رياضة

في خامس إياب الدوري الممتاز.. قمم كروية لاهبة … سباق مثير على الصدارة وصراع ساخن في المؤخرة

| ناصر النجار

مباريات غاية في الصعوبة تشهدها لقاءات الأسبوع الخامس من إياب الدوري الكروي الممتاز، أكثر من مباراة نستطيع أن نسميها مباراة قمة وأكثر من مباراة يمكننا أن نطلق عليها مباراة الفصل والحسم، وهذا ينطبق على فرق القمة وعلى فرق المؤخرة.
المواجهات تجمع الكبار وجهاً لوجه وتجمع المهددين وجهاً لوجه ولا حلول وسطاً في هذه المباريات التي ستنطلق يوم السبت القادم وتختتم الأحد بلقاء الشرطة مع الحرية.
الغليان يسود أغلب الفرق، فالروح المعنوية العالية للفائزين ستتجلى بلقاءات السبت والمهزومون سيحاولون تخطي جراح المرحلة السابقة واستعادة الدور الإيجابي لتعويض الانتكاسة السابقة، وهذا ما يجعلنا أمام طوفان كروي كبير.

الإيجابي في المرحلة الماضية ظهرت بوفرة الأهداف وغزارتها، والجيد فيها أن نغمة التسجيل استرجعها المهاجمون وكبار الهدافين، واللافت أن اللاعبين البدلاء كان لهم دور واضح وجلي سواء في التسجيل أم في صناعة الأهداف.
ومن الإيجابيات أن التحكيم كان جيداً فلم نسمع إلا اعتراضات بسيطة في مباراة أو في اثنتين.
وتبقى السلبية الدائمة في ملاعبنا المتصحرة وهو حل يصعب علاجه في الوقت الحالي، لكن يجب البدء فيه الآن لنرى في الموسم القادم ملعباً في كل محافظة صالحاً لأداء المباريات عليه.
السلبية الأخرى تخص الحضور الجماهيري وصحيح أن الملاعب لم تزدحم بالجمهور لكن الحضور بعدده القليل يخالف التعليمات، وهواة المخالفات حاضرون في ملاعبنا وهذا انتهاك لقرار الحظر، وانتهاك لقدسية كرة القدم لأنها تفقد العدالة في هذه الحالة.

مدربون في مهب الريح

ما حدث في نادي الطليعة يقودنا إلى الثقافة الكروية التي تتمتع بها إدارات الأندية، وللأسف ما زالت ضحلة وتحتاج إلى الخبرة والوضوح، وإذا علمنا أن ثمانية أندية بدلت مدربيها وبعضها أكثر من مرة، فهذا يدل على عدم الاستقرار الفني في الأندية، وهذا الأمر لا يصب مطلقاً في مصلحة الفرق المطلوب منها التأقلم مع هوى كل مدرب جديد ومع أسلوبه.
وبالأصل نجد أن الاختبار الأول خاطئ أو أن إدارات الأندية خاطئة، فالإدارات هي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن اختيار المدرب، والمدرب مسؤول عن اختيار اللاعبين، وعندما نختار المدرب الخاطئ ستكون السلسلة بأكملها خاطئة، وكما يقال فالبدايات الخاطئة لا يمكن إلا أن تنتهي بخطأ أكبر.

والمدرب البديل لا يملك عصاً سحرية لينعش الفريق ويعيد إليه الروح والنسبة بذلك قليلة، لذلك من بدأ بخطأ فلن يختتم بشكل صحيح مهما بدّلنا من مدربين، ومهما حاولنا إصلاح اعوجاج الفريق.

لذلك تكلفت هذه الفرق مبالغ كبيرة صرفتها على المدربين لأنها لم تحسن الاختيار، وكذلك دفعت مبالغ خيالية للاعبين آن لهم أن يجلسوا على مقاعد المتفرجين، وهذا كله يمكن أن يدوّن تحت بند هدر المال العام، فالإهمال والتسيب واللامبالاة لا يمكن أن تمنحنا فريقاً جيداً، بل تمنحنا وضعاً سيئاً ننفق عليه المال للأسف.

لعبة الكراسي الموسيقية

فرق القمة الخمسة تدخل هذا الأسبوع امتحانات صعبة بمباريات قاسية لا تقبل القسمة على اثنين، وكل فريق منها يطمح بالفوز وصولاً إلى الهدف المعلن في اعتلاء القمة والصدارة، لذلك فإن لعبة الكراسي الموسيقية بين هذه الفرق ستستمر وخصوصاً أن الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الخامس لا يتجاوز النقاط الخمس.
مباراة القمة الأولى بين تشرين والوحدة لها عناوين كثيرة وخصوصاً عند صاحب الأرض، فالبحارة أولاً يريدون الاستمرار في الصدارة كبطل لا يشق له غبار وخصوصاً أن الفريق تناسى عثرات المباريات السابقة وبدأ يستعيد عنفوانه وقوته مع عودة بعض اللاعبين باستثناء المصابين، وثانياً: فإن المباراة ينظر إليها تشرين من باب التحدي، فالوحدة سرق منه متعة الذهاب، كما أبعده عن كأس السوبر، ولابد من رد الاعتبار بفوز يعيد الوحدة إلى الوراء ويبعده عن المنافسة، ويقتص من خسارة الذهاب على الأقل بهدفين نظيفين سجلهما: أنس بلحوس وأسامة أومري من جزاء.
مشكلة الغياب في تشرين يقابلها غياب مماثل في الوحدة سواء من جهة المسافرين أم الموقوفين أو المصابين، لذلك لا خطوط راجحة بفريق على آخر.

الميزان في المباراة هي قراءة المدربين، وستكون بين البحري والحكيم وكلاهما أثبت مهارته وخبرته في الدوري.
عامل الخوف سيكون له تأثير في أجواء المباراة، وربما شهدنا نرفزة ممن لا يتحكمون بأعصابهم وهذه ستكون نقطة ضعف ولابد في مثل هذه المباريات من التركيز الذهني العالي والابتعاد عن العصبية حتى لا يضيع الفريق مجهوده عبثاً فينشغل عن الأداء بالغضب.

منطق كرة القدم لا يميز كثيراً بين فريقين كبيرين، لكن علينا أن نتذكر أن ذكريات الوحدة القريبة في اللاذقية لم تكن سارة.
الوحدة اليوم مدعو لمباراة الوجود، فإما البقاء ضمن كوكبة المنافسين أو العودة بخفي حنين، والتعادل لن يكون الحل الجيد للفريقين.

كبوة جواد

إذا كان لكل جواد كبوة فإن خسارة الجيش أمام الفتوة تأتي من هذا المبدأ وهذا لا يقلل من شأن الفتوة الذي عرف من أين تؤكل الكتف، وأحياناً تأتي الخسارة بوقتها لتنفض الفريق وتصحبه بعد سلسلة جيدة من النتائج التي وضعت الفريق على القمة، لذلك من المفترض أن تكون خسارة الجيش الأخيرة دافعة له للتعويض والبقاء على أهبة الاستعداد لاسترجاع الصدارة، ومباراة الفريق مع حطين هي مباراة النقاط المضاعفة، وأي تعثر فيها قد يعني أن الفريق وصل إلى القمة وبدأ رحلة العودة، وهي مثل سابقتها ليرد الجيش اعتباره من خسارة الذهاب بهدف مرديك مردكيان، وشهدت المباراة طرد خطاب مشلب.
بكل معاني البطولة وأفراحها وأحلامها سيحل حطين ضيفاً على الجيش في ملعب الجلاء الحوت يعتبر أن اللقمة وصلت إلى الفم فلابد من صيد حسن، ولا أجمل من أن تكون بدمشق، وهذا يجعله يرتقي بأحلامه ليصل إلى مبتغاه، فهو لا يقل عن غيره من الكبار ويكفي أنه يملك شخصية البطل.

لا يمكننا التنبؤ للمباراة والميل لمصلحة الجيش، لأن كل شيء في عالم كرة القدم وارد، والمباراة مفتوحة بأرقامها ونتيجتها.

مدرسة في فريقين

أحمد عزام مدرب الكرامة يواجه طارق الجبان مدرب الطليعة وكلاهما لاعبان دوليان تخرجاً في أكاديمية الجيش الرياضية، لذلك فالفكر متقارب جداً مع هامش بسيط في التعديل تفرضه ظروف المباراة وجاهزية اللاعبين النفسية ومن المؤكد أن المباراة أشبه بالديربي، ونتوقع فيها تألق أحمد العمير ليثبت لفريقه القديم أن الدهن بالعتاقي وأنهم فرطوا بجوهرة تهديفية كان الفريق بحاجتها.

مباراة الذهاب التي جرت في حماة فاز الكرامة بهدف متأخر لعمرو جنيات وكان الطليعة نداً وأكثر هجوماً، لكن الدفاع الكرماوي كان سداً منيعاً كما كل المباريات.

وضمن هذا المنطق على الضيف الحموي أن يعرف كيف يخترق الدفاع الحمصي ليصل إلى تمام الهدف.
المباراة ليست بعيدة عن مباريات القمم الساخنة، المراقبون رجحوا كفة الكرامة ولهم أسبابهم، وهذه كلها نظريات، وأرض الواقع هي التي ستحكم على الفريقين ومن يستحق الفوز.

نظرة برازيلية

تحت أنظار المدرب البرازيلي الجديد (آرثر دي سيلفا) سيخوض الاتحاد مباراته في الحمدانية أمام ضيفه الوثبة، اللاعبون يريدون إظهار مهاراتهم أمام البرازيلي ليكون لهم الحظ في القبول من المدرب فـ(لايك) منه تعني الكثير لأي لاعب، وربما يكون المدرب أي كلام صفقة خاسرة كصفقة لاعبي الوحدة الأفارقة وهذا لا يمكننا الحكم عليه قبل أن نرى نتاج المدرب، والأفضل ألا يتدخل أحد في مهامه حتى لا يفقد خواصه فيملّ ويصبح مدرباً برازيلياً بفكر محلي!
هذا يؤكد أن اللاعبين سيقدمون أفضل ما عندهم وستكون الكفة راجحة لهم، وهذا من سوء حظ الوثبة الضيف الذي عليه أن يعي هذا الأمر وأن يعمل على الدخول في شراكة حقيقية في المباراة ليس كرمى عين البرازيلي إنما كرمى عيون أنصار الفريق.

في الذهاب فاز الوثبة بهدفي سعد أحمد ورامي عامر مقابل هدف طالب عبد الواحد.

قمة ساحلية

لقاء قوي يجمع جبلة والساحل على ملعب البعث بجبلة وهو ملعب الفريقين فلا غربة ولا بعد لكنه لقاء قوي حاسم ومفصلي، وإذا كان الفريقان تقابلا نهاية الموسم الماضي بالملعب ذاته لتفادي الهبوط، وحمل هذا الإرث عنهما فريق النواعير، فإن لقاء السبت لن يحمل الظروف نفسها فهناك مباريات عديدة كفيلة بالتعويض لمن يخشى الهبوط ولمن يحاول تصحيح مسار خطواته في الحديث عن ميزان القوى فإن كفة جبلة أرجح، وأوراقه أكثر، وهو بحاجة إلى فوز يخرجه من أذى النتائج المتخبطة والنادي كله لم يعد يتحمل خسارة جديدة قد تؤثر فيه في باقي المباريات.
الساحل بالمقابل يخشى على مصيره فما زالت قدماه على أعتاب الهبوط، لذلك لن تكون في هذه المباراة أي مراعاة وخاطر للجيرة، وكل فريق سيلعب بما يملك من عزيمة وقوة بدءاً من الهداف البحر ليتذكر هدفيه في الذهاب بمرمى الأصفر وصولاً إلى بقية اللاعبين.

لقاء الذهاب انتهى إلى فوز جبلة 3/1، سجل لجبلة محمود البحر هدفين وعبد الإله حفيان وسجل هدف الساحل أحمد الغلاب.

النقاط المضاعفة

أصعب المباريات على ملعب الفيحاء ستكون بين الحرجلة والفتوة، والمهمة صعبة جداً على الفريقين، الفتوة حقق المراد أخيراً بفوز ولا أحلى على المتصدر الجيش، وهذا الفوز من الطبيعي أن يدفعه لتقديم المزيد من خلال روح معنوية عالية واستماتة في الدفاع وأمل في الهجوم، وعشاق الفريق يتطلعون إلى فوز آخر حتى لا يعود الفريق إلى سكة الإحباط، المباراة بالمفهوم العام نقاطها مضاعفة، فإما أن يقترب الفتوة من حرجلة أو إن حرجلة سيبتعد عن أماكن المؤخرة، من هذا الواقع فإن حرجلة سيزج بكل أوراقه في المباراة، وأثبت الفريق أنه عنيد وأداؤه التصاعدي يكبر مباراة بعد أخرى وقد يكون الطرف الأفضل في المباراة إن أحسن التعامل مع فورة الفتوة.

في الذهاب فاز حرجلة بهدف ذهبي قاتل سجله يوسف عرفة د 92، وكان هذا أول أهداف الفريق في الدوري الممتاز.
أخيراً مباراة الشرطة مع الحرية ستقام يوم الأحد على ملعب الجلاء بدمشق وكان الشرطة فاز ذهاباً بهدفي أحمد محيي وسامر خانكان مقابل هدف سامر السالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن