رياضة

معايير ورقية

محمود قرقورا :

تتواصل فعاليات مونديال الناشئين حيث عُرفت هوية ثلاثة أرباع المنتخبات التي حجزت مكانها في الدور الثاني بانتظار الربع الأخير بموجب معطيات باتت شبه مكشوفة، وهذه النسخة تحظى باهتمام خاص في شارعنا الرياضي نظراً لمشاركة منتخبنا ممثلاً وحيداً لمنتخبات لغة الضاد.
قبل انطلاق البطولة قلنا إن منتخبنا يجب أن يستثمر مباراته مع نيوزيلندا إذا أراد العبور وهذه حقيقة دامغة لأن المنتخبات التي تصل إلى النقطة الثالثة غالباً ما تستفيد من كرم النظام المطاط الذي يسمح بمغادرة ثلث المنتخبات فقط، ومع ضياع النقاط الكاملة لمباراة نيوزيلندا نعتقد أن التأهل بات صعب المنال.
قبل انطلاق الكرنفال قلنا: لا نطلب من منتخبنا المستحيل على اعتبار أن خسارته أمام البارغواي وفرنسا لن تفاجئنا من جهة وبالنظر إلى رحلة التحضير وما رافقها من منغصات من جهة ثانية، بمعنى أن خروجنا هو الحالة الطبيعية بمختلف المذاهب الكروية، ومن الظلم بمكان توجيه اللوم لأي كان على النتائج، لكن حقيقة كان بالإمكان أفضل مما كان؟
عندما ننظر إلى منتخبات أخرى عملاقة ونقارن ما حققته بما حققناه نلتمس الأعذار، فمن يصدق أن منتخب إنكلترا اكتفى بنقطتين وهدف واحد؟
من يصدق أن الأرجنتين تلقت ستة أهداف ولم تسجل وهي البلد الذي يولد اللاعب فيها حاملاً جينات وراثية تتنفس كرة القدم؟ ومن كان يتوقع أن بطل القارة الصفراء سيكتفي بنقطة وهدف خلال أول مباراتين؟
قلناها سابقاً ونقولها الآن: بطولات الفئات العمرية لا تخضع لأي معايير ومن الجائز حدوث المفاجآت في كل مباراة، ويصب في خانة براعمنا أن منتخب فرنسا يلعب متأهلاً شبه ضامن الصدارة وبالتالي هذا السيناريو الذي نبحث عنه فهل تسعفنا لغة الاحتمالات؟
بعيداً عن منتخبنا يمكن القول إن منتخب نيجيريا قدم أوراق اعتماده مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ باللقب، وطرقه مرمى المستضيف التشيلياني خمس مرات دليل أنه يمتلك مخزوناً وافراً يمكنه من تحقيق الحلم مجدداً.
والمنتخب الذي يستحق أن نرفع له القبعات هو الكوري الجنوبي الذي لم يُطرق مرماه وسبق العملاقين البرازيلي والإنكليزي.
المونديال لم ينته وفصول الإثارة والتشويق مستمرة فهل يقلب منتخبنا الموازين ويرسم بسمة كروية سورية خلافاً للتوقعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن