السؤال بشكل مباشر: هل نحن شعب صبور؟
وربما السؤال الأصعب: هل هناك مقياس نحدد من خلاله درجة الصبر؟
الذين ناقشوا هذا الموضوع غالباً ما تناولوه من ناحيتين، إما من المنظور الديني وإما من المنظور النفسي.
في الدين الصبر أنواع، لكن في الحديث عن علم النفس يأتي الصبر مقابلاً للقدرة على التحمل وبعكس الاندفاعية، ولديهم طريقة لقياس الصبر سموها قديماً الصور المتماثلة.
حديثي بأن الشعب السوري من النوع الصبور هو أن المرحلة الراهنة فعلاً بحاجة إلى كثير من الصبر، فمقولة النصر ساعة صبر تبدو هنا كما لو كانت حكمة الساعة.
لا أحد يمكن أن يجادل أن ما تحمله السوريون خلال السنوات السابقة احتاج إلى جبال من الصبر، وأن التنظير على معاناة السوريين جريمة لا تغتفر بأي مقياس كان.
المواطن السوري تحمل أكثر مما تحملته شعوب خاضت حروباً مثله، لكن ليست بضراوة هذه الحروب ولا بقسوتها ولا حتى بطول سنواتها؟
فكرة الصبر أن تواجه المشكلة أو الأزمة أو الفاجعة بأقل قدر ممكن من الشكوى.
هذا أخف تعريف عن الصبر، وكاعتراف صغير هنا لست من النوع الصبور، لكن أحاول أن أتعلم آليات الصبر.
معظم السوريين لديهم القدرة على الصبر، وقد نجحوا في ذلك خلال السنوات السابقة، وترفع لهم القبعة كما يقولون، ومشكلتنا أننا لا نعرف قدراتنا الذاتية بشكل كامل أو لا نقدرها حق قدرها.
ميزة الصبر هي التي جعلت الحياة ممكنة ولو بالحد الأدنى مع كل هذه الأزمات والمشكلات.. وما زال السوريون يتحايلون على الحياة بطرقهم الخاصة وبأسلوبهم المميز.
لو أردت أن تنقل صورة عن حياة السوريين بشكلها النظري، فكثير من الناس يتساءلون كيف يعيشون؟
لكن هذه الجينات الصبورة تعطي أكلها الآن، ولعل الحاجة ملحة للتعامل مع الصبر بقيمته العالية، وعلى المسؤولين أن يفكروا جيداً كيف يمكن مكافأة هذا الشعب على صبره.
ثمة فرق كبير بين صبر ذل واستسلام وبين الصبر الذي نعنيه وهو القدرة على تجاوز المشكلات والأزمات.
الصبر أو كما يسميه علماء النفس القدرة على تحمل الضغط يمكن تعلمه.. والتصبر هو إحدى آليات تعلم الصبر، وفي كل حال فإن نتائج الصبر جميلة جداً… فأيها السوريون سلام عليكم بما صبرتم.
أقوال:
• لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يوميّة على الصبر على من نحبّ.
• الصبر عادة ما يقدم لنا أكثر مما تقدمه لنا القوة.
• الجزع عند المصيبة.. مصيبة أخرى.