شؤون محلية

الأكثر من القطاع الطبي ثم التربوي … ظاهرة الاستقالات من وظيفة الحكومة تزداد في السويداء

| السويداء- عبير صيموعة

باتت ظاهرة تقديم الاستقالات من العمل الوظيفي واقعاً ملموساً في الدوائر الحكومية في السويداء وخاصة لدى القطاع الصحي من ممرضين وفنيين ليتم تسجيل أعلى الأرقام ضمن القطاع التربوي.
ولم تقتصر الاستقالات على من تجاوزت مدة خدمته الوظيفية ثلاثة أرباع سنوات الخدمة أو ممن اقترب من عمر التقاعد بل تعدتها إلى الأعمار الصغيرة وذات سنوات الخدمة الأقل.
وأشار عدد كبير من العاملين في القطاعين الصحي والتربوي ممن التقتهم «الوطن» أن أسباب تقديم استقالتهم تعود إلى الأوضاع الاقتصادية وغلاء سبل المعيشة كافة وعدم تحقيق الراتب حالة الاستقرار المعيشي مع الالتزامات المادية الكبيرة المطلوبة مع عجز الراتب عن تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية من مأكل وملبس وطبابة ما دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى بأعمال إضافية لسد العجز في المصاريف إضافة إلى البحث عن فرص عمل خارج البلاد.
وأكد الكادر التمريضي ممن التقته «الوطن» أنه رغم الاعتماد المطلق على الكادر في جميع مشافي المحافظة الحكومية منها والهيئات وقيامهم بالتعويض عن النقص الحاصل في الكادر الطبي أو غيابه في كثير من المجالات إلا أن الممرضين والفنيين ما زالوا يتم التغاضي عن كثير من حقوقهم التي شرعتها المراسيم والقوانين سواء من طبيعة العمل أو التعويض عن الأعمال الخطرة وعدم قبول استقالاتهم بعد تجاوزهم سنوات الخدمة ما أدى إلى الشعور بالإحباط وعدم المساواة حتى بين الممرضين أنفسهم مؤكدين ضرورة اتخاذ قرارات حقيقة منصفة وأولها رفع الرواتب والأجور بما يتناسب مع غلاء المعيشة الذي يعتبر بمنزلة الاستقرار لهم ضمن عملهم وبما يتناسب مع جهودهم.
وبيّن الكثير من العاملين في القطاع الصحي والقطاعات الحكومية الأخرى رفض الجهات التي يتبعون لها قبول الاستقالة نظراً لوجود نقص في الكادر العددي، ما أدى إلى خلق إشكالية كبيرة في أعمالهم وأهمها عجزهم عن تحقيق المطلوب منهم ضمن تلك الوظائف بسبب عدم الاستقرار المادي رغم أن الاستقالة حق شرعي من حقوقهم.
مدير المشفى الوطني في السويداء أكد لـ«الوطن» ضرورة إنصاف الكادر التمريضي وفنيي الأشعة وعناصر المخابر الذين يقع على كاهلهم القسم الأكبر من العمل في تخديم القطاع الصحي، وإعادة النظر بشريحة الأطباء لتثبيتهم في عملهم لأن الواقع الحالي ينذر بتفريغ المشافي من كوادرها الطبية والتمريضية مع تدني الأجور مقارنة مع ارتفاع تكاليف المعيشة ووجود فرص عمل خارج البلاد.
أما في القطاع التربوي فقد أكدت دائرة الشؤون الإدارية في تربية السويداء أن تقديم طلبات الاستقالة بات واقعاً ضمن القطاع موضحة أن معظم الاستقالات كانت لمعلمين تجاوزت سنوات خدمتهم الوظيفية 25 سنة مع تأكيدها قبول الاستقالة للراغبين فيها وذلك لوجود كوادر كافية ضمن القطاع التربوي قادرة على ملء الأماكن الشاغرة مع الإشارة إلى أن الاستقالات التي يتم التوقف عندها أو رفضها إنما تعود لأصحاب الاختصاص ممن لا تجد مديرية التربية بديلاً لهم مثل مادة الرياضيات أو مواد علمية أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن