والاجتماعي.
ويأتي الكتاب على شكل دراسة علمية مستفيضة إذ يبحث في 407 صفحات وعبر 11 فصلاً طبيعة السلوك الإنساني والعوامل المؤثرة فيه وأسباب الأزمات النفسية وعلاقتها بالإحباط والفرق بين الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية مخصصاً فصولاً بأكملها لأكثر الأمراض النفسية شيوعاً من الوسواس القهري واضطرابات القلق والرهاب والذهان.
كما يبحث الكتاب في أساسيات السلوك الإنساني وطرائق ضبطه وتطويره إضافة إلى الآثار المترتبة على فقدان الشعور بالأمن النفسي وتوضيح كيفية محافظة الإنسان على صحته النفسية ليختتم بالحديث عن سبل تأمين المناخ الأسري والصحة النفسية للأبناء.

آثار فقدان الشعور

ويهدف الكتاب إلى تزويد قارئيه ببعض الأساسيات التي تزيد من فهمهم لحقيقة سلوك الإنسان المعقد، وذلك بوصفه مدخلاً لحسن التعامل مع هذا السلوك وضبطه وتطويره، كما أنه لا سبيل أمامنا للتقدم والرقي وملاحقة العصر إلا بالمزيد من المعرفة الإنسانية، لأن كشف أغوار النفس الإنسانية نور يهدينا إلى الطريق الصحيح.
وتأتي أهمية هذا الكتاب من ذكر معظم الأزمات النفسية التي يتعرض لها الإنسان وميكانيزمات الدفاع عنها، وعلاقة الإحباط والصراع النفسي بالصحة النفسية، بالإضافة إلى الآثار المترتبة على فقدان الشعور بالأمن النفسي وحاجة المجتمع إلى الأمن النفسي، وتوضيح كيف يحافظ الإنسان على صحته النفسية؟
ومن المعروف أن جميع الأمم والشعوب على اختلاف مستوياتها الثقافية والعلمية تؤكد ضرورة العناية بالثروة البشرية الحالية وأجيالها الصاعدة، وهذا التأكيد يركز على العناية الكبيرة بدراسة السلوك الإنساني، وذلك لما له من فوائد كثيرة، والواقع أن علم النفس يسهم في حل المشكلات التي تجابهنا في مراحل حياتنا المعاصرة سواء كانت مشكلات تربوية أم مهنية أو اجتماعية أو نفسية.

كما أن علم النفس من أهم العلوم التي تحقق دراسة السلوك الإنساني، والناس جميعهم لهم تأثير نفسي بعضهم في بعضهم الآخر، ويستطيع دارس علم النفس أن يفيد نفسه وذلك عن طريق معرفة دوافعه وعواطفه وميوله وذكائه وقدراته معرفة تتميز بالموضوعية وبعدها عن الأخطاء الذاتية.

الاضطرابات النفسية والعقلية

إذا كان هذا العصر هو عصر الذرة والصواريخ والأقمار الصناعية وغزو الفضاء، فهو أيضاً عصر علم النفس، مما لا شك أن موضوع علم النفس من أهم الموضوعات التي تهم المعلم والمتعلم معاً، بل أصبحت دراسة علم النفس من الموضوعات المهمة لكل إنسان مهما اختلفت طبيعة عمله، إذ امتدت هذه الأهمية إلى كل من يهمه أمر توجيه الفرد وتدريبه وإعداده تربوياً ونفسياً واجتماعياً وفي المجالات كلها.

إن موضوع الإنسان وصحته النفسية من الموضوعات المهمة التي شغلت القدماء والمحدثين من علماء النفس، والطب، وغيرهم، وقد أكد هؤلاء جميعاً أهمية الصحة النفسية في القدرة على التواصل، وعلى التوافق، وعلى النمو المعرفي، والنفسي، والاجتماعي.

سعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على الاضطرابات النفسية والعقلية للتعرف عليها ومعرفة أسبابها وأعراضها وطرائق تشخيصها وعلاجها، لتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعانون هذه الاضطرابات كي يستمتعوا بصحتهم النفسية ويكونوا أشخاصاً منتجين، كما حاول شرح مسألة كيفية محافظة الإنسان على صحته النفسية.
ويذكر أن الكاتب معمر نواف الهوارنة حاصل على درجة الدكتوراه في الإرشاد والعلاج النفسي وله العديد من الأبحاث والدراسات والاختبارات النفسية ويشغل حالياً عمادة كلية التربية في درعا وصدرت له مجموعة مؤلفات في الصحة النفسية والعقلية منها (فن الحوار ومهارات التواصل من منظور علم النفس الحديث) و(الشخصية وانحرافاتها) و(تطور النطق واللغة عند الأطفال) و(عالم المخدرات والجريمة بين الوقاية والعلاج).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن