الأولى

آثر ألا يغادر هذا العالم إلا من أرضها … دمشق تُودّع المناضل العربي الكبير أنيس النقاش

| الوطن

نعت دمشق المناضل والمفكر والباحث العربي الكبير أنيس النقاش، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز السبعين عاماً إثر إصابته بفيروس «كورونا».
النقاش، وهو منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية، عرفه السوريون جيداً، وخصوصاً خلال سنوات الحرب على بلادهم، حيث اشتهر بمواقفه الوطنية العروبية المقاومة، والداعمة لموقف سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي شنت عليها، والذي آثر ألا يغادر هذا العالم إلا من أرضها.
ولد النقاش في بيروت عام 1951، وشارك منذ صغره في حركات احتجاجية، حيث خرج في تظاهرة تضامنية مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وفي عام 1964، انتسب سراً إلى حركة فتح وأسّس «خلية المقاصد».
أضرب النقاش عن الطعام «احتجاجاً على تخاذل لبنان والعرب»، عندما دمَّرت قوة كوماندوس إسرائيلية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى.
في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، «بعد انتفاضة المخيمات، وشارك بالكثير من العمليات الفدائية أبرزها عمليّة فيينا، مع مجموعة وديع حداد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، انتقل النقاش إلى الجنوب للمشاركة في التصدي للعدوان، وقرر ترك «فتح» وتأسيس سريّتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، أصبح أفرادهما جزءاً من قيادة المقاومة لاحقاً، مثل عماد مغنية.
حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال شهبور بختيار في باريس، وهو آخر رئيس وزراء في عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي، وأُفرج عن النقاش عام 1990.
كان له دور مهم في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية والثورة الإسلامية الإيرانية حتى منتصف التسعينيات، في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
ونعت وزارة الإعلام السورية النقاش أمس، كما نعته شخصيات وأحزاب عربية على امتداد المنطقة، ومن المقرر أن يشيّع جثمانه الذي نقل من دمشق، إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن