ثقافة وفن

لا بديل من الحب سوى الحب نفسه في «خريف العشاق» … ديانا جبور: العمل يحمل ربيعاً لعشاق جدد … أيمن زيدان: يكاد يقارب منطق الرواية التلفزيونية

| وائل العدس

يتابع المخرج جود سعيد تصوير مشاهد مسلسل «خريف العشاق» في أحياء دمشق عن نص الكاتبة ديانا جبور، ليكون على قائمة العروض الرمضانية لموسم دراما 2021.
ووفقاً لصنّاعه فإن العمل يعد من أضخم الإنتاجات لهذا الموسم، على مستوى الميزانية المرصودة لتنفيذه ومواقع التصوير الغنية المتعددة والإكسسوارات والديكورات التي تم تصميمها وتنفيذها خصيصاً لإعادة إحياء أجواء السبعينيات والثمانينيات، الحقبة التي تدور فيها معظم أحداث المسلسل.
العمل من إنتاج شركة إيمار الشام وتمثيل كل من أيمن زيدان وصفاء سلطان ومحمد الأحمد وأحمد الأحمد وحلا رجب ولجين إسماعيل وترف التقي وعلا سعيد وحسين عباس وسوسن أبو عفار وآمال سعد الدين وعبير شمس الدين وعلاء قاسم وعبد الرحمن قويدر وهلا يماني وعدنان أبو الشامات ورسل الحسين وأمير برازي ودجانة عيسى وعلاء زهر الدين وغابرييل الشامي ورغداء جديد.
ويعد هذا العمل، التجربة الثانية للمخرج سعيد في الدراما التلفزيونية بعد مسلسل «أحمر» عام 2016، علماً أنه أنجز أيضاً تسعة أفلام روائية طويلة وبعضها حقق جوائز محلية وعربية، على حين تخوض جبور تجربتها الجديدة في مجال التأليف بعدما قدمت مجموعة من الأفلام والمسلسلات، لعل أكثرها حضوراً في الذاكرة مسلسل «حنين» عام 2012 والسهرة التلفزيونية «جليلة» عام 1993.

جائحة حب

يروي العمل متلاحقة الحياة السورية منذ السبعينيات والثمانينيات وحتى منتصف تسعينيات القرن الماضي ويحكي بجرأة قصصاً لم يتم التطرق إليها في الدراما السورية سابقاً، ويقص بجرأة تفاصيل ليس من السهل أن تمر على المشاهد السوري من دون أن يقف عندها مراراً.
ويرصد قصة ثلاثة شبان قرروا مجابهة التيار، وتحدي الزمن، رغم جلافته وقسوته آنذاك، أي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وراحوا بلهفتهم العامرة، وصخب حماسهم المتقد، نحو حلمهم البسيط، لكنه في الوقت ذاته يمكن أن يكون كابوساً يشبه المشي على حواف الموت، وعند تحقيق هذا الحلم أو الكابوس، سيفتح السرد عينه بشكل متداخل بين الشخوص والجغرافيا، والحدث الجسيم الراهن، وسيتقفى الحدث الدرامي إثر كل الظروف والأزمات المتلاحقة، والعقبات التي رصفت طريق الحقبة الزمنية تلك، من دون أن يصطف المسلسل مع طرف ضد آخر، لكنه لا يقبل تغييب حقائق تاريخية جلية.
«خريف العشاق» جائحة حب عاصفة، طوقتها معطيات حياتية وسياسية واجتماعية لاهبة، فاشتعلت للحد الأقصى، لكن كل ذلك سنتلقاه بمنطق تلفزيوني سلس، لا يلقي عن كاهله مشروعية الترفيه والإمتاع والتسلية، لكن على خلفية تاريخية، بمثابة كناية عن توثيق لمرحلة مترفة بالمعطيات، لم تتصد لها الدراما التلفزيونية السورية والعربية كما يجب.

لا بديل من الحب

وفي حديثها عن العمل قالت كاتبة العمل ديانا جبور عن شخصياتها: «مشعل وغريس»، «بدر وجولييت»، «سعيد وعايدة» هم عشاقنا وحكاياتهم تشبه حكايات الكثير من العاشقين ولكننا نحكيها على مدى عشرين عاماً تبدأ من عام 1972 لتنتهي عام 1992، ويبدو أن عشقهم كان يستحق هذه التضحية، فلا بديل من الحب سوى الحب نفسه، والحب ليس سبباً للموت ولا يسيء إلى أحد».

وأكدت أن العمل يحمل ربيعاً لعشاق جدد سوف يكررون ما نفعله وسوف يزرعون بدورهم بذور العشق لربيع آخر وسوف يتهامسون على حكايات أبطالنا، فببساطة هكذا هي الحياة، فصول تتعاقب وكل خريف يحمل ربيعه في داخله.
وأضافت: «رغم كل التناقضات التي واجهتهم إلا أنهم وقعوا في العشق وكانوا على أتم الاستعداد للمضي قدماً نحو قدرهم، وهم جاهزون لتقديم كل ما يملكون في سبيل أن يكونوا معاً حتى لو كلفهم هذا أن يتركوا حياتهم وعائلاتهم وراءهم، غيّرتهم الأيام في لحظة اعتقدوا أن اللحظة الراهنة جميلة والمستقبل مفتوح أمامهم، لكنهم أقدموا على المجهول الذي عاشته المنطقة بشكل عام، تداخلت أقدارهم مع لحظات عصيبة رسمت انعطافات في حياتهم. عدة أحداث سياسية وعسكرية كانت كفيلة بتغيير مصائرهم، فمنهم من نزف دماً في حرب تشرين التحريرية ومنهم من شُرد من مكان إلى آخر عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وآخر ضاع في لحظة ما خلال الاجتياح العراقي للكويت».
وختمت: «عاد الكل إلى حياته وإلى شريكه بشكل لا يشبه البدايات ويبدو أن البدايات محض أوهام نعتقدها وذهبت بأبطالنا إلى خريف قاس على مستوى الحب الذي كان شرارة كل شيء اعتقدوا أنه جميل ولكنه كان سبباً أيضاً في انكساراتهم المتعددة».

العم أيمن زيدان

يحل الممثل السوري النجم أيمن زيدان ضيفاً على أحداث المسلسل، وقال إن: «الحامل النصي لشخصية «العم» التي يؤديها في المسلسل على درجة كبيرة من الغنى والتنوع، بمعنى تقديم مجموعة أشكال لنموذج سلطوي، خارج الإطار التقليدي الذي تقدم فيه هذه النوعية من الشخصيات في الدراما؛ دافئ أحياناً، متوتر حيناً، وتلوينات أخرى ساعدتني كممثل على تقديم جملة من الاقتراحات في شخصية مكثفة».
واعتبر أن الموضوع الذي يتم تناوله في المسلسل على غاية كبيرة من الأهمية، ويكاد يقارب منطق الرواية التلفزيونية، عبر قراءته شبه الملحمية لمرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ المنطقة المعاصر بكل تقلباتها، سياسياً واقتصادياً، وبصورة غير مباشرة، وذلك من خلال تتبع مسار مصائر شخوص متعددة، تلك المرحلة التي أسست لمراحل مستقبلية لاحقة، بما في ذلك ما نعيشه في الوقت الراهن.
ولفت أيمن زيدان إلى أن النص يقترب من مناطق كثيرة مسكوت عنها سابقاً، وذلك ضمن قالب حكائي متقن الصياغة، على مستوى صنعة كتابة السيناريو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن