المياوم يعرفه السوريون جيداً هذا الذي يخرج صباحاً إلى واحدة من ساحات معروفة لعله يحصل على عمل يحصّل من خلاله مصروف اليوم.
الآن كثير من السوريين يعيشون- كمياومين- والبحث عن فرصة لإكمال مصروف اليوميات الصعبة.
ماذا كان يخطر ببال عمر الخيام عندما قال:
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان
الخوض بفلسفة بيتي الشعر يأخذنا إلى أماكن تثير المشاعر.
وفي البشر أصناف هذه هي طريقتها في الحياة، لكن ليس نحن من هذه الأصناف التي ليس بيدها أن تغنم من «الحاضر لذاته»!
من طبائع أهل الشرق.. «عمر الخيام فارسي» أن اللحظة تعنيهم جداً ومسألة التفكير بالمستقبل والتخطيط له لم يكن جزءاً من العقل الشرقي، لكن في مراحل معينة من تنامي الدول وازدهارها أصبح بالإمكان ليس ضمان أن تعيش اللحظة بل أيضاً أن تضمن المستقبل معها.
فكرة مغرية أن تعيش اليوم بيوم… الإنسان إن استطاع ذلك يكن قد تلقى لقاحاً خاصاً جداً ضد القلق من الغد…. لكن عادة البشر يرغبون بعيش اللحظة بكل تفاصيلها وغالباً ما يفشلون لأنه لا لقاح ضد القلق من الغد.
في هذه الحرب أصبح معظم السوريين حريصين على أن يمضي اليوم على خير.. ولعل الجميع منا يعرف كم خبأ الأماني بأن غداً يحمل أشياء جميلة انتظرناها على قارعة المناسبات وعلى أنغام وعود المسؤولين.
ليس الشعب فقط الذي يعيش «يوم بيوم» بل أيضاً الحكومة تحاول حل المشكلات اليومية، لكن الشيء الذي يميّز الحكومات أنها تبدع لنا أزمات لم تكن موجودة أو كانت موجودة بجودة أقل، فتقدم لنا تشويقاً إضافياً.
حتى لا تبقى الأمور بصيغة حياة يوم بيوم… ما رأيكم…؟ أن يطل علينا مسؤول من الدرجة الخامسة ويشرح لنا اليوم وبكرا فقط؟
نعرف أنه لا تحدث الأشياء كما تقولونها… لكن اعتبروها من باب التسلية، خبرونا ماذا سيحدث في المساء؟!!
الحسن البصري يقول: «يا ابن آدم إنما أنت أيام.. إذا ذهب يومك ذهب بعضك، ذهب كثير كثير من بعضي.
أقوال:
– اليوم هو أول يوم فيما بقي لي من عمر.
– غد بظهر الغيب واليوم لي وكم يخيب الظن بالمقبل.