ثقافة وفن

الكندوش.. بيئة توثق حكايات أربعينيات القرن الماضي … سمير حسين لـ«الوطن»: العمل يحمل قصصاً كوميدية وتراجيدية ولا يخلو من الغناء والرقص

سارة سلامة

يبتعد المخرج سمير حسين في مسلسل «الكندوش» تأليف حسام تحسين بيك وإنتاج شركة MB، عن كل الأعمال التي قدمها سابقاً وخاصة أن له باعاً طويلاً في الدراما الاجتماعية الطازجة التي تجسد واقعنا بكل ظروفه، لينحى في هذا العمل إلى تقديم عمل أشبه بوثيقة شامية، تحمل العديد من الصراعات المهمة والحكايات الشائقة، حيث توجهنا إلى موقع التصوير وتحديداً إلى باب توما، في بيت عربي يجسد حكايات تاريخ مضى وترسخ جدرانه تفاصيل المرحلة كوثيقة تحتاج إلى تبني المكان الذي يبدو كخلية نحل يتجول فيها الممثلون والعاملون الفنيون لإتمام كل مايجب فعله. على حين يقف المخرج حسين رصيناً هادئاً مطواعاً يعطي تعليماته ويتعاون مع الممثل تاركاً له مساحته الخاصة.

منوع بشكل كبير

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن المخرج سمير حسين: « إنها أول تجربة من هذا النوع بالنسبة لي فأغلب الأعمال التي قدمتها اجتماعية أو نستطيع أن نقول عنها طازجة، تتصدى لمشاكل آنية نعيشها، على حين الكندوش هو عمل ينتمي لأربعينيات القرن الماضي ضمن مجموعة من الحكايات، من ذاكرة الكاتب عندما كان طفلاً في حي العمارة، تحمل حواتيت إنسانية خاصة جداً فيها كوميديا وتراجيديا، ولا بأس فيه من الغناء بين المشاهد ضمن تركيبة العمل، والخصوصية قائمة على المحاولة وهذا الجهد نبذله ضمن أقصى ما يمكن ليكون العمل متفرداً ومألوفاً».

ويتابع حسين: «إن أي عمل أحضره هو ميدان مهم بالنسبة لي لأتحدى نفسي، وأي عمل أوافق أن أشتغله موجه للناس بكل شرائحهم، فالتحدي قائم بأي تجربة والتحدي ينطلق من الشغف والحب وهذه مهنتنا التي لها شقان معنوي ومادي ورغم كل الضغوط هناك حب هائل، على الرغم من أننا نعمل ضمن صعوبات هائلة جداً، والعمل معقد وصعب ويحتوي كماً هائلاً من مواقع التصوير، والشخوص الموجودة، ومنوع للغاية ليس له لون واحد، بل مجموعة ألوان ضمن دراما وكوميديا وتراجيديا وحكايات حب ساحرة».

وعن التعامل مع الممثلين في العمل أوضح حسين أنه: «باعتباري خريج معهد تمثيل قبل أن أدرس سينما في إنكلترا، فإن العلاقة بيني وبين الممثل قائمة على المحبة والنقاش باتجاه أن نقدم ضمن الظرف الذي نعمل به وخاصة أن أغلب الممثلين مرتبطون بأكثر من عمل، وأحاول أن أترك لهم هذه المساحة ضمن الشخصية التي يجسدونها».
وأعد الجمهور بأنهم سيرون عملاً يحترم الذائقة عندهم لأننا نبذل كل طاقاتنا سواء أنا أم كل القائمين على العمل لنقدم مادة فيها فرجة وحالة كرنفالية ومتعة ضمن هذا الخراب الذي نعيشه رغم كل المنغصات التي نمر بها».

العمل هو أمل

وبدوره يقول الممثل وكاتب النص حسام تحسين بك: «إن العمل ليس مشروعي فقط إنما هو أمل أيضاً، وكنت قد كتبته وتمنيت أن يرى النور وها هو الآن قيد التنفيذ، وفيه استعراضات مرتبطة بعملي القديم والجديد لكونه يحتوي على فقرات راقصة، وهو عمل بيئة ولكنه أشبه بوثيقة لأنه يجسد صورة البيئة الحقيقة من غير تزييف، بالمختصر هو يجسد بيئة صادقة وأتمنى أن يلاقي العمل الاستحسان من الناس، كما أن العمل مع سمير حسين جميل جداً لأنه يترك دائماً مساحة للممثل».

ذكية وحاضرة

بينما أوضحت الممثلة حلا رجب أنها تقوم بدور (نادرة) وهي الفتاة الصغيرة للأسرة وتكون بسيطة جداً تحب اللعب والنكتة وهي ذكية وحاضرة، ولكنها لا تحب أن تبذل جهداً وتتعب بسرعة وهي دلوعة أبيها وأمها».
وأضافت رجب: «إن العمل مع المخرج سمير يعطي مساحة للممثل ويحاول أن يريح الممثل وهذه ميزة مهمة جدا، ويعمل دائماً على خدمة اللقطة ما يفيد الممثل، وأقدم في أحد المشاهد رقصة بسيطة لبنت من بيئة شامية راقية وساعدني على أداء الرقصات الممثل حسام تحسين بك».

ومن جهته يبين الممثل الشاب يوسف رزق: «إن اسم الشخصية التي يؤديها لطيف وهو اسم على مسمى، ويعمل كنجاد ولديه شغل مع الكركون بشكل خفي جداً ولكن تتخلله صراعات كبيرة».
العمل بيئة شامية مكون من ستين حلقة، يعرض على مرحلتين، الأولى في موسم رمضان القادم والثانية في رمضان الذي يليه، وتدور أغلب أحداثه بين عامي 1938 و1940، ويعالج الكثير من القضايا بطريقة جديدة، إضافة إلى وجود عنصر الأغنية التي تخدم الكثير من الأفكار.

واقتبس المؤلف اسم العمل الذي يعني خزان المؤن من حبوب وغيرها من البيئة الشامية، ويأتي على شكل وعاء، طوله متران ونصف المتر، وطول أضلاعه متر، وله فتحة من الخشب في سقف الوعاء، تأخذ من خلالها صاحبة البيت رطل الطحين أو أي نوع من الحبوب، لتصنع منه طعاما لعائلتها.

ويشارك في بطولة العمل أيضاً كل من أيمن زيدان، سامية الجزائري، سلاف فواخرجي، صباح الجزائري، شكران مرتجى، وفاء موصللي، كندا حنا، عبد الفتاح المزين، أمانة والي، علاء قاسم، تيسير إدريس، وضاح حلوم، شادي زيدان، حازم زيدان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن