الأولى

تمشيط البادية يتواصل والجيش يتقدم على عدة محاور … إرهابيو «النصرة» يتوعدون مدنيي «خفض التصعيد» ويمنعونهم من الوصول للمعابر

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي

صعّد إرهابيو «خفض التصعيد» في إدلب لليوم الثاني على التوالي من ممارساتهم القمعية والإجرامية، الهادفة إلى منع المدنيين من التوجه إلى معبر سراقب أو ترنبة للوصول إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية.
وأوضحت مصادر محلية في مدينة سراقب، التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري، ومصادر أهلية في بلدة النيرب التي يهيمن عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي إلى الغرب من سراقب لـ»الوطن»، أن مسلحي «النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، صعدوا أمس من إجراءاتهم لترهيب المدنيين الذين حاولوا التوجه إلى الممر الإنساني في ترنبة، وأطلقوا رشقات عديدة من رشاش عيار 23 مم باتجاه الممر من جهة النيرب، الأمر الذي حال دون وصول أي من المدنيين إليه.
وبيّنت المصادر، أن أكثر من ١٥ مدنياً اعتقلوا أمس على يد مسلحي «النصرة» عند بلدة مصيبين على الطريق الدولية شرقي مدينة أريحا، في وقت جرى إطلاق الرصاص الحي باتجاه شاحنة صغيرة، كانت تقل ثلاث عائلات عن مفرق بلدة معربليت على الطريق ذاته، كانوا يعتزمون التوجه نحو المعبر، ولم يعرف مصير الركاب حتى مساء أمس، وفق قول مصادر أهلية في معربليت لـ«الوطن».
وأشارت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن» إلى أن حملة تخويف وتهويل ووعيد أطلقها مسلحو «النصرة» والميليشيات المسلحة الممولة من النظام التركي بحق المدنيين، الراغبين بالتخلص من تسلطهم وإرهابهم، إذا توجهوا إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وذلك في القرى والبلدات والمدن القريبة من ممر ترنبة الإنساني مثل سرمين وتفتناز والنيرب عدا الواقعة على «M4»، لاسيما في أريحا وأورم الجوز ومحمبل وجسر الشغور.
ولفتت إلى أن مئات العائلات في منطقة «خفض التصعيد» حزمت حقائبها استعداداً لاجتياز الممر الإنساني، بالإضافة إلى الآلاف من طلاب شهادتي الثالث الإعدادي والثالث الثانوي، الذين يؤثرون تقديم امتحاناتهم في مراكز وزارة التربية السورية، لكنهم ينتظرون الفرصة السانحة للتوجه نحو الممر الإنساني.
أما في «معبر الزندين» جنوب مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي، فما زال الوضع على حاله في انتظار أن تسمح ميليشيا «الجيش الوطني» التابعة للنظام التركي للمدنيين بعبور الممر الإنساني المفتتح من جهة سيطرة الجيش العربي السوري، على حين لم يجر فتح الممر الإنساني في بلدة ميزناز جنوب غرب حلب، والمؤدي إلى بلدة معارة النعسان حيث نفوذ ميليشيات أنقرة بريف إدلب الشمالي الشرقي.
بالتوازي، بيّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش نَظَّف منطقة بربر باتجاه الحدود الإدارية الجنوبية الشرقية لمحافظة حماة من فلول مسلحي داعش، إضافة إلى تفجير مقرات لهم ونزع الألغام التي كانوا قد زرعوها بمحاور التحرك.
ولفت المصدر إلى أن الجيش تقدم غرب منطقة أبو الفياض، بالمنطقة الممتدة ما بين مارينا وكتنة وعمشة وردِّة، باتجاه الشرق للحدود الإدارية لمحافظة حماة، بالتوازي مع تمشيط الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، محاور ريف حمص ودير الزور بتغطية من الطيران الحربي الذي يشن غارات على نقاطهم بعمق البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن