رياضة

مدرب منتخب السلة.. على نهج مدرب القدم سائرون

| مهند الحسني

لم يبق لنا أصلاً شيء غير الأمل أو بعض هذا الأمل، نحاول أن نتشبث بعقولنا قبل أظفارنا، ونحاول أن نضرب حوله حصاراً خشية أن يهرب من بين أصابعنا.
عندما نعيش حالة رياضية غير مقنعة، ونأمل أن يأتي القرار المرتبط بها قوياً فيعوض بعضاً من ضعف الحالة، لكنه يأتي مكملاً لضعفها فيتساقط هذا الأمل ولا ينتبه إليه الكثيرون، فتكاد الخطوة الصفراء تدوسه من دون رجعة.
توسمنا خيراً بمنتخبنا الوطني بكرة السلة الذي بات يقوده مدرب أميركي، وبات الأمل الذي سينتشل سلتنا بمنتخباتها من أزمتها وثقافتها البدائية، لكن توسمنا هذا لم يدم طويلاً بعد أن شاهدناه بأم أعيننا كيف أن هذا الأمل لم يكن حقيقياً بعد أن بدأ يهرب منا شيئاً فشيئاً، فكيف لا والمدرب الذي تم التوقيع معه بآلاف الدولارات ولمدة عام كامل سافر بعد قرار تأجيل النافذة الثالثة من التصفيات الآسيوية ربما بساعات أو أكثر قليلاً، من دون وجود أي تبرير واضح لسفره من اتحاد السلة المؤقت، فهل يعقل أن نصرف الآلاف المؤلفة من أموال المنظمة من أجل الاستفادة منه لإعداد منتخب واحد من دون أن يكون الاتفاق معه على العمل بمفاصل أخرى بسلتنا.
غير معقول
فوجئ واستغرب المتابعون أشد علامات الاستغراب بعد موافقة اتحاد كرة السلة المؤقت للمدرب الأميركي للمنتخب جوزيف ساليرنو على المغادرة إلى بلده فور صدور قرار تأجيل مشاركة المنتخب في النافذة القادمة، وسبب المفاجأة هو ضرورة حضور المدرب لمتابعة اللاعبين خلال مباريات الدوري، وبأنه في هذا التوقيت من المفترض أن يكون متفرغاً كلياً للمنتخب ولاعبيه ولا أسباب أخرى تدعوه للمغادرة.
وبأن تأجيل المشاركة الخارجية كان من الممكن استثماره، لتطوير المهارات الفردية للاعبين من خلال إقامة تجمعات أسبوعية لمدة يومين أو تمارين صباحية موزعة بين المدرب ومساعديه في المحافظات الثلاث الرئيسية وهي دمشق وحلب وحمص لكون عقده يمتد لمدة عام حسب تصريحات المشرف على لجنة المنتخبات الوطنية.
لكن يبدو أن مشاغل القائمين على المنتخب وعدم امتلاكهم الوقت اللازم لمتابعته اليومية ومتابعة تفاصيل إعداده تطلبت تسفير المدرب لإيقاف الإعداد والتدريبات معاً.

انتقال أزمة
والسؤال المقلق الذي يتبادر للأذهان الآن: هل ستنتقل أزمة الغياب الدائم لمدرب منتخب كرة القدم نبيل المعلول إلى مدرب منتخب كرة السلة؟ وهل ستكون رياضتنا حصالة مالية لدفع الدولارات للمدربين العرب والأجانب وهم في بلادهم، وإذا كانت الحاجة إلى المدرب محدودة، فلماذا ننفق ملايين الليرات مقابل منافع محدودة، وهل سلتنا بمنتخباتها ومدربيها ولاعبيها أكملت علومها ومعارفها ولم يعد لها أي حاجة لوجود المدرب أو مساعده، أم إن غياب عدسات الكاميرات والميكروفونات ومواقع التواصل الاجتماعي أقصى فرسان حب الظهور، فلم يعد لوجود المدرب سبب فاستحق الإجازة، والدفع وجب بعد أن ضرب الذي ضرب وهرب من هرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن