رياضة

صالات..

| مالك حمود

إذا عرف السبب بطل العجب.
عبارة مختصرة توصف حال كرة السلة السورية الباحثة عن سبل النهوض والتطور.
كيف لكرة السلة السورية أن تتطور ما لم تمتلك اللاعب المتكامل والمؤسس بطريقة صحيحة.
وكيف للاعب أن يؤسس بطريقة صحيحة ما لم ينل حقه الكافي والوافي من التدريبات والمباريات.
وكيف للتمارين والمباريات أن تتوافر بأعدادها المطلوبة ما لم تتوافر الصالات القادرة على استيعاب ذلك الكم الكبير والمطلوب لبلوغ التطور المنشود.
المشكلة أن الكثيرين يجدون في المنتخب الأول المقياس الأساسي لتطور اللعبة، ولكن هل هذا يكفي.؟
بالطبع لا..!
فالمنتخب هو حصيلة المسابقات المحلية وعمل الأندية، والمنتخب يقتصر على نخبة من اللاعبين المميزين أساساً في أنديتهم وبرزوا من خلال المسابقات المحلية، ولكن ماذا عن البقية.. ووجود (12) لاعباً في المنتخب لا يعبر عن مستوى (144) لاعباً موجودين فقط في فرق رجال الدرجة الأولى، مع الإشارة إلى ارتفاع وسطي أعمار لاعبي المنتخب، وهذا يعني أن مساحة اللاعبي المتقدمين بالعمر أكبر بكثير من مساحة اللاعبين الشبان، والسبب هو قلة الموهبة الشابة والمؤهلة لفرض مكانها في المنتخب الأول..! ورغم محاولات تطعيم وتدعيم المنتخب بالوجوه الشابة فإن العملية غالباً ما تصطدم بالمؤهلات القادرة على مواكبة الكبار.
فأين ومتى يكتسب اللاعب المهارات وتتنامى لديه..؟ أليس في الفئات العمرية التي يبنى فيها اللاعب بدنياً وتكنيكاً وتكتيكاً، ولكن أين الجرعات التدريبية والتنافسية الكافية لتعليم وتدريب اللاعب كل المهارات، وهل تكفي 3 تمارين أسبوعياً لصناعة لاعب كرة سلة..؟
مشكلتنا الأساسية في الصالات، وعدم توافرها يحول دون تطور العصب الأساسي للعبة وهو الفئات العمرية، ومدينة كبرى كدمشق لا يمكن حصرها بصالة الفيحاء التدريبية فقط.! ناهيك عن أندية ريف دمشق والقنيطرة التي تتمرن في الفيحاء أيضاً..!
وعندما يتم تفعيل صالتي تشرين والجلاء لخدمة كرة السلة، عندها يمكن القول إننا نسير في السكة الصحيحة، وعلينا أن نتذكر دوماً بأن كرة السلة اللبنانية لم تتطور في عصرها الحديث وتصل إلى مراتب متقدمة دولياً لولا نهضة الصالات التي تعيشها لدرجة أن بيروت وحدها فيها (40) صالة كرة السلة..!
فأين نحن من ربع هذا الرقم..؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن