رياضة

مواجهة سهلة لميلان وروما قبل قمة الأسود والأزرق .. ديربي مدريد على وقع صدارة ووصافة الليغا

| خالد عرنوس

تتجه أنظار عشاق الكرة العالمية والإسبانية على وجه التحديد إلى ملعب ميتروبوليتانو عصر اليوم حيث يشهد إياب ديربي العاصمة بين قطبيها أتلتيكو والريال في صراعهما على بطولة الدوري في واحدة من المواجهات الحاسمة للروخي بلانكو من أجل المضي قدماً في طريق استعادة اللقب وبالمقابل فرصة قد تكون الأخيرة للملكي لإيقاف حلم جاره واستعادة كامل فرصته بالمنافسة، وتختتم الجولة السادسة والعشرون من الليغا بلقاء ريال بيتيس مع ألافيس ويطمح الأول من خلاله مواصلة انتصاراته والإبقاء على آماله بمقعد الدوري الأوروبي الذي يتنافس عليه مع سوسيداد الذي يلتقي ألافيس اليوم وفياريال الذي افتتح الجولة أمس الأول بديربي فالنسيا.
وفي إيطاليا تغيب المباريات الكبرى عن مواجهات اليوم ضمن الجولة السادسة والعشرين من السييرا A فيخوض الوصيف ميلان مباراة قوية على أرض هيلاس فيرونا يحاول من خلالها تعويض تعادله المخيب أمام أودينيزي، على حين روما يستقبل جنوى ويحاول نابولي العودة من خلال استضافته بولونيا، وبعيداً عن معارك الصدارة يعود تورينو إلى المنافسة بلقاء مهم من أجل الهروب من مثلث الهبوط على أرض كروتوني متذيل الترتيب على أن تختتم الجولة غداً بلقاء قمة يجمع متصدر الترتيب إنتر ميلانو مع رابع الترتيب أتلانتا في مواجهة بين أقوى خطي هجوم في الكالشيو ويجمعهما اللونان الأزرق والأسود.

الخفافيش تُغرق الغواصات

قبل الدخول بتقديم المباريات لابد من الإشارة إلى نتيجة ديربي آخر تراجعت أسهمه مع تراجع قطبيه ونقصد هنا ديربي فالنسيا الذي جمع فريق فالنسيا مع جاره فياريال وقد قلب فيه الأول الطاولة على الثاني فزاد الخفافيش أوجاع الغواصات الصفراء، فقد أنهى جيرارد مورينو الشوط الأول بتقدم فياريال بهدف من علامة الجزاء وهو هدفه السادس بهذه الطريقة من 15 هدفاً في سجله هذا الموسم، وبالطريقة ذاتها أدرك باراغان التعادل للخفافيش في الدقيقة 86 وهو هدفه السادس كذلك من علامة الجزاء من أهدافه السبعة وفي الدقيقة 90+1 خطف غويديس هدف الفوز لفالنسيا وهو فوزه الخامس على ملعبه من 7 انتصارات سجلها حتى الآن رافعاً رصيده إلى 30 نقطة، على حين تلقى فياريال هزيمته الثالثة في ثماني مباريات من دون فوز فتجمد رصيده عند 37 نقطة بالمركز السابع مبتعداً خطوة جديدة عن المقاعد الأوروبية.

حكاية كل ديربي

لكل ديربي على مستوى العالم حكاية ولكل لقاء جارين في المدن الكروية الذائعة الصيت بداية، وقد انتظر فريقا العاصمة الإسبانية مدريد قرابة ربع قرن حتى جمعهما أول لقاء تنافسي ضمن مسابقة كأس الملك لتنطلق قصة ديربي المدريانو (المدريلانو) بين الريال الذي تأسس عام 1902 وأغلبية أعضائه من الطبقة الميسورة وأتلتيكو الذي أنشئ بعده بعام ويضم في صفوفه صغار الكادحين أي الطبقة المقهورة وهذا السبب كاف لبدء العداوة (الرياضية) بينهما، وجاءت سنوات الثلاثينيات واحتضان الملك للفريق الأبيض الذي كان يحمل اسم (أف سي مدريد) ليزيد في النفور بين الناديين ويضفي جواً من الإثارة على مباريات الفريقين ولاسيما أنها ترافقت مع انطلاق الليغا، وفي أواخر الخمسينيات تواجه الفريقان ضمن نصف نهائي كأس أوروبا لتتعرف القارة العجوز على منافسة لا تنتهي بينهما ومازالت مستمرة حتى الآن.

شكل مغاير

ورغم تفوق الريال التاريخي إلا أن لقاءات الفريقين لم تفتر حرارتها بغض النظر عن ماهية المواجهة أو مركز الفريقين قبلها على غرار كل الديربيات في عالم الكرة، لكن لقاء البلانكوس والروخي بلانكوس أصبح أكثر أهمية منذ وصول دييغو سيميوني كمدرب للأتلتي قبل قرابة عشر سنوات فقد أصبحت الاستمرارية في القمة مرادفة للقاءات الديربي بعدما اقتصرت في سنوات قليلة على مدد قصيرة، وعلى فترات تباعدت أو تقاربت، وهي المرة الأولى التي تستمر المنافسة بينهما على المستوى الأعلى لقرابة عقد كامل.

ويكفي القول إن الأتلتي استعاد خلال هذه الفترة ذاكرة التألق أوروبياً وقد واجه جاره في نهائيين على مستوى دوري الأبطال وقد استعاد لقب الليغا بعد غياب 18 عاماً وكأس الملك بعد 17 عاماً وكأس السوبر بعد 29 عاماً وأكمل ألقاب اليوروباليغ إلى ثلاثة وتوج بطلاً للسوبر الأوروبية مرتين، ومع هذا مازالت يد الريال أعلى في الديربي لكن سيميوني المدرب الأرجنتيني واللاعب السابق في الأتلتي أنهى سنوات عجافاً طويلة من عدم الفوز على جاره، إلا أن السنوات الأربع الأخيرة شهدت سيطرة ملكية على الديربي خلال الليغا فلم يعرف الأتلتي الفوز خلالها على صعيد هذه المسابقة.

خواص بطل

يعد لقاء الليلة محطة مفصلية نحو اللقب مع فارق النقاط الخمس التي يتقدم بها الأتلتي على الريال وبقاء 13 جولة على نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للمتصدر، فخسارة الميرينغي تعني تخليه جزئياً عن لقبه وإفساح المجال أمام الغريم برشلونة للمنافسة على اللقب، على حين سيكون فوزه نقطة تحول مهمة في تجدد المنافسة الثلاثية على اللقب، الأتلتي تصدر الترتيب بشكل متواصل منذ الأسبوع الرابع عشر مستغلاً سوء حال القطبين هذا الموسم وقدم مباريات كبيرة وترافقت بأداء أكثر توازناً منهما، وسجل الأتلتي 9 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة في ملعبه وبالمقابل حقق الريال 8 انتصارات و4 تعادلات وخسارة واحدة خارج أرضه، وكان الريال فاز ذهاباً بهدفين أما الفوز الأخير للأتلتي فكان على كأس السوبر الأوروبية عام 2018 أما فوزه الأخير بالليغا فكان في ملعب برنابيه وقبلها بعام سجل فوزه الأخير في متروبوليتانو.
تاريخياً فاز الريال 112 مرة خلال 226 مباراة جمعت الفريقين بكل المسابقات مقابل 56 فوزاً للأتلتي، وعلى صعيد الليغا خاضا 167 ديربياً ففاز الريال بـ89 مقابل 39 للأتلتي و39 تعادلاً.

تدارك أمور

فرضت نتائج جولة وسط الأسبوع وضعاً جديداً في الدوري الإيطالي فقد أضحى الفارق 6 نقاط بين إنتر وجاره الذي بات وضعه حرجاً في سعيه للحفاظ على حظوظه باللقب وبالتالي بقاؤه وصيفاً واستمر السباق بين أتلانتا واليوفي بالمركز الثالث الذي أصبح لمصلحة الأول بفارق الأهداف قبل أن يخوض الثاني مباراة مهمة أمس مع لازيو، واستعاد روما نغمة الفوز على حين أهدر نابولي نقطتين جديدتين ليستمر الصراع مريراً على دخول مربع الكبار، ومن المتوقع أن تستمر الإثارة على مدار الأسابيع المتبقية من عمر السييرا A، ومنها بالطبع تتمة الجولة 26.
ففي الأولمبيكو سيكون روما خامس اللائحة بفارق نقطتين وراء ثنائي المركز الثالث على موعد مع 3 نقاط منتظرة عندما يستقبل جنوا ثالث عشر الترتيب والذي حقق 3 تعادلات في آخر 4 جولات من دون فوز لكنه بالمقابل خسر مباراة واحدة من تسع أخيرة، لكنه لم يحقق أكثر من فوزين خارج أرضه خلال 12 مباراة خسر في خمس منها وتعادل مثلها، بينما لم يخسر الجيلاروسي سوى مباراة على أرضه خلال العدد ذاته مقابل 3 تعادلات و9 انتصارات، ولم يخسر روما أمام ضيفه منذ 2014 والفوز الأخير لجنوا في الأولمبيكو يعود إلى قرابة ثلاثة عقود ماضية.
ويتعين على ميلان تدارك وضعه جيداً قبل الندم على موسم كان قريباً فيها من القمة وهو يحل ضيفاً على هيلاس ثامن الجدول والذي فرض التعادل على الروزنييري في آخر زيارتين إلى سان سيرو لكنه خسر قبلهما مرتين واحدة منهما في ملعب بينتغودي، ومازال ميلان أفضل الفرق خارج الأرض بواقع 10 انتصارات وتعادل واحد وخسارة يتيمة، بينما حقق ممثل فيرونا 6 انتصارات من 12 مباراة على أرضه مقابل 3 تعادلات ومثلها هزائم.
من جانبه يحاول نابولي عدم إهدار المزيد من النقاط عندما يستقبل بولونيا ثاني عشر الترتيب وفشل سماوي الجنوب في تسجيل فوزين متتاليين منذ 7 أسابيع فائتة فكان يسجل الفوز ويتبعه بخسارة حتى كانت الجولة الأخيرة فتعادل خلالها مع ساسولو، وخاض نابولي 12 مباراة على أرض ملعبه (8 انتصارات وتعادل و3 هزائم) بينما خاض بولونيا 13 مباراة خارج أرضه (فوزان مقابل 4 تعادلات و7 هزائم) وسبق لنابولي الفوز والتعادل في آخر زيارتين إلى ملعب ديل آرا لكنه خسر بالمقابل في آخر مواجهة مع بولونيا في ملعب مارادونا.

قمة نييرازورية

ختام الجولة لن يكون أقل إثارة ففي سهرة الغد سيلتقي إنتر المتربع على عرش الصدارة بفارق مريح حالياً مع نظيره لباساً أتلانتا الذي يتأخر عنه بفارق 10 نقاط كاملة ورغم أن ممثل برغامو يعتبر بعيداً عن حلم السكوديتو الأول بتاريخه إلا أن فوزه في القمة على النييرازوري الأعرق سيعيد حسابات اللقب من جديد، الفريقان هما الأقوى هجوماً في الكالشيو هذا الموسم وهذا الأمر يعود بالأساس إلى الثنائي (لوكاكو ولاوتارو) في الإنتر وقد سجلا معاً نصف أهدافه (31 هدفاً من 62)، وفي الجهة الأخرى الثلاثي مورييل وزاباتا وغوسينس (33 هدفاً من 60) مع ملاحظة قوة دفاع الإنتر مع حارسه هاندانوفيتش حيث اهتزت شباك إنتر 25 مرة مقابل 30 بمرمى أتلانتا.

ولم يخسر إنتر خلال 9 جولات أخيرة وحقق الفوز في ست جولات فائتة وقد هزم في مباراة واحدة على أرض جوزيبي مياتزا مقابل تعادل وحيد و10 انتصارات، ولم يخسر أتلانتا سوى مرة خلال الفترة ذاتها وأنهى 4 مباريات أخيرة بالفوز وسجله خارج ملعبه (7 انتصارات و4 تعادلات وهزيمة واحدة)، ويتفوق إنتر تاريخياً على أتلانتا لكن منذ قدوم غاسبريني عام 2016 توازنت الأمور كثيراً ففاز الثعابين 3 مرات منها اثنتان بميلانو عام 2017 مقابل فوزين لممثل برغامو و4 تعادلات آخرها في ذهاب الموسم الحالي بهدف لمثله، أما الفوز الأخير لأتلانتا في ميلانو فكان عام 2014.

مباريات اليوم وغداً

الإسباني – الأسبوع 26

– اليوم: هويسكا × سلتا فيغو (3.00)، أتلتيكو مدريد × ريال مدريد (5.15)، سوسيداد × ليفانتي (7.30)، بلباو × غرناطة (9.30).

– غداً: بيتيس × ألافيس (10.00).

الإيطالي – الأسبوع 26

– اليوم: روما × جنوى (1.30)، هيلاس فيرونا × ميلان، فيورنتينا × بارما، كروتوني × تورينو (4.00)، سامبدوريا × كالياري (7.00)، نابولي × بولونيا (9.45).

– غداً: إنتر ميلانو × أتلانتا (9.45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن