الأولى

بداية مأساوية للموسم الحالي و«الهلال الأحمر» يتدخل … الكمأة إلى ارتفاع بسبب الألغام والظروف المعيشية تدفع جامعيها للمخاطرة

| حلب - خالد زنكلو

على غير عادته في كل موسم، عاد أبو عبد اللـه بغلة غير وفيرة، من بلدة خناصر شرقي حلب إلى أسواق المدينة، ويعيد الأمر خلال تصريحه لـ«الوطن» بالقول: «قدرنا أن تنمو الكمأة وتتكاثر في مناطق البادية السورية التي كانـت مرتعــاً خصبــاً لســطوة وانتشار تنظيم داعش الإرهابي الذي خلّف وراءه ألغاما وعبوات ناسفة تحصد العشرات من جامعي النبتة الطبيعية كل عام».
وشهد موسم قطف الكمأة الحالي الذي يبدأ من نهاية الشهر الجاري ويستمر إلى نهاية القادم، بداية مأساوية عبر انفجار لغم أودى بحياة رجل وحفيده وإصابة ٣ نسوة من عائلة واحدة بجروح خطيرة في بادية خناصر، تلاه أمس إزهاق أرواح ٥ إناث وإصابة ١١ شخصاً آخر بانفجار لغم مضاد للدروع بسيارة تقل عمالاً لجمع الكمأة، قرب رسم الأحمر بناحية السعن في ريف سلمية الشمالي الشرقي بمحافظة حماة.
وعزا قائمون على جمع الكمأة في حلب وحماة لـ«الوطن»، أسباب إقدام أبناء الريف على قطافه، بالرغم من الحوادث المؤسفة والتحذيرات المستمرة من انفجار الألغام، إلى تردي الحال الاقتصادية والظروف المعيشية البائسة للسكان جراء ارتفاع أسعار السلع والمواد المختلفة.
وفي ظل غياب أي جهود عن شرح مخاطر الألغام وجمع الكمأة، بدأ متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع بداية الموسم، حملة استجابة بناحية خناصر ومحيطها في ريف حلب، بهدف التوعية حول خطورة جمع النبتة لانتشار مخلفات الحرب أو الذخائر غير المتفجرة المخبأة في الحقول في أماكن وجودها، «وذلك من خلال جلساتٍ تشرح أنواع المخلفات المتفجرة كافة، وطرق التصرف الصحيحة في حال مصادفتها، بالإضافة إلى رسائل للسلامة العامة تمكنهم من العيش بأمان أكثر»، وفق قول مصدر في الهلال الأحمر السوري لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن