رياضة

الدوري الكروي الممتاز.. أخطار محدقة بالمهددين … ديربي في دمشق ومهمات صعبة للبحارة والكرامة

| ناصر النجار

تتجه الأنظار فيما تبقى من مراحل الدوري وعددها ثمانٍ إلى مواقع الصدارة والهبوط، وقد تقلصت المنافسات إلى الحد الأدنى، بينما اتسعت رقعة منطقة الوسط.
المنافسة على الصدارة انحصرت بشكل مؤكد بين تشرين والجيش والكرامة، وآمال فريقي حطين والوحدة باتت ضعيفة، وربما عادا إلى المنافسة إن تعثر الثلاثة الكبار في أكثر من مباراة على أن يفوزا في المباريات القادمة، وهذا الأمر ليس مستحيلاً، إنما هو عسير.
في المؤخرة غادر الشرطة نهائياً مواقع الخطر ودخل الأماكن الآمنة، والخطر يداهم فرق الساحل والفتوة والحرية وبدرجة أقل حرجلة، المشكلة في هذه الفرق أنها مبتعدة عن الفوز وبأفضل حالاتها تحصل على التعادل، وهذا الأمر مخيّب للآمال كثيراً، ولابد من حلول سريعة ومجدية قبل فوات الأوان.
الملاحظ أن فريقي حرجلة والفتوة ارتقيا بالأداء والمستوى وباتا يحققان حضوراً جيداً مع نتائج معقولة، أما فريقا الساحل والحرية فأمورهما حتى الآن ليست بالسليم ونتائجهما ليست سارة على كل الصعد.

أزمات وعقبات

الأسابيع الثلاثة القادمة ستكون حاسمة بشأن الهبوط والفرق المهددة، وخصوصاً أن اللقاءات ستكون صعبة وستجمع هذه الفرق مع فرق الصدارة، حرجلة وضعه حرج سيلعب أولاً مع الحرية بحلب ثم الوحدة والشرطة على التوالي، المباراة الأولى نقاطها مضاعفة وهي ضرورية لكلا الفريقين ومباراتا دمشق صعبتان للغاية.
أما الفتوة فسيستقبل الطليعة، ثم يلعب مع الكرامة في حمص ويعود ليستقبل الاتحاد بدمشق.
الساحل سيواجه الكرامة بطرطوس ويحل ضيفاً على الجيش ثم يستقبل حطين على ملعبه، وهذه المباريات صعبة لكونها تجمعه مع فرق المقدمة.

الحرية وضعه ليس بأفضل سيلعب مع الحرجلة والكرامة بحلب وبينهما سيواجه جبلة على ملعب الأخير.
المراقبون أكدوا أن الفريق الذي يصل إلى مجموع نقاط تتجاوز العشرين نقطة سينجو من خطر الهبوط، لذلك سنجد المباريات القادمة حساسة ومتشنجة لأن الفرق المتأخرة ستلعبها كما تلعب مباريات الكؤوس.
من جهة أخرى تأمل هذه الفرق أن ينصفها الحكام، فالكثير من الفرق أبدت انزعاجها من القرار التحكيمي، فالحرية (مثلاً) حرم من ركلة جزاء كانت صحيحة بلقاء الشرطة، ولو احتسبت لربما غيّرت معالم المباراة، وهذا الخطأ كان كارثياً، أيضاً حكم مباراة الكرامة والطليعة أهدى الفوز لفريق الكرامة في الدقيقة 94 من ركلة جزاء استغربها الكثير من خبراء الحكام.

أحزان وآلام

الكثير من الفرق خرج حزيناً من لقاءات المرحلة الماضية وبعضها اعتصرها الألم وفي مقدمتها التي خسرت ظلماً بقرار تحكيمي كالطليعة والحرية.

أكثر الفرق حزناً أنصار الوحدة الذين كانوا يتمنون ألا تنتهي المباراة إلى هذه النتيجة القاسية بحق فريقهم، ربما كان أغلبهم يرغب بالتعادل على أقل تقدير ليضمن الفريق بقاءه بين كوكبة الكبار المنافسين، المزعج أكثر أن الأداء لم يرتق إلى اسم الفريق وهويته وتاريخه.

حطين أيضاً خسر الكثير بخسارته أمام الجيش، خسر المنافسة القوية فابتعد وإن كانت آماله المتبقية ضعيفة، وخسر كادره الفني كله.

لكن ما يهمس خلف الكواليس أمر غير مريح وهو يخص الموضوع الانضباطي في الفريق وانعكاسات استقالة المدرب وموقف الإدارة.

الساحل بخسارته القاسية أمام جبلة بات وضعه أكثر حراجة من قبل، الخسارة بجد ذاتها لم تكن مزعجة بقدر الشعور بعجز الفريق عن تحقيق نتيجة طيبة في المباريات القادمة حسب الأداء والمستوى الذي يقدمه الفريق، فمن أصل 15 نقطة ممكنة لم يحقق الساحل أكثر من ثلاث نقاط فقط!

يمكن اعتبار التعادل الذي حققه الفتوة مع حرجلة مزعجاً، لأن اللقاء يوحي بأنه من زمرة النقاط المضاعفة، وكان الفتوة يمني النفس بفوز آخر يدعم فوزه الذهبي الوحيد على الجيش، فجاء التعادل ليحبط آمال عشاق الأزرق الديري.
وبالمقابل فإن الأفراح عمت الفرق الفائزة وخصوصاً تشرين الذي ثأر من الوحدة وثبت مقعده في الصدارة ومثله الجيش والكرامة وقد استمرا مطاردين لتشرين، أما الاتحاد ففرحته كانت بعودة الروح للفريق، والشرطة كان الأسعد بدخوله عالم الأمان.

صراع الهدافين

يبدو أن الصراع على قمة الهدافين لا يطابق الصراع على القمة ولا يماثل منافساتها وقد يكون ذلك سبب الشح التهديفي في الدوري بشكل عام، وحتى الأسابيع المتبقية من الدوري قبل توقفه منتصف هذا الشهر، فمن الصعب أن نجد منافساً حقيقياً لهداف جبلة محمود البحر الذي يتصدر بـ13 هدفاً، أربعة منها جاءت من ركلات الجزاء، الوصيف أحمد العمير هداف الطليعة له تسعة أهداف هدفان منها جاءا عبر ركلتي جزاء.
المركز الثالث يحتله علاء الدين دالي المغادر ومحمد الواكد من الجيش ولهما ثمانية أهداف، يليهما مهاجما حطين أنس بوطة بسبعة ومرديك مردكيان بستة أهداف.

جديد الهدافين أن لاعبي تشرين محمد المرمور وماهر دعبول يدخلان على خط التسجيل مؤخراً ولهما خمسة أهداف ومعهما ياسين سامية (حرجلة) ومؤمن ناجي (الجيش) وعمرو جنيات (الكرامة) مع العلم أن ثلاثة أهداف سجلها الجنيات من ركلات جزاء.

بين القوة والضعف

مباريات ثلاثي المقدمة تجري بين القوة والضعف، ضمن منافسة شعارها أكون أو لا أكون، فإما أن تكون قوياً وإما العكس، وهذا الأمر ينطبق على الفرق الأخرى التي ستواجه فرق المقدمة.
ومن حيث المنطق فإن الكرامة يواجه فريقاً مهدداً، فالصعوبة في هذه المباراة تكمن بكون الساحل يلعب على أرضه ويحتاج إلى نقاط النجاة، والصعوبة أيضاً أن الساحل يواجه فريقاً يحشد كل أوراقه ليستعيد الصدارة المفقودة.
أما تشرين المتصدر فيواجه الشرطة بدمشق، والمنطق أن يفوز تشرين لعدة أسباب:

أولها: أن الفريق بقمة جاهزيته الفنية والبدنية وثانيها: أنه يتمتع بروح معنوية عالية، وثالثها: حرصه على عدم التفريط بأي نقطة في إطار تمسكه بالصدارة وآخرها الفوارق العديدة بينه وبين منافسه.
الشرطة هنا في وضع آمن، لذلك يجب أن يلعب بهدوء وانضباط دون خوف أو ضغط وأن يمسك مناطقه الخلفية بقوة علّه يخرج من المباراة بأقل الخسائر.

أما القمة فسيشهدها ملعب الفيحاء عندما يجتمع فيه الوحدة مع الجيش، قوتان ضاربتان لديهما الكثير من الأوراق الرابحة والعديد من نقاط الضعف، وهي بمنزلة مفترق طرق للجيش فإما يستمر بالمنافسة أو إن موقفه سيضعف وينتظر باقي النتائج هذا الأسبوع وفي الأسابيع اللاحقة.

ومهما يكن وضع الوحدة على سلم الترتيب فإنه يتعافى، واللقاء مع الجيش بطولة بحد ذاتها والفوز فيها له مذاق خاص، وعلينا ألا نعول كثيراً على خسارة الوحدة الثقيلة مع تشرين، ولعلها كبوة جواد لن تطول.
بكل الأحوال فإن المباراة معلقة بفكر المدربين كيف سيستثمران فرص المباراة ونقاط ضعف الآخر، وربما عامل المباغتة له دور في تحديد نتيجتها، ودوماً في هذه المباريات لابد من الحذر والانضباط حتى لا يتكلف الفريقان خسائر غير محسوبة داخل المباراة من خلال ركلة جزاء أو بطاقة حمراء تقلب الموازين رأساً على عقب.

عودة الروح

مباراة حطين مع الاتحاد على ملعب الباسل باللاذقية هي مباراة عودة الروح للفريقين، وخصوصاً لأصحاب الأرض، المميز في المباراة أنها ستشهد أول حضور لمدرب الاتحاد البرازيلي (آرثر دي سيلفا) وكذلك لمدرب حطين الجديد ضرار رداوي، الرداوي خبير بالدوري وليس غريباً عنه، ويريد تأكيد أهميته كمدرب محترف لكبار الدوري، أيضاً البرازيلي هدفه مماثل ولا يرضى بأول ظهور له أن يقدم فريقه عرضاً لا يليق باسم الاتحاد أولاً ولا باسم الكرة البرازيلية ثانياً.
الاتحاد تلمس الطريق الصحيح بعد عثرات كثيرة، وفوزه على الوثبة منحه جرعة أمل وتفاؤل للمواصلة في هذا الطريق، أما حطين فما زال يتمسك بآماله في المنافسة وهو يرى أن حظوظه قائمة وربما خدمته نتائج بقية المباريات.
الاعتقاد السائد أننا موعودون بمتابعة مباراة جميلة وخصوصاً أن الفريقين متخمان بالنجوم والمواهب فهل يصدق حدسنا.
أيضاً مباراة الوثبة مع جبلة ينطبق عليها الكلام السابق من حيث عودة الروح وخصوصاً لفريق جبلة الذي كسر حالة الخصام مع الانتصارات وحقق فوزاً كبيراً على الساحل، وهذا يدفعه ليقدم وجبة كروية عالية المستوى ليعود إلى ألقه، الوثبة صاحب الأرض يبحث عن عودة الروح ولو كان منافسه جبلة، الخسارة الصعبة التي تعرض لها الوثبة أمام الاتحاد ليست مؤشراً على تراجع الفريق، وبإمكانه التعويض في لقاء الجمعة، من المفترض أن نحظى بلقاء آمن ومنافسة بعيدة الضغوط فيها جمال كرة القدم إذا غاب التشنج عن الجميع.

أخطار قادمة

مباراتا المهددين تجمع الأولى في حلب حرجلة مع الحرية وتجمع الثانية في دمشق على ملعب الجلاء يوم السبت فريقي الفتوة مع الطليعة.

المباراة الأولى مهمة للفريقين لكون نقاطها مضاعفة، حرجلة بوضع أفضل على سلم الترتيب لكنه لن يكون كذلك إن أهمل باقي المباريات وقد يفقد رصيده، لذلك سيدخل المباراة بقوة باعتبارها مباراة مصير وقد تريحه لأسابيع قادمة، المستضيف آخر الدوري وهو ينظر إلى هذه المباراة من باب الممكن، ولابد من الفوز ليقلع بعيداً عن المركز الأخير في خطوة أولى في طريق النجاة الصعب والشاق والطويل.

مدرب الحرية الجديد رضوان الأبرش مهمته في الفريق إنقاذه من خطر الهبوط، ومشكلته مع الفريق أنهما يعيشان ضغط النتائج والمباريات، فكل أسبوع يمر يفقد جزءاً من الأمل وهذا يدفعه لينال جزءاً منه في هذه المباراة المعقدة، المفترض أن تكون صفوف الحرية كاملة وأن يكون الوفاق على أعلى درجاته إن تسلح الجميع بروح المسؤولية ولعبوا من أجل بقاء النادي بين الكبار.

الفتوة يواجه فريقاً كبيراً وعريقاً يطمح لمركز أفضل مما هو فيه، ويواجه على الدوام ظلماً في المباريات من أطراف عدة، ومواجهته للفتوة لن تكون بالسهولة المتوقعة لأن صاحب الضيافة يريد الخروج من عنق الزجاجة ولو كان على حساب ضيف له اسمه وسمعته، النتائج الأخيرة للفتوة ملبية، وربما استمر بها إن تسلح بالإرادة والعزيمة.
إن انتهت مباراتا الفرق المهددة بالتعادل فإن الأمور ستبقى على حالها دون تغيير وستدخل هذه الفرق مزالق الخطر بشكل أكبر، لهذا فإن الفرصة متاحة هذا الأسبوع وقد لا تتكرر في باقي المراحل.

مرحلة الذهاب

جميع المباريات تقام في الثانية من ظهر الجمعة باستثناء لقاء الفتوة والطليعة فموعده السبت وكانت مباريات الذهاب انتهت إلى النتائج التالية:

فاز تشرين على الشرطة بهدف ورد السلامة، وفاز الجيش على الوحدة بهدفي محمد الواكد ومحمد اللولو وكان هدفاً ذهبياً في الدقيقة 93، مقابل هدف للوحدة سجله عدي جفال وشهدت المباراة طرد مدافع الجيش جهاد الباعور، وفاز الكرامة على الساحل بهدف من نيران صديقة سجله مدافع الساحل عمار سليمان.

جبلة والوثبة تعادلا بلا أهداف، كما تعادل الطليعة مع الفتوة بهدف لعبد القادر عدي مقابل هدف لمازن سردار.

حطين فاز على الاتحاد 2/1 سجل لحطين أحمد الأشقر وفارس أرناؤوط، للاتحاد إبراهيم الزين من جزاء، وطرد لاعب الاتحاد محمد عنز، وأخيراً فاز الحرية على حرجلة 2/1، سجل هدفي الحرية سامر السالم الثاني من جزاء وسجل هدف حرجلة علي غصن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن