الأولى

استولت على المطاحن والأفران وتهرّب عشرات الشاحنات من القمح المسروق يومياً … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: «قسد» تحاصر السوريين في أمنهم الغذائي وتساعد واشنطن على تطبيق «قيصر»

| سيلفا رزوق

واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي محاصرة الأمن الغذائي للمواطنين في محافظة الحسكة، واستأنفت عملية الاستيلاء على مراكز الحبوب والطحين، حيث أشارت الأنباء الواردة من المحافظة إلى أن الميليشيات أنذرت العاملين بمؤسسة إكثار البذار بإخلاء مقرات عملهم تمهيداً للاستيلاء عليها، كما فعلت منتصف الشهر الماضي عندما استولت على المطاحن العامة ونهبت محتوياتها والسيارات التابعة لها وأجبرت السائقين فيها بالقوة على العمل بإمرتها.
محافظ الحسكة غسان خليل أكد في تصريح لـ«الوطن»، أن موضوع حصار الأمن الغذائي في الحسكة قديم وبدأ منذ سنوات، حيث جرى الاستيلاء على محاصيل القمح، وعلى صوامع القمح، والآن جرى الاستيلاء على المطاحن والأفران ومحاصرة السوريين في محافظة الحسكة برغيف خبزهم اليومي، وحبة القمح التي تدخل إلى الداخل السوري، والتي نحن بأمس الحاجة إليها وتقوم الدولة باستيرادها لتزوّد بها المطاحن في سورية.
ولفت خليل إلى الاعتداءات التي جرت بحق مخازين الأعلاف، واليوم هناك حصار لمؤسسة إكثار البذار، وإنذار للعاملين بإخلاء المبنى، تمهيداً لاحتلالها، علماً أن كل تلك المؤسسات توجد في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد»، لكنها كانت تعمل تحت إشراف الدولة، ويعمل فيها موظفو الدولة، الذين جرى طردهم منها بعد الاستيلاء على تلك المؤسسات.
وبيّن خليل أن استيلاء «قسد» تمّ على الأفران، التي كانت تعمل بالطحين المدعوم من الدولة، حيث إن الدولة لا تميز بين منطقة وأخرى، لكن عندما احتلت الميليشيات الأفران والمطاحن وطردت الموظفين، جرى منع وصول الطحين المدعوم إلى تلك الأفران التي جرى الاستيلاء عليها، لأنهم هم من سرقوا القمح وسرقوا الطحين، فكيف للدولة تقديم الطحين المدعوم و«قمحنا مسروق وهم اليوم يطحنون من القمح المسروق من مخازننا المسروقة، ما دفعهم لرفع سعر الرغيف، كما أغلق نحو 40 مخبزاً، لأن الطحين أصبحت أسعاره مضاعفة، لكونهم غير قادرين على القيام بما تقوم به الدولة بدعم الطحين، وبالتالي سيقعون بالعجز، لأن غايتهم المال وغاية الدولة هي المواطن، من دون التفكير بالمرابح، حيث كانت تدعم الطحين في المناطق خارج سيطرتها حتى في ظل هذا الحصار الشديد».
وأكد خليل وجود تهريب للقمح السوري المسروق من سورية إلى العراق بمعرفة الاحتلال الأميركي، وهناك شاحنات بأعداد كبيرة محملة بالقمح السوري تخرج يومياً وتباع خارج سورية، مبيناً أنه في موسم 2020، سرقوا من القمح السوري ما يقرب من المليون طن.
وشدد محافظ الحسكة على أن «قسد» تعمل على محاصرة السوريين في أمنهم الغذائي في الحسكة بشكل خاص وفي كل المناطق التي تسيطر عليها، لأنهم يساعدون الأميركي على تطبيق قانون «قيصر» وهم منعوا هذا العام دخول أي حبة قمح إلى الداخل السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن