قضايا وآراء

المحرضون على مقاومي الاحتلال الأميركي

| أحمد ضيف الله

بعد هدوء نسبي استمر نحو ثلاثة أشهر، وخلال أسبوع واحد، اُستهدفت 3 مواقع أميركية في العراق، هي الأولى منذ تسلم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامه.
الأول كان في الـ15 شباط 2021، حيث استهدف مجمّع عسكري لقوات التحالف الدولي في أربيل بـ11 صاروخاً، أدى إلى مقتل متعاقد مدني أجنبي، ومواطن عراقي، إضافة إلى إصابة سبعة آخرين، بينهم جندي أميركي. وقد تبنت العملية (سرايا أولياء الدم) وهو فصيل غير معروف، وغير مندرج ضمن تشكيلات هيئة الحشد الشعبي.
الثاني، كان في الـ20 من الشهر ذاته، حيث استهدفت قاعدة «بلد الجوية» بمحافظة صلاح الدين بـ4 صواريخ، أدى إلى إصابة مقاول عراقي يعمل بصيانة الطائرات الحربية في شركة «ساليبورت» الأميركية.
الثالث، كان في الـ22 من شباط أيضاً، حيث استهدفت المنطقة الخضراء ببغداد التي فيها السفارة الأميركية بـ3 صواريخ تسببت ببعض الأضرار المادية.
المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود محمد، قال في بيان له: إن «مجموعة مضللة خارجة عن القانون وفي ظل الحشد الشعبي وبإمكانياته وزيه، قامت الليلة الماضية» باستهداف أربيل بعدد من الصواريخ، مطالباً الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي وقبل ذلك الولايات المتحدة الأميركية «بالإسراع في إجراء التحقيق وإنزال العقوبات بالمسؤولين عن الهجوم».
وفي حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» في الـ17 من شباط الماضي، قال كفاح محمود مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني: إن «السلاح المستخدم في هذه العملية إيراني من صنع مؤسسات تابعة للحرس الثوري».
بينما اعتبر فؤاد حسين، رئيس ديوان إقليم كردستان برتبة وزير (2005-2018) ووزير الخارجية الحالي، في مقابلة متلفزة مع فضائية «السومرية» في الـ26 من شباط الماضي، أنه «لا توجد مقاومة في العراق، من يقاوم يقاوم الحكومة العراقية، هم إرهابيون وليسوا مقاومة».
بالمقابل، رفض الحشد الشعبي وقوى المقاومة العراقية، الاتهامات الموجهة لهما، حيث توعد المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي- محور الشمال، بـ«مقاضاة أي جهة تقوم باتهام قوات الحشد الشعبي بهذه الاستهدافات»، كذلك قال أمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة له في الـ23 من شباط الماضي: إن «استمرار استهداف المنطقة الخضراء رغم القرار الواضح من الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية وبهذه الكيفية التي يحدث فيها في كل مرة سقوط صواريخ على المناطق السكنية من دون حدوث أي إصابات حقيقية أو خسائر في السفارة تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة المستفيدة من ذلك». كما قال المتحدث باسم كتائب حزب الله: «نحن بشكل مطلق ما قمنا باستهداف أربيل ولا قمنا باستهداف المنطقة الخضراء»، مشيراً إلى أن «منفذي الهجمات يريدون من واشنطن أن تشدد موقفها من إيران أو تستهدف الفصائل العراقية». أيضاً اعتبر المتحدث باسم المكتب السياسي لـ«حركة الصادقون»، أن «محاولات الإساءة لألوية الحشد وحركات المقاومة ستبقى مستمرة مادامت هناك حواضن داعشية ووسائل إعلام ‏أميركية وخليجية لا تريد خيراً للعراق والعراقيين».
من جانب آخر، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن «المحاولات المشبوهة لاتهام إيران بالوقوف وراء حادثة قصف أربيل الصاروخي مدانة».
في صبيحة الـ26 من شباط 2021، شنت القوات الأميركية غارة استهدفت مباني «في شرق سورية تستخدمها مجموعات مسلحة يُعتقد أنها مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في العراق خلال الأسبوعين الماضيين»، بحسب تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي.
إلا أن قوات الحشد الشعبي قالت في بيان لها في الـ28 من شباط 2021، وبعد يوم من قيام لجنة عراقية رسمية بالكشف على موقع الغارة الأميركية عند الحدود العراقية السورية: إن قواتها «تعرضت قبل أيام لاعتداء آثم» نفذته القوات الأميركية، أسفر عن استشهاد أحد مقاتليها من اللواء 46 عمليات الجزيرة والبادية بالحشد الشعبي، مؤكدة أن «مقاتليها لم يكونوا موجودين في عمق الأراضي السورية عكس ما قالته رواية القوات الأميركية المعتدية».
وكانت قبلاً وزارتا الداخلية والدفاع العراقيتان قد استغربتا ونفتا في بيانين منفصلين ما صرح به وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والمتعلقة بحصول «تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع في الأراضي السورية».
إن ما جرى هو انتهاك أميركي صارخ لسيادة الأراضي العراقية والسورية، وخرق فظ للقوانين الدولية، يزعزع أمن واستقرار المنطقة، بتحريض من قيادات إقليم كردستان وتواطئها، ما سيطيح بالهدنة التي قبلتها «الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية» مع القوات الأميركية المحتلة في الـ10 من تشرين الأول 2020، بوساطة من الشخصيّات الوطنيّة والسياسيّة، مقابل «وضع جدول زمني محدود ومُحَدّد لتنفيذ قرار الشعب، ومجلس النُّوَّاب، والحكومة القاضي بإخراجها من البلاد».
وما من سبيل لتحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة دون خروج القوات الأميركية من العراق وسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن