أكدت عضو الكونغرس الأميركي السابقة تولسي غابارد، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستمرة في حربها القذرة على سورية مستخدمة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي كقوة ميدانية فيها، وكذلك قامت باستخدام الجيش الأميركي لاحتلال شمال شرق سورية بشكل غير شرعي بهدف سرقة النفط، مشددة على أن حصار أميركا الجائر يتسبب بمعاناة ملايين السوريين ويحرمهم من الأساسيات.
وأوضحت غابارد في رسالة فيديو وجهتها إلى زملائها السابقين في الكونغرس، حسبما ذكرت وكالة «سانا»، أن الولايات المتحدة مستمرة في شن حرب على سورية مستخدمة تنظيمات «القاعدة -جبهة النصرة-هيئة تحرير الشام» الإرهابية كقوة ميدانية تعمل بالوكالة وتحتل مدينة إدلب وتواصل ارتكاب الجرائم بحق السوريين، مشيرة إلى أن مشروع القانون الذي قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي لإعادة سلطة إعلان الحرب إلى الكونغرس تحرك جيد لكنهم يتجاهلون الصورة الأكبر.
وأكدت غابارد أن إدارة بايدن مستمرة في استخدام الجيش الأميركي لاحتلال شمال شرق سورية بشكل غير شرعي بهدف سرقة النفط مثلما صرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بكل وقاحة وصراحة منتهكة بذلك القوانين الدولية، موضحة أن الحصار الأميركي الجائر يتسبب بمعاناة ملايين السوريين الأبرياء ويحرمهم من الأساسيات كالطعام والمياه النظيفة والطاقة والدفء ويجعل من المستحيل عليهم أن يبدؤوا بإعادة بناء بلدهم.
وقال موقع «غري زون» الأميركي الذي أورد فيديو غابارد: إنه بالرغم من التداعيات الكارثية للعقوبات الأميركية الجائرة بحق الشعب السوري إلا أن وسائل الإعلام الأميركية لا تذكر هذه العقوبات ولو مجرد إشارة بل تكتفي بالحديث عن معاناة السوريين من دون التطرق لدور الولايات المتحدة المتسبب بهذه المعاناة.
وبين الموقع أن الولايات المتحدة متورطة في الحرب على سورية وصرفت مليارات الدولارات في هذه الحرب، مشيراً إلى ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن تلك الحرب القذرة على سورية بأنها «أكثر البرامج السرية التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA من حيث التكلفة في التاريخ».
ولفت إلى أنه في الوقت الذي اختارت فيه غابارد قول الحقائق رغم الهجوم المتكرر عليها في الكونغرس، فإن مسؤولين أميركيين كثيرين اختاروا الصمت وتجاهل دور الولايات المتحدة في الحرب الإرهابية على سورية بل عمد بعضهم إلى الاحتفال بنتائج العقوبات الأميركية المفروضة على سورية ومعاناة السوريين بسببها مثل من يسمى المبعوث الأميركي السابق لشؤون سورية جيمس جيفري الذي تباهى بتدمير الاقتصاد السوري.
وعدد الموقع مسؤولين أميركيين تجرؤوا على الاعتراف بما فعلته واشنطن في سورية لكن اعترافاتهم لم تظهر على الإطلاق في وسائل الإعلام الأميركية بل تم تجاهلها أو التغطية عليها ومن هؤلاء المسؤولين بايدن نفسه الذي اعترف في عام 2014 بأن حلفاء واشنطن أنفقوا ملايين الدولارات لإسقاط الدولة السورية وأن هذه الأموال ذهبت لتنظيمات إرهابية مثل «النصرة» و«القاعدة».
وأشار الموقع إلى أن بايدن الذي حذف دور واشنطن في الحرب على سورية عاد واعتذر عن تصريحاته تلك لأنه أثار غضب حلفاء واشنطن في تلك الحرب.
وقال: إن جاك سوليفان الذي يشغل حالياً مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض كتب في برقية سرية سربها موقع «ويكيليكس» إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2012 أن «القاعدة إلى جانبنا في سورية»، كما أن منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط في إدارة بايدن بريت ماكغورك اعترف في عام 2017 أن إدلب هي أكبر ملاذ لتنظيم القاعدة، لكنه ألقى المسؤولية في ذلك على حلفاء واشنطن لتمويلهم الإرهاب متعامياً عن دور بلاده في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها «داعش والنصرة والقاعدة».
كما أشار الموقع إلى أن الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي، اعترف في إفادة أمام الكونغرس عام 2014 بأن حلفاء واشنطن مولوا داعش بشكل مباشر لكن السيناتور ليندسي غراهام وبخه خلال الجلسة وقام بإسكاته، لافتاً إلى أن روبرت مالي الذي عينه بايدن مؤخراً مبعوثاً إلى إيران قال في مقابلة في عام 2018: إن الولايات المتحدة كانت جزءاً من إشعال الحرب في سورية بدلاً من إخمادها.
وأوضح أن وسائل الإعلام الأميركية تتغاضى عن آثار العقوبات التي تفرضها واشنطن على الشعب السوري بما فيها دعوة الخبيرة الأممية في مجال حقوق الإنسان إيلينا دوهان التي وجهتها إلى الولايات المتحدة لرفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تعوق إعادة بناء البنية الأساسية التي دمرتها الحرب الإرهابية.