قضايا وآراء

العدوان الأميركي مستمر

| ميسون يوسف

تتبدل الإدارات الأميركية بين ديمقراطية وجمهورية، ويبقى طبع العدوان والإجرام بحق الدول والشعوب دائماً. ورغم ما أصاب الإمبراطورية الأميركية من ويلات وما نزل بها من خسائر في العقود الأخيرة تستمر أميركا في نهجها العدواني ضد الغير.
لقد قيل الكثير حول إدارة جو بايدن وتطلعاتها المرتقبة لتغيير الأداء والسلوك في الشرق الأوسط ونيتها الانسحاب التدريجي منه، لأن هناك أخطاراً كبرى تحدق بمستقبل النفوذ الأميركي في العالم، أخطار تتقدم على ما تطمح إليه من مكاسب في الشرق الأوسط، وهي الأخطار التي تتأتى من تمدد العملاق الصيني وتنامي قوته الاقتصادية ما يفرض على أميركا للتحول إلى محاصرته قبل فوات الأوان ويفرض عليها التراجع بعض الشيء عن حلبة الشرق الأوسط لتركز الجهد أكثر في الميدان الصيني.
بيد أن أميركا كما أكدت في عدوانها الأخير على الحدود العراقية السورية، كذبت هذا التوقع وأكدت أنها ماضية في نهجها العدواني ضد سورية والعراق، وأنها لم تكتف بما ارتكبته من جرائم تدمير العراق عند احتلاله، ولا من الجرائم التي ارتكبتها هي وشركاؤها في سورية طيلة السنوات العشر الماضية، فجاءت بطيرانها لتقتل وتدمر مدعية أنها تنتقم من فصائل مسلحة استهدفت مواقعها العسكرية في أربيل في العراق.
لكن السؤال الذي يجب أن تجيب عنه أميركا ماذا تعمل هي أصلاً في العراق ولماذا هي أصلاً في سورية؟! فالبرلمان العراقي اتخذ قراراً لا لبس به بخروج كامل القوات الأميركية من العراق وأبلغ القرار للإدارة الأميركية التي بدل تنفيذه كما ورد، قررت أن ترفع عديد القوات إلى 8 أضعاف من جيوش الحلف الأطلسي. أما في سورية فإن حكومتها كانت وما زالت تردد ليل نهار أن وجود أميركا في الأرض السورية هو احتلال وانتهاك غير مشروع لسيادتها لأن سورية لم تطلبه ولم تأذن به.
لكن أميركا رغم كل ما تقدم تصر على الاحتلال وتصر على العدوان ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية وأحكام القانون الدولي العام التي تحفظ لكل من العراق وسورية سيادتهما واستقلالهما.
إن سياسة العدوان المستمر التي تمارسها أميركا رغم تقلب إدارتها، تفرض على الدول والشعوب توحيد الجهود ومواجهة هذا العدوان وفرض انسحاب العدو من أرض يحتلها ووقف عدوانه مهما كانت الوسائل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن