سورية

بعد استيلائها على المطاحن العامة.. الميليشيات تنذر العاملين بمؤسسة إكثار البذار بإخلاء مقراتهم … «قسد» تنفذ «قيصراً» جديداً بحق السوريين في محافظة الحسكة

| سيلفا رزوق

واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي محاصرة الأمن الغذائي للمواطنين في محافظة الحسكة، واستأنفت عملية الاستيلاء على مراكز الحبوب والطحين، حيث أشارت الأنباء الواردة من المحافظة إلى أن الميليشيات أنذرت العاملين بمؤسسة إكثار البذار بإخلاء مقرات عملهم تمهيداً للاستيلاء عليها، كما فعلت منتصف الشهر الماضي عندما استولت على المطاحن العامة ونهبت محتوياتها والسيارات التابعة لها وأجبرت السائقين فيها بالقوة على العمل بإمرتها.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة والري في المحافظة أحمد الإبراهيم وفي تصريح لـ«الوطن»، بين أن ميليشيات «قسد»، أنذرت العاملين بمؤسسة إكثار البذار بإخلاء مقراتهم، علماً أنها سبق وأن استولت على طابقين في إدارة المؤسسة، وتركت طابقاً واحداً، حيث يطالبون اليوم العاملين فيه لتسليم مكاتبهم.
وأكد إبراهيم، أنه جرى التوجيه للعاملين بعدم ترك مقرات عملهم والالتزام بدوامهم، مؤكداً أنه «حتى الآن لم تتمكن هذه الميليشيات من الاستيلاء على المقر»، علماً أنه يوجد وسيط ومحاولات لمنع تنفيذ ما تخطط له «قسد»، مضيفاً: «الجميع يعلم أن لا أمان ولا عهد لهؤلاء».
ولفت إلى أن مؤسسة إكثار البذار هي أهم مؤسسة في المحافظة، وهي التي تؤمن البذار للمزارعين من محاصيل إستراتيجية من قمح وشعير، والتي يتم دعم المزارعين بها، وتحمي الأمن الغذائي في المحافظة.
وبيّن عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة والري في الحسكة، أن ميليشيات «قسد» استولت في وقت سابق على مخازن مؤسسة الأعلاف، والتي تحوي نحو 18 ألف طن من المواد العلفية، وهي هامة جداً بالنسبة للثروة الحيوانية بالمنطقة، مبيناً أنه جرت محاولات عديدة لاستعادة هذه المخازين عبر وسطاء، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.
وأكد إبراهيم، أن ميليشيات «قسد» تدّعي أنها تقوم ببيع هذه الأعلاف لمربيِّ الثروة الحيوانية، لكن المعلومات الواردة من مراكز التوزيع تؤكد أنه يتم تحميل المواد في شاحنات من دون معرفة الوجهة الحقيقية لهذه الشاحنات.
عضو المكتب التنفيذي لقطاعي التجارة والاقتصاد سطم الهويدي في محافظة الحسكة، وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، بيّن أن استيلاء ميليشيات «قسد» على المطاحن وسرقتها لمستلزمات الإنتاج، أدى إلى حدوث اختناق في مادة الخبز في المناطق التي تسيطر عليها، لأن هذه الميليشيات لا تؤمن كميات الخبز اللازمة، لافتاً إلى أنه ونتيجة هذه الممارسات، تعمل تلك الميليشيات على التضييق على المواطنين، ومنع الجهات الحكومية من القيام بواجبها لتقديم الخدمات للمواطنين وتوفير المادة.
وبيّن هويدي، أنه فيما يتعلق بالمخابز العامة التي تقع تحت إشراف الدولة يجري تأمين الخبز، لجميع المواطنين في مناطق سيطرة الدولة إضافة للمواطنين القادمين من مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة، وهذا ما يسبب ازدحاماً أيضاً، كما أن الدولة تبيع الخبز بالسعر المدعوم.
ولفت إلى أنه ونتيجة ممارسات هذه الميليشيات وتضييقها على المواطنين وسرقة المستودعات، والاستيلاء على المطاحن والمخابز، فإنها منعت الدولة من ممارسة دورها وواجبها في دعم رغيف الخبز، مؤكداً أن الدولة كانت وما زالت مستعدة لتأمين كل الخدمات لجميع المواطنين ولديها الإمكانيات الكاملة لهذا الموضوع، في حال قامت ميليشيات «قسد» بإعادة الأفران والمخابز والمطاحن إلى الدولة وأوقفت تدخلها في صناعة رغيف الخبز.
واعتبر هويدي، أن هذه الميليشيات جاءت للسرقة ونهب ثروات السوريين، وبيعها للجهات الخارجية، وبالتالي لا يهمها تأمين رغيف الخبز للمواطنين، أو تهديد أمنهم الغذائي.
مصادر أهلية في محافظة الحسكة، أكدت في تصريح لـ«الوطن»، أن الولايات المتحدة تمارس حصاراً اقتصادياً إرهابيا على سورية، بينما تعمل «قسد» على تعزيز هذا الحصار من خلال التضييق على الحكومة السورية، والمواطنين، فيما يمكن تسميته «قيصر» جديد يحاصر غذاء السوريين في الحسكة، علماً أن هذه المحافظة تملك نصف إنتاج سورية من القمح.
المصادر ربطت بين وصول الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن وبين الممارسات الأخيرة لـ«قسد»، مؤكدة أن حصار الأحياء في وسط المدينة، والاستيلاء على المطاحن والمراكز العلفية، والآن التهديد بالاستيلاء على مؤسسة إكثار البذار جاء بعد وصول هذه الإدارة، وهو مرتبط أيضاً بالاستحقاق الدستوري القادم فيما يخص الانتخابات الرئاسية، حيث تعتقد تلك الميليشيات أنها بهذه الممارسات قادرة على تحصيل ما تحلم به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن