عربي ودولي

اليمين الفرنسي يهاجم ماكرون بعد اعترافه بجريمة قتل المناضل بومنجل … باريس: العلاقة مع أنقرة ستظل هشة حتى تقوم بعمل ملموس

| وكالات

أكدت باريس أن تركيا توقفت عن إهانة فرنسا والاتحاد الأوروبي وقدمت بعض التطمينات، لكن العلاقات ستظل هشة حتى تقوم أنقرة بعمل ملموس.
في حين فتح اليمين الفرنسي المتطرف النار على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد اعتراف فرنسا بمسؤوليتها في «تعذيب وقتل» المحامي والزعيم الوطني الجزائري علي بومنجل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان خلال جلسة استماع بالبرلمان في وقت متأخر أمس الثلاثاء حسب وكالة رويترز «لم تعد هناك إهانات، واللغة مطمئنة أكثر»، مضيفاً: إن إبعاد سفن التنقيب التركية عن المياه القبرصية في شرق البحر المتوسط وإبداء أنقرة رغبة في استئناف المحادثات مع اليونان بشأن النزاع البحري طويل الأمد بينهما تعد إشارات إيجابية.
ولفت وزير الخارجية الفرنسي إلى أن العلاقات «هشة لأن قائمة الخلافات طويلة جداً، لكننا نريد علاقة صحية مع تركيا»، في إشارة إلى الخلافات بشأن ليبيا والعراق وإقليم قره باغ، وقال: «هناك حاجة لأفعال، وسيكون بوسعنا اتخاذ موقف عند تنفيذ هذه الأفعال. حتى الآن هي أقوال فقط».
وتبادلت أنقرة وباريس مراراً الانتقادات اللاذعة بشأن سياسة تركيا في سورية وليبيا وشرق البحر المتوسط وقضايا أخرى، لكن البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي قالا في شباط إنهما يعملان على خريطة طريق لإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء في إطار هذه الجهود، وقال أردوغان إنه يمكن للبلدين تقديم مساهمات مهمة لجهود الأمن والاستقرار والسلام في منطقة جغرافية واسعة.
وفي سياق آخر قالت زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، مارين لوبان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعترافه الأخير حول اغتيال المناضل علي بومنجل بعث رسائل وإشارات «كارثية» حول الاعتذار والتوبة، «تغذي الانقسام وتزيد الكراهية».

وقالت لوبان، أمس في تغريدة لها على تويتر «بينما تتقدم الطائفية الإسلاموية وتتغذى على نقاط ضعفنا، يواصل ماكرون إرسال إشارات كارثية للتوبة والانقسام وكراهية الذات على رأس الدولة».
كما احتج القيادي في حزب «التجمع الوطني»، الذي تقوده مارين لوبان، لويس آليوت، على اعتراف الرئيس ماكرون بمسؤولية فرنسا في مقتل الشهيد علي بومنجل، وأكد أن «الإفراط في الاعتذار للجزائر سيؤدي إلى تفاقم التوتر حول مسائل الذاكرة بين البلدين».
وفي تغريدة له عبر «تويتر» قال: إن «اعتراف الرئيس الفرنسي ماكرون بمسؤولية فرنسا في مقتل الشهيد علي بومنجل، ونفي انتحاره، سيزيد الانقسام الوطني في فرنسا»، وأضاف: إن تقرير بنيامين ستورا سلاح إيديولوجي ستترتب عليه عواقب لا تحصى.
من جهته، خاطب جيروم ريفيير، عضو البرلمان الأوروبي، النائب عن حزب «التجمع الوطني» المتطرف، الرئيس ماكرون بالقول «متى سيتوقفون عن تشويه سمعة بلدنا؟».
وقال ريفيير، في تغريدة له عبر «تويتر»، «أولاً، تقرير ستورا يرغب في إذلال جنودنا الفرنسيين، والآن هذا الخروج المخزي لماكرون بعد وفاة علي بومنجل».
وفي الاتجاه نفسه تساءل النائب جيلبار كولار المنتمي لحزب لوبان المتطرف إن كانت فرنسا اعترفت للجزائر باغتيال علي بومنجل، «متى سيعترف حزب جبهة التحرير بجرائمه في تلك الفترة؟».
كما قال المحامي الفرنسي جون بيان منيار المقرب من ماكرون، إنه بعد تصريح الرئيس الفرنسي الأخير علينا أن نعترف بكل ما حدث ونقدم الاعتذار للشعب الجزائري.
وأكد منيار، في تغريدة له أن «فرنسا تعترف باغتيال المحامي الجزائري بعد تعرضه للتعذيب على أيدي جنود فرنسيين»، وأضاف: «سيتعين علينا في يوم من الأيام أن نعترف بكل الآخرين وأن نعتذر للشعب الجزائري».
وفي وقت سابق أمس، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعترف بمسؤولية فرنسا عن «تعذيب وقتل» المحامي والزعيم الوطني الجزائري علي بومنجل.
الرئاسة الفرنسية قالت في بيان إن ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف «باسم فرنسا»، أمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم أول من أمس الثلاثاء، وذلك في إطار مبادرات أوصى بها المؤرّخ بنجامان ستورا، في تقريره حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر التي وضعت أوزارها في العام 1962، وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات الملايين من الفرنسيين والجزائريين.
في غضون ذلك قال وزير داخلية فرنسا جيرار دارمانين، إن حكومة بلاده وافقت رسمياً على المطالب بحظر نشاط الحركة اليمينية المتطرفة Generation Identitaire (نضال جيل من أجل الهوية).
وأضاف الوزير، في تغريدة على «تويتر» أمس: «تم حل رابطة Generation Identitaire، هذا الصباح بقرار من الحكومة وفقاً لتعليمات رئيس الجمهورية. وكما جاء في القرار، تروج هذه المنظمة للتمييز والكراهية والعنف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن