رياضة

الاحتراف الكروي لدينا ومسؤوليات تطبيقه

| فاروق بوظو

قبل عشرين عاماً تم الإعلان عن الاحتراف الكروي رسمياً في بلادنا… حيث كنت واحداً من المشاركين في تشريع نظامه المعلن على الرغم من المصاعب التي كانت تواجه مسألة تطبيقه وتوفير سبل نجاحه… لأن الاحتراف حينها كان يتطلب تفريغ لاعبنا السوري من كل واجباته ومسؤولياته المعيشية، وإلزامه بمتابعة التدريب اليومي وفق عقود واضحة تحدد حقوقه المادية المطلوبة والمشروعة له إضافة إلى واجباته ومسؤولياته وكل التزاماته تجاه ناديه ومنتخبه الوطني، حيث كنت أقول حينها وبكلمة أكثر وضوحاً وشمولية وأبلغ عمقاً وأثراً إن الاحتراف في رياضة كرة القدم يحتاج للالتزام، وضرورة أخذ الكرة للحيز الأكبر من اهتماماته وجهده وحياته من خلال نقلة نوعية لنفسيته وتفكيره وكل شؤونه الحياتية من الهواية إلى الاحتراف الملزم والصعب، لكن شيئاً من هذا لم يحدث حينها، وبقي لاعبونا الوطنيون يراوحون في حدود الهواية والاحتراف، لأن نظام مكافآت الفوز أو البدل المادي الشهري لم يتعدَّ نظام الحوافز الذي كان معمولاً به قبل تطبيق الاحتراف، وهذا ما اضطر لاعبنا الوطني للتمسك بعمله حرصاً على مستقبله المعيشي.
لكن العديد من مسؤولي أنديتنا حينها قد اطلعوا على نظام الاحتراف واعتبروه بأنه مجرد استقدام لاعب أجنبي حتى ولو كان من لاعبي الدرجات الدنيا في بلاده، حيث ما زلت أذكر بأن العديد من أنديتنا حينها قد بدأت تتسابق في الترحيب بأي لاعب أجنبي شرط أن يكون من جنسية دولة لها سمعتها في مجال اللعبة… لكن واحداً منهم لم يرتق في أدائه لمستوى لاعبينا السوريين، حتى إن بعضهم لم يشارك مع ناديه خلال دورينا الكروي سوى لفترات من زمن المباراة لأن اللاعب الأجنبي الذي تم استقدامه ليس في جاهزية تامة، حيث كنت أتساءل حينها: كيف يمكن لهذا اللاعب الأجنبي تقاضي أضعاف ما كان يتقاضاه لاعبنا السوري في ذلك الوقت.
ولي عودة لمتابعة الحديث عن الاحتراف الكروي للاعبينا الوطنيين داخل وخارج بلادنا في زاوية قادمة..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن