الأولى

ملاحقة من يعطي دروساً في منزله.. وتربية اللاذقية: لا نعترف بها وبالتالي لا «نسعّرها» … وزير التربية لـ«الوطن»: الدروس الخاصة «موضة» يتباهى بها الأهالي ونظام امتحاني لا يسبب الرعب للطلاب

| الوطن

شهدت أسعار الدروس الخصوصية ارتفاعاً غير معقول لتتجاوز أجرة الساعة الخصوصية أحياناً الـ18 ألف ليرة لطلاب الشهادة الثانوية في دمشق وغيرها في العديد من المحافظات مثل حلب واللاذقية، وذلك تبعاً للمنطقة وللأستاذ مدرس المادة.
وكشف وزير التربية دارم طباع أنه يتم العمل على عدة إجراءات للحد من الدروس الخصوصية، مشيراً إلى إجراء دورات استلحاق في جميع المحافظات ممولة بالكامل لطلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، والعمل على رفع قيمة الساعات للمكلّفين، كما يتم العمل قدر الإمكان على إجراءات حتى لا يعود النظام الامتحاني مسبباً الرعب للطلاب.
وفي تصريح لـ«الوطن» حمّل طباع المسؤولية لبعض الأهل بإعطاء أبنائهم دروساً خصوصية، معتبراً أنها أصبحت «موضة» يتباهون بها، مؤكداً ضرورة أن يهتم الأولياء بمتابعة دراسة أولادهم على مدار العام.
وأشار طباع إلى أن الضابطة العدلية في مديريات التربية تلاحق من يقوم بإعطاء دروس خاصة في منزله، مضيفاً: يتم التغاضي عن بعض الحالات في حال اقتصر الإعطاء على طالب واحد، من منحى إنساني، ولكن في حال كان هناك عدد من الطلاب يتم اتخاذ إجراءات بحقه وفرض غرامة كبيرة بحقه.
وكشف مدير التربية في حلب إبراهيم ماسو عن تنظيم مخالفات بحق المؤسسات التعليمية الخاصة لزيادة الأعداد في الصف الواحد، ونظراً لعدم وجود قسط معتمد للمدارس أو المعاهد الخاصة فلا يمكن أن تنظم مخالفة بحقها.
من جهته أكد مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل في تصريح لـ«الوطن» أن التربية لا تعترف بالدروس الخصوصية وبالتالي لا تسعّرها، مشيراً إلى السماح للمدارس نفسها بإقامة منتديات لتعويض الفاقد التعليمي بالمدرسة نفسها.
وبيّن أستاذ كلية التربية في جامعة دمشق إبراهيم المصري وجود ارتفاع كبير في أسعار الدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه بشكل هائل وغير معقول، فوصلت إلى 10 أضعاف خلال السنتين الماضيتين، حيث تتراوح أسعار ساعة الدرس الخصوصي حالياً بين الـ15 إلى 20 ألف ليرة وسطياً.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أن الإمكانات المادية وضعف الرواتب الممنوحة لهم، تدفع الأساتذة إلى الدروس الخصوصية، مشيراً إلى أن المعالجات تعتبر صعبة جداً ما دامت الأعداد كبيرة والوضع الراهن صعب.
وأكد العديد من الأهالي في دمشق لـ«الوطن» أن أجور الساعات تتفاوت بين منطقة وأخرى ففي ضاحية قدسيا ومشروع دمر تتجاوز العشرة آلاف، على حين أنه وعلى بعد مسافة قصيرة في مساكن العرين تتراوح أجرة الساعة بين ألفين إلى خمسة آلاف.
وأشار الطالب كرم وهو من حلب، إلى أن هناك طيفاً واسعاً لتكاليف الدروس الخصوصية في حلب، وتختلف الأسعار حسب إمكانيات الأساتذة والشهادة، وقال: تصل كلفة طلاب المرحلة الثانوية في حال كان الأستاذ غير مختص بحدود 3 ملايين لكامل السنة الدراسية، أما إذا كان الأستاذ مختصاً وله شهرة فتصل الكلفة لكل المواد إلى 7 ملايين ليرة.
وفي اللاذقية باتت الدروس الخصوصية للطلاب عبئاً كبيراً على أصحاب الدخل المحدود حسب ما يقول عدد منهم لـ«الوطن»، مشيرين إلى أن الحصول على الشهادة صار يتطلب قرضاً مع وصول تكلفة دروس البكالوريا إلى 1.5 مليون ليرة للفرع العلمي، ومليون ليرة للأدبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن