المرأة سيدة العالم اليوم وكل يوم … العيد العالمي للمرأة يحمل دعوة للعمل من أجل تسريع التكافؤ بين الجنسين
| سارة سلامة
يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار بيوم المرأة، ومع تفشي فيروس كورونا يمر هذا اليوم مع القليل من الآمال والطموحات، حيث كانت مطالب المرأة سابقاً بوصولها إلى مختلف المجالات بالحياة العامة، والإصرار على تحدي جميع المصاعب التي تقف أمام وجودها في جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولأن اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة. يمثل هذا اليوم أيضاً دعوة للعمل من أجل تسريع التكافؤ بين الجنسين.. وفي كل عام تختلف الشعارات، وفي عامنا الحالي اتخذ الاحتفال شعاراً عبارة عن دائرة ذات سهم مع رمز للزهرة.
مستقبل متساوٍ
حيث يطرح الاحتفال بالمرأة تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد ١٩، فهناك جهود هائلة التي تبذلها النساء والفتيات حول العالم في تشكيل مستقبل أكثر مساواة في جائحة كورونا، وتسليط الضوء على الفجوات المتبقية، وأطلقت الأمم المتحدة حملة «التزامك باختيار تحدي عدم المساواة، وامتناع التحيز، والتشكيك في الصور النمطية، والمساعدة في تشكيل عالم شامل».
ورغم كل ما يدور إلا أنها مازالت تتمسك بالأمل والقوة لتستمد منها باقي أسرتها، وسط اليأس المستشري في العائلات بسبب تداعيات الجائحة نفسياً أولاً واقتصادياً وتعليمياً ووظيفياً، وقد جاء شعار حملة الهاشتاغ ليوم المرأة العالمي هذا العام (اختاري التحدي) لتشجيع كسر الصورة النمطية عن المرأة.
حيث أطلق غوغل باليوم العالمي للمرأة، رسومات الشعار المبتكرة «دودل» (Google Doodle)، وذلك بعرض مجموعة من إنجازات الرائدات حول العالم، اللاتي أسهمن في إحداث طفرات في جميع المجالات البشرية عبر التاريخ.
وتضمن مقطع الفيديو القصير الذي أطلقه غوغل، أيادي النساء الرائدات من ثقافات وأعراق مختلفة في عدة مجالات بدأت بحق التصويت في الانتخابات، والتعليم والعلوم والقضاء والرياضة والاحتياجات الخاصة والموسيقا، فضلاً عن المجالات الحقوقية والفضاء والطيران والفنون والسينما، ليؤكد خلال 41 ثانية فقط أن أيادي النساء قادرة على تجاوز التحديات.
زيادة في وظائف البيت
وأدت تداعيات كورونا إلى جعل وظائف المرأة متعددة من رعاية صحية وتعليم منزلي وعمل المنزل وزيادة في وظائف البيت، ورغم صمودها وإصرارها على كسب التحدي مع الجائحة على جميع الأصعدة، إلا أن المؤشرات الحالية تظهر تدنياً وتراجعاً حاداً لمشاركة المرأة السياسية، بل أيضاً زاد العنف عليها خلال فترة الجائحة إلى أضعاف الأرقام مقارنة بالسنوات الماضية، وعلى الرغم من المناظرة المعروفة عن المطالبة بالمساواة في مقابل المطالبة بالتكافؤ بين الجنسين فإن إحصائيات الأمم المتحدة تؤكد أن كليهما لم يتحقق.
وبحسب الأمم المتحدة فإن النساء يمثلن 70 بالمئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهن من بين أشد الناس تضرراً من الجائحة ومن ضمن القادة في المحاولات لإيجاد وسائل للتعامل مع الجائحة.
المساواة داخل الأسر
وبحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فإن الكثير من النساء لا يخضن العمل في المجالات الهندسية والعلمية بسبب التحيز للرجال. وبحسب الإحصاءات التي أعلنتها الأمم المتحدة، فإن 2.7 مليون امرأة ما زلن محرومات بالقانون من وظائف متاحة للرجال، وما زال التصدي للعنف ضد المرأة يتصدر قائمة المطالب حيث تتعرض واحدة من ضمن كل 3 للعنف لمجرد كونها امرأة.
كما أن الافتقار للقيم الرّوحانيّة في المجتمع يقود إلى انحطاط المواقف السلوكيّة التي يجب أن تحكم العلاقة بين الجنسين. ذلك أن العلاقة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والمساواة داخل الأسر، علاقة تحكمها مبادئ المشورة ومجرّدة من استعمال أي شكل من أشكال الإساءة، ليفرض فرد على آخر إطاعة مشيئته.
الأمر الذي يتطلب منا تأهيل الرجال ليكونوا آباء يدركون مسؤولياتهم في العائلة وأن يقدموا نموذجاً لعلاقات سليمة بين الأزواج. تغيرات عميقة ستحدث فقط عندما تتحرك النساء لأخذ أماكنهن في هيئات اتخاذ القرار في مختلف الاختصاصات. وليس بالضرورة أن يُحدِث هذا انتزاعاً بل حين يكون هناك إشراك كامل للمرأة في كل ميادين النشاطات الإنسانية.
حدث عالمي
ويذكر أنه بدأ الاحتفال بيوم المرأة العالمي لدفع الاضطهاد ضد النساء، وفي 1908 خرجت 15 ألف امرأة في مدينة نيويورك الأميركية يطالبن بتقليل ساعات العمل وزيادة الأجور والحق في التصويت.
وفي 1909، احتفل الحزب الاشتراكي الأميركي بيوم المرأة في 28 شباط، ثم في آخر أحد من شهر شباط حتى 1914، وخلال تلك الفترة في أوروبا وبالتحديد في كوبنهاغن اتفق على جعله حدثاً عالمياً في عام 1911. ولحقت النساء الروسيات بالركب واستمرت الدول في الانضمام. وأخيراً في 1975، احتفلت الأمم المتحدة لأول مرة باليوم العالمي للمرأة.
واعتمدت ألوان البنفسجي والأخضر والأبيض لهذا اليوم، ويرمز البنفسجي للعدل والكرامة، والأخضر يمثل الأمل، والأبيض لون النقاء، وقد اختارتها النقابة الاجتماعية والسياسية للمرأة (Women’s Social and Political Union) (WSPU) في إنكلترا في عام 1908.