اقتصاد

خبراء يدعون لمواجهة الفقر بالاستثمارات الصغيرة

| يسرى ديب

طرح البعض أفكاراً تقوم على المبادرة بإيجاد حل لعلاج الهوة الكبيرة بين الدخل والأسعار، ما دامت لا حلول فاعلة في الأفق القريب، ودعوا الناس إلى المبادرة والعمل على تصحيح الوضع الاقتصادي الذي يعيشونه، من دون انتظار إجراءات الحكومة، من مبدأ «إشعال شمعة.. دون الاقتصار على لعن الظلام».

الخبير الاقتصادي الدكتور حسين القاضي يقدم أفكاراً تتضمن العمل على مستوى الأفراد والحكومة لمواجهة الفقر والتغلب عليه، لأن الفقر أصبح جائحة تهدد الشعوب لدرجة أن المهددين بالمجاعة أصبحوا كثراً في كل العالم، ووصف مكافحة الحكومات للفقر بالمهمة الأخلاقية والاقتصادية والسياسية.
طرح القاضي فكرة «الاستثمار لمكافحة الفقر» ودعا سكان سورية إلى التفكير بأي مشروع مهما كان صغيراً سواء للموظفين في الدولة لتحسين دخلهم أم للعاطلين عن العمل، ومن ضمن البيئة والإمكانات المتاحة لكل شخص.
وإذا كانت المبادرة مطلوبة من الأفراد فإنه على الجهات المعنية أيضاً أن تحدد آلاف المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإرشاد الناس عن العناوين وكيفية إدارتها والمساعدة في التمويل وإصدار رخص فورياً، وأن تقدم قروضاً فورية بضمان المشروع ذاته، خاصة أن هنالك أموالاً فائضة في كافة البنوك، ويجب استخدامها كقروض سريعة وفورية، لأن هذه الإجراءات تؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي ومن ثم تخفيض الأسعار، (واللافت أن الكثير من البنوك المحلية حددت سقف الإيداع لديها بما لا يتجاوز مبلغاً محدداً ولهذا مؤشر شبه وحيد وهو أن هذه الأموال تحولت إلى عبء على المصارف لعدم تشغيلها).
وأضاف د. القاضي: إنه إذا كان المطلوب من الأفراد المبادرات فإن على الجهات المعنية تقديم الدعم لزراعة الريف، والترويج للمشاريع حسب كل منطقة، وعلى جميع البنوك الخاصة والحكومية أن تطرح مشروعات صغيرة ومتوسطة مدروسة وجاهزة للتمويل، وأن هنالك الكثير من الخيارات لمشاريع صغيرة بوجود رأس مال أو من دون ذلك، وللعاملين في الدولة أو العاطلين من العمل.

البدائل موجودة

يتوافق الخبير التنموي أكرم عفيف مع هذا الطرح عملياً ويطرح فكرة مفادها أن هنالك وجوهاً إيجابية للفقر يجب استثمارها، ويرى أن الفقر مبشر من حيث إنه يدفع للعمل والإنتاج، ويدفع إلى البحث وإيجاد بدائل إنتاجية، وهذا يحتاج بشكل أولي إلى تنظيم البدائل الأسرية من حيث ماذا تنتج؟ وكيف تزيد الإنتاج؟ ويحث على السعي لتحقيق إنتاج منافس.
واستشهد عفيف بمبادرة زراعة الفطر المحاري التي قامت على مبلغ لا يتجاوز 1800 ليرة، وحققت حالة من الاستقرار للكثير من الأسر والجرحى، وذكر أن هنالك بدائل متاحة ولو كانت بصعوبة في بعض الأحيان لكنها تحدث فرقاً نوعياً في حياة الأسر، إذ يمكن للأسرة أن تعمل على تربية «معزاة» تأكل من الطبيعة وما ترميه من نفايات، ويمكن لهذه «المعزاة» أن تنتج في اليوم حاجة الأسرة من الحليب وبما لا يقل عن 2 كيلو يومياً، وهذا سيسهم في ضخ كميات إضافية من هذه المواد بتكاليف أقل، وكذلك الحال عند تربية الدجاج، الذي يؤمن الغذاء الصحي للأسرة ويخفف من الطلب على هذه المادة، وهذا يسهم في تخفيض أسعارها.

ودعا عفيف إلى تغيير الكثير من العادات الاستهلاكية التي تستهلك جزءاً كبيراً من الدخل كالمتة مثلاً، رغم أن لها بدائل محلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن