عربي ودولي

أرسلان أكد أنه «سيزيدنا انقساماً إذا لم يُجمع عليه اللبنانيون» … «حزب الله»: التدويل يشكّل خطراً وجودياً

| وكالات

شكلت مطالبة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لتدويل أزمة لبنان محط جدل بين الأوساط السياسية، ففي حين رأت بعضها أن التدويل سيخرج البلاد من نفقها المظلم، اعتبرت أخرى أنه سيكون تهديداً لوجود لبنان وسيادته، داعية لأن تبدأ المعالجة من الداخل.
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» اللبنانية، النائب حسن فضل الله، إن التدويل يشكل خطراً وجودياً على بلادنا.
وأضاف فضل الله، حسبما ذكر موقع «النشرة»، إن من يريد التمسك باتفاق الطائف يجب ألا يدعو الدول إلى لبنان لحل أزمتنا، رغم أن هذه الدول ليس لديها الوقت لأحد، والمعالجة تبدأ من الداخل.
وأضاف حسن فضل اللـه: «نحن نحترم مرجعية بكركي لفئة من اللبنانيين، ونحن لا نريد أي انقسام بين اللبنانيين، هناك من حاول استغلال بكركي لتكريس التباعد والانقسام الطائفي»، متسائلاً: «إذا لم نستطع التفاهم في الداخل نسلم نفسنا للخارج»؟!
وشدد على أن «سياستنا لا تقوم على المقاطعة بل على التلاقي والنقاش، ونحن لدينا أدلتنا وحجتنا، والتواصل مع بكركي لم ينقطع، ولقد كان هناك تواصل مباشر حتى مرحلة كورونا، ولليوم هناك تواصل هاتفي».
وكان البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قد قال، مساء أول من أمس السبت: إننا طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان، لأننا تأكدنا من أن كل ما طرح تم رفضه لبقاء الفوضى وسقوط الدولة، والاستيلاء على مقاليد السلطة.
على خط موازٍ، قال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في بيان له، إن «التدويل المطروح بحاجة إلى إجماع بين اللبنانيين وإلا فسيبقى مفخخاً وسيزيدنا شرذمة وانقساماً على حساب كل شيء.
وأضاف أرسلان: من دون ذلك الإجماع سنخضع إلى المزيد من الحسابات الإقليمية والدولية التي سنكون رهينتها أكثر فأكثر، وحساباتنا الداخلية ستختلف كلياً عن حسابات الآخرين سنعرف كيف ندخل لكن لن نعرف كلفة وشكل الخروج منها».
وأضاف أرسلان: إن «أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية تطول المجتمع اللبناني بأكمله من دون حسيب أو رقيب، الجوع بدأ يفتك بعائلاتنا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من دون تحريك ساكن»، متسائلاً: هل أصبحنا في مجتمع لا يستحق الحياة ولا يستحق هوية وطنية واحدة تجمعه؟.
وتابع أرسلان: قلنا ونكرر إننا في نظام ودولة تلفظ أنفاسها الأخيرة ولا حل بنظرنا إلا المعالجة السريعة بإعادة بناء الدولة على أسس وطنية مدنية جامعة نرفع عن كاهلها الانقسامات الطائفية المذهبية العنصرية البغيضة لحساب تعزيز روح المواطنة الحقيقية التي تقوم على أساس وحدة المعايير في الحقوق والواجبات بين المواطنين كافة.
وأضاف: «بدورنا ندعو لحوار سريع وجدي وقريب تبحث فيه نقاط الضعف الحقيقية في إدارة بلدنا، ولنسر جميعاً على خط متوازٍ بالتدقيق الجنائي ليعرف اللبنانيون أين ذهبت أموالهم ومدخراتهم وهذا حق طبيعي للناس».
يأتي ذلك على حين يعاني فيه الشعب اللبناني على أكثر من جبهة، ابتداء من واقع صحي صعب فرضه فيروس كورونا، مروراً بتداعيات انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية.
في سياق آخر، كشفت النائبة في البرلمان اللبناني، عناية عز الدين، أن «كمية القطران التي انتشرت على شواطئ لبنان الجنوبية نتيجة الاعتداء الإسرائيلي البيئي عليها، تقدر بنحو 2 طن».
وأشارت عناية عز الدين إلى أن «عملية التنظيف شاقة، ومضنية، وتتطلب متابعة وتعاوناً بين البلديات والجمعيات الكشفية، والأهلية، والبيئية المحلية، والوطنية منها والدولية، على أمل إتمامها خلال 15 يوماً».
وأوضحت أن «العملية تتطلب الكثير من التجهيزات والأدوات لعملية التنظيف الدقيقة، وملابس الحماية للفرق العاملة، وأكياساً لجمع وتوضيب المواد الملوثة»، مشددة على أنه «يتعين على الجهات الرسمية المساهمة بتأمينها، بعد أن قدمت بعضها قوات اليونيفيل وIUCN، وأنه يجب رفد المتطوعين بأيد عاملة إضافية لإنهاء المهمة بأسرع وقت ممكن».
وطالبت النائبة اللبنانية الوزارات المعنية، البيئة والأشغال، بـ«تحمل مسؤوليتهما في عملية توضيب المواد الناتجة عن عملية التنظيف، ووضع تصور للطريقة الفضلى للتخلص منها».
وكان «القطران» قد ظهر على الشواطئ اللبنانية منذ يوم الإثنين الماضي بعدما أعلنت إسرائيل أنها تتعامل مع تسرّب نفطي مجهول المصدر، وبدا التسرب النفطي واضحاً بالعين المجردة على المياه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن