«اتفاق موسكو» لخفض التصعيد بعد مرور عام: مماطلة تركية واستمرار في دعم الإرهابيين وطريق «M4» مازال مغلقاً

لم يفلح «اتفاق موسكو»، الذي وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في ٥ آذار الماضي في العاصمة الروسية، ورغم مضي عام على سريان مفعوله، في تحقيق أي من بنوده، مع استمرار النظام التركي في المماطلة واستثمار الوقت في تكريس هيمنته على منطقة «خفض التصعيد» بإدلب ودعم إرهابييها، والحيلولة دون فتح طريق عام حلب- اللاذقية الدولي والمعروف بطريق «M4»، أمام حركة المرور والترانزيت.
مراقبون لآليات عمل «منطقة خفض التصعيد»، وللنتائج التي أسفر عنها اتفاقا موسكو وسوتشي بين موسكو وأنقرة الموقعان منذ منتصف 2٠١٨، استبعدوا في تصريحهم لـ«الوطن» حدوث أي تغيير في موقف النظام التركي حيال تطبيق بنود الاتفاقين في المدى المنظور بعيداً عن الضغط العسكري الجدي الروسي على أنقرة، ورأى المراقبون، أن تعزيز وزيادة عدد نقاط المراقبة لجيش الاحتلال التركي في «خفض التصعيد»، وخصوصاً جنوب «M4»، دليل على النيات الاستعمارية التوسعية للنظام التركي في المنطقة، بعد أن استقدم أكثر من ١٠ آلاف آلية عسكرية إلى تلك النقاط، البالغ عددها ٦٤ نقطة مراقبة، ونحو ١٠ آلاف جندي تركي مع استمرار وصول الأرتال العسكرية التركية من خلال معبر كفرلوسين الحدودي شمال شرق إدلب، وآخرها رتل أول من أمس والذي يضم ١٥ دبابة ومصفحة وشاحنات تقل عتاداً عسكرياً ولوجستياً.
المراقبون أشاروا إلى أن من أهم نقاط خلاف موسكو مع أنقرة حول تطبيق «اتفاق موسكو»، تنصل الأخيرة من سحب ميليشياتها وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي من جنوب «M4» بل وزيادة دعمها للأخير، وهو الفرع السوري لتنظيم القاعدة، عبر إيكال مهمة حماية طريق عام إدلب باب الهوى لمسلحيه بغية تأمين مرور الأرتال العسكرية التركية إلى عمق محافظة إدلب وإلى ريفها الجنوبي.
وحسب المراقبين، فإنه في ظل الظروف الراهنة، وسياسة الأمر الواقع التي كرسها النظام التركي في «خفض التصعيد»، هناك استحالة في فتح طريق عام حلب- اللاذقية لتمركز الإرهابيين على طرفي الطريق.
كل ذلك، دفع بروسيا إلى توجيه رسائل نارية إلى النظام التركي لتعديل نهجه والمشاركة بإيجابية في تنفيذ التفاهمات والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين حول إدلب، فعمدت عبر سلاح الجو إلى شن غارات بين الحين والآخر على أهداف للإرهابيين وفق بنك أهداف يجري تحديثه على الدوام، فقتلت وجرحت أكثر من ١٢٠ إرهابياً من ميليشيا «فيلق الشام» التابعة والممولة من النظام التركي في استهداف معسكر لهم في جبل الدويلة شمال غرب إدلب في ٢٦ الشهر الماضي، بالإضافة إلى استهداف مقرات «النصرة» شمال المحافظة وفي ريفها الجنوبي بين الحين والآخر عدا عن تدمير أوكارهم في جبال كبانة شمال شرق اللاذقية.

ومن رسائل الامتعاض الروسي من النظام التركي، استهداف مقرات لإرهابيي أنقرة في أطراف وداخل أحياء مدينة الباب، وتدمير حراقات وصهاريج النفط التي تنقل وتسرق النفط السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي، وآخرها إحراق ما يزيد على ٢٨٠ صهريجاً وشاحنة ومقتل وجرح أكثر من ٢٥ إرهابياً أول من أمس في استهداف حراقات النفط في بلدتي ترحين والحمران ضمن المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها في منطقتي الباب وجرابلس شمال شرق حلب بصواريخ موجهة مصدرها البوارج الروسية في البحر المتوسط.