اقتصاد

الهدف ضرب كبار المهربين وليس «المتعيشين» … 4 شاحنات عند «عالقين» في درعا تحمل معمل حديد مهرباً

| عبد الهادي شباط

كشف المقدم بديع عاقل رئيس ضابطة سيار دمشق في الإدارة العامة للجمارك لـ«الوطن» عن ضبط 4 شاحنات تحمل آلات ومعدات صناعية في محافظة درعا وبعد الكشف على هذه الآلات اتضح أنها معمل لصناعة الحديد (الأنابيب)، معظم أجزاء ومكونات هذا المعمل مهربة وأنه كان يتم نقل المعمل من منطقة عالقين في محافظة درعا إلى ريف دمشق، ورجح أن تكون مكونات هذا المعمل أدخلت بطرق غير شرعية وخاصة أن الكثير من المهربين والمخالفين استغلوا الظروف العامة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية للمتاجرة وإدخال المهربات.
وبيّن أنه تم خلال الشهر الماضي ضبط العديد من حالات التهريب معظمها ألبسة ومواد غذائية وقطع تبديل للسيارات وأن هناك حالة استغلال للظروف العامة التي يمر بها البلد بعض التجار والمهربين وخاصة مع تراجع حركة النشاط التجاري وتطبيق برامج ترشيد المستوردات واقتصارها على المواد والسلع الأساسية التي يحتاجها المواطن حيث يعمل بعض التجار والمهربين على إدخال المواد والبضائع بطرق غير شرعية مستغلين الحاجة والطلب على بعض المواد في السوق المحلية وطرحها بأسعار مرتفعة ومن دون التحقق من هوية هذه المواد ومنشئها ومدى سلامتها.
وأنه بناء على ذلك يتم العمل على تكثيف العمل الجمركي والتشدد مع حالات التهريب التي يتم ضبطها مع التركيز على المعابر والمناطق الحدودية والطرقات الرئيسية لمنع وصول المهربات للأسواق المحلية، حيث يتم العمل على خطة واسعة في العمل الجمركي في مختلف الأراضي السورية وتغطية مختلف المناطق وضبط كل المعابر والمنافذ التي كان يسلكها المهربون سابقاً مستفيدين من الظروف العامة التي سادت هذه المناطق خلال السنوات الماضية، لأنه غير مسموح بضرب الاقتصاد الوطني وإضعافه عبر اختراق القانون وإدخال المهربات إلى الأسواق المحلية على حساب الصناعات الوطنية وعدم خضوع هذه المهربات للكشف والتحقق من سلامتها ومدى صلاحيتها وخاصة المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية والطبية والأدوية وغيرها من المواد التي تمس سلامة المواطن بشكل مباشر حيث يقوم الكثير من التجار والباعة على بيع مثل هذه المواد في السوق المحلية بناء على رخص ثمنها من دون أي اعتبار لمدى صحتها وسلامتها.
واعتبر المقدم أن هناك توجيهاً للمفارز الجمركية في التركيز على قضايا التهريب الكبيرة ومتابعة كل خيوط هذه القضايا للوصول إلى المنشأ الأساس لها لأن الأهم هو ضرب كبار المهربين (حيتان التهريب) وليس الهدف هو التوجه نحو بعض المتعيشين على بيع المهربات عبر البسطات وغيرها لأنهم الحلقة الأخيرة في سلسلة التهريب والحلقة الأضعف، وهم ليس الهدف الأساس للعمل الجمركي فمعظم عمليات التدقيق والتحري اليوم تنطلق نحو الوصول إلى مستودعات ومخازين التهريب الأساسية التي يعتمد عليها المهربون في تخزين بضائعهم ومنها نقلها وتسويقها على مراحل نحو الأسواق المحلية وهناك العديد من القضايا يتم حالياً متابعتها والتحري حولها خاصة أن المهربين يحدثون آليات وأساليب الغش والخداع لديهم لتمرير المهربات نحو الأسواق المحلية والاحتيال على القانون عبر الكثير من الأشكال أهمها التلاعب بالبيانات مثل إدخال جزء من البضاعة بشكل نظامي وفق بيانات جمركية معدة بشكل نظامي ومن ثم يتم إدخال كميات مضاعفة من البضاعة الواردة في البيانات الجمركية التي غالباً ما تكون بضاعة مجهولة المصدر وغير واضحة المواصفات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن