سورية

تزايد ظاهرة العثور على حديثي ولادة مجهولي النسب في مناطق سيطرة «النصرة»

| وكالات

كشفت العديد من الدراسات والشهادات، تنامي حالات رمي الأطفال حديثي الولادة مؤخراً، في منطقة سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب وريفها، إذ يتم العثور على أطفال لا تتجاوز أعمارهم أياماً قليلة أو ساعات مُلقين على قارعة الطريق أو على أبواب المساجد والمشافي وبعض المباني.
وأشار أحد النشطاء من مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي ويقيم شمال إدلب، حسب مواقع إلكترونية معارضة إلى أن عدد الأطفال حديثي الولادة الذين تم العثور عليهم خلال العام الماضي يقدر بأكثر من 50 طفلاً، بمعدل من 3 إلى 4 حالات شهرياً.
ولفت إلى أنه مع دخول العام الجديد، لم تتوقف هذه الظاهرة بل تم العثور على طفل رضيع مرمي على قارعة الطريق في حي القصور بمدينة إدلب في 19 كانون الثاني، وسبقه عثور أحد المدنيين على طفل آخر مرمي على أحد الأرصفة في مدينة أريحا في الـ12 من الشهر ذاته.
وبيّن، أن الفقر الشديد هو المسبب الرئيس لاتساع هذه الظاهرة، ثم يأتي بعد ذلك غياب الوعي والقدرة على التعامل مع الأطفال لدى الأهالي، إضافة إلى انتشار العلاقات غير الشرعية وهو أمر يلعب دوراً مهماً في انتشار هذه الظاهرة، أو حتى الزواج المبكر وحالات الانفصال أيضاً.
وفي السياق ذاته، أكد أحد أهالي بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي انتشار هذه الظاهرة في البلدة والمناطق المجاورة لها، لافتاً إلى أنه لا يكاد يمر شهر أو شهران من دون العثور على طفل رضيع على أحد أبواب المساجد أو في أماكن أخرى، حيث يقوم بعض الأشخاص أحياناً بأخذ الطفل والتكفل بتربيته، مؤكداً أن هذه الظاهرة أخذت بالانتشار مؤخراً بشكل لافت.
وأكد أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة قبل بداية الأحداث في سورية عام 2011، وكانت عبارة عن حالات نادرة جداً وتكاد تكون غير موجودة، مشيراً إلى أن الوضع الراهن يعد أحد أبرز الأسباب، بعد الاكتظاظ السكاني في الشمال وتردي الأحوال المعيشية لدى العائلات وخصوصاً النازحين، حتى إن الكثير من الشباب يمتنعون عن فكرة الزواج بسبب أحوالهم المادية الضيقة، وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية تربية الأطفال.
بدوره أكد ما سمته المواقع «مرشداً نفسياً»، أن الحديث عن الظاهرة ليس مجرد فرضية، بل أمر واقع ويجب التعامل معه بشكل دقيق، وأضاف: إنه بغضّ النظر عن الأسباب الداعية للأبوين لرمي أحد أطفالهما أو إن كان ذلك بطريقة غير شرعية، فلا بد من التركيز على الطفل وتقديم الرعاية الصحية له أولاً، وبعد نضوجه يجب أن يتمتع بحقوقه كاملة.
وبينت المصادر الإعلامية المعارضة، أنه تم العام الماضي تسجيل قرابة 70 حالة عثور على أطفال حديثي الولادة مجهولي النسب، في العديد من المناطق في إدلب وريفها، كان منها 40 بالمئة في مدينة إدلب، وتوزعت باقي الحالات على عدة بلدات وقرى، من أهمها معرة مصرين وسلقين في ريف إدلب الشمالي وأريحا في ريف إدلب الجنوبي، وعدة بلدات أخرى، وأغلبية هؤلاء الأطفال تم العثور عليهم أمام أبواب المساجد وأرصفة الطرقات الرئيسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن