رياضة

مرحلتان حاسمتان في الدوري الكروي الممتاز.. فمن ينجح بهما؟ البحارة عينه على اللقب والهاربون قلقون

| ناصر النجار

يدخل الدوري الكروي الممتاز مرحلتين حاسمتين قبل أن يتوقف كرمى معسكر المنتخب الوطني ومباراتيه مع البحرين وإيران.
الموقف اليوم صعب والدوري على أشده بمنافسات ساخنة لم تعد تقبل القسمة على اثنين وبات أي تفريط بالنقاط من الصعب تعويضه.
القمة يتنافس عليها خمسة فرق مؤهلة لحمل لقب الدوري الكروي وإن كان تشرين أوفر حظاً إلا أن هذا الكلام غير مقبول في عالم كرة القدم لأن حظوظ البقية وافرة وإن كانت متفاوتة بين فريق وآخر، مع العلم أن الفارق بين الأول والخامس لا يتعدى النقاط الثماني.
ويتنافس على الهروب من الهبوط ثلاثة فرق حالياً، وهي مرشحة لهذا الموقف العسير ولو في الوقت الحالي، وآمال النجاة قائمة للفرق الثلاثة إن أحسنت اصطياد النقاط، وما يميزها عن غيرها أن عملية الهبوط ستكون تحت سيطرتها وذلك من خلال اللقاءات الثلاثة التي ستجمعهم معاً وجهاً لوجه، وهي بلا شك نقاط مضاعفة ونقاط النجاة والأمان.
كيف سيكون موقف الأندية في الأسبوعين القادمين؟ وهل سيغيران في مواقع الفرق أم إن الفرق ستثبت بمواقعها؟ إلى التفاصيل..

البحارة أهون

في نظرة سريعة إلى المتصدر تشرين نجد أن مباراتيه المقبلتين ليستا بالصعوبة المتوقعة وإن تحفهما الأخطار، لكن من الطبيعي لفريق يضع في حسبانه اللقب وأعد له العدة الكاملة وحشد له ما حشد أن يتجاوزهما بسهولة، وإلا فإن القادمات لن تكون سهلة لأنها أصعب بكل المقاييس.
تشرين لم يواجه من الكبار إلا حطين والوحدة، وأمامه مباريات صعبة، واللقاءان القادمان مع الوثبة وجبلة على التوالي، وهما من نوع السهل، وإذا ضمنهما يكون قد ضمن الصدارة وعليه التخطيط للمستقبل والاحتراز من المطبات غير المتوقعة.
لا أحد ينكر أن تشرين يملك شخصية البطل وهو الأكثر جاهزية، وهكذا ينظر إليه كل المراقبين، وعلى أبناء البحارة أن يثبتوا ذلك على أرض الواقع.

نقطة التحول

مباراتا الجيش مع الوحدة وقبلها مع الفتوة اللتان خسرهما الفريق بهدف وحيد في كل مباراة كانتا نقطة تحول أتعبت الفريق وأبعدته عن الصدارة بفارق خمس نقاط ولم تكن النتيجة هي المشكلة الوحيدة للفريق بقدر ما كان الأداء غير متناسب مع قدرة الزعيم واسمه.
مواجهات الجيش القادمة ضمن مفهوم الممكن إذا أحسن الفريق الأداء وصمم على المنافسة الحقيقية وربما أصعب مبارياته ستكون مع تشرين في اللاذقية.
مباراتا الجيش القادمتان من العيار المتوسط، فسيستقبل الساحل المهدد بالهبوط وتلك مباراة غير مفهومة الشكل والمضمون لأن الفريقين يجتهدان نحو هدف واحد وهو نيل النقاط رغم اختلاف الهدف، المباراة الثانية ستكون بمواجهة الوثبة في حمص ولن تكون أقل صعوبة، بل وربما واجه دفاعاً أشرس من المباراة التي قبلها وإذا أراد الجيش البقاء على قمة المنافسين للمتصدر فعليه أن يفوز بهاتين المباراتين، وإلا فالأمور لن تكون بخير إلا إذا تعثر الجميع!!

النفس الطويل

بطولة الدوري تحتاج إلى النفس الطويل وهذا ما افتقده الكرامة فوقع كثيراً في شرك التعادل الذي أضاع عليه الكثير من النقاط، وما زال بين كوكبة المتنافسين وآماله مشروعة ويبتعد عن المتصدر بفارق ست نقاط، مشكلة الكرامة الحقيقية تكمن في العقدة الهجومية وضعف التسجيل، ولابد له من حل سريع قبل أن يفوت الأوان ويتبدد الحلم.
مبارياته ليست سهلة مع منافسين أشداء الوحدة وتشرين على أرضه، ولديه مباريات صعبة أيضاً خارجها، لكن التصميم وعودة المصابين قد يكون لهما دور في تحسن واقع الفريق والضغط على المتصدر، فربما كانت المباراة الأخيرة من الدوري هي الحاسمة.
الكرامة سيستقبل الفتوة ويلعب بعدها مع الحرية وهما مباراتان تنافسيتان وصعبتان لكون الخصم فيهما يبحث عن نقاط الأمل للبقاء في الدوري.

أمل متجدد

تجدد أمل حطين بالمنافسة وهو يتساوى مع الكرامة وهذا يدفعه للاستمرار، أمام حطين مهام شاقة وصعبة إن استطاع أن يتجاوزها نال مراده كاملاً غير منقوص.
سيواجه العديد من الفرق الحالمة بالنقاط كالساحل والفتوة والحرية وهي ليست مباريات سهلة على الإطلاق، وسيواجه فرقاً قوية كالطليعة والشرطة والوثبة، ومواجهة من العيار الثقيل مع الوحدة باللاذقية، ولابد من التغلب على مطبات وصعوبات هذه المباريات إن كان يحلم باللقب، مباراتاه القادمتان مع الطليعة بحماة ومع الساحل بطرطوس ولهما قول الفصل في بقاء الحوت بين كوكبة المنافسين أو قبوله بالأمر الواقع.

مبتعد ولكن؟

لا يمكننا من الناحية النظرية أن نقول إن الوحدة ابتعد عن المنافسة، ففارق النقاط الثماني قد يكون من الممكن تعويضها إن حقق الوحدة ما يريد على أن تتعثر الفرق البقية، هي معادلة صعبة جداً لكنها نظرياً ممكنة.
صعوبة مباريات الوحدة تكمن بلقاء حطين والكرامة خارج أرضه وهما من المنافسين ومع المهددين سيلتقي الفتوة ويختتم مبارياته في طرطوس مع الساحل، والمباريات القوية سيواجه فيها الطليعة وحرجلة والاتحاد وكلها على أرضه.
كما غيره من الفرق ستكون محطتاه القادمتان هما جسر العبور نحو المقدمة، فإن سارت الرياح كما تشتهي سفن البرتقالي حلق بين المنافسين منتظراً زلاتهم، وإلا يكفيه شرف المحاولة، مواجهتا الوحدة القادمتان ستكونان مع حرجلة والطليعة.

ابتعدوا عن الشبهات

الفرق الآمنة: الطليعة وجبلة والوثبة والاتحاد والشرطة وبدرجة أقل حرجلة.
هذا الكلام أنها ستتنافس فيما بينها على مراكز منطقة الوسط أملاً بتحقيق مركز متقدم، وهذا الكلام له تأثير معنوي أولاً وعلى صعيد العمل العام للأندية والكوادر واللاعبين، ففريق يحتل المركز السادس مثلاً أفضل من العاشر، لذلك فإن السباق نحو المركز الأعلى هو نتيجة حتمية لعمل الإدارة ولتبرير النفقات الكبيرة التي صرفت.
نسوق هذا الكلام لأن الفرق لم يعد لها أمل بالمنافسة على اللقب وهي بعيدة كل البعد عن مراكز الهبوط أي ليس لها في العير ولا في النفير، وبذلك عليها أن تبتعد عن الشبهات.
الدوري الكروي الممتاز يجب أن يكون نظيفاً، وعلينا ألا ندخل في حسابات المقدمة ولا حسابات المؤخرة، وأن تؤدي جميع مباريات دون مجاملة أو تراخ لأحد.
سبب هذا الكلام ما قيل عن مباراة الشرطة مع تشرين وقد طالها الكثير من النقد ولعل السبب ما حصل فيها من أخطاء دفاعية قاتلة.
نحن لا نستطيع الدخول في القلوب ومعرفة النوايا إلا أننا كتبنا قبل المباراة أن تشرين أوزن وقادر على حسم المباراة لما يملك من مقومات تؤهله لذلك، وتحدثنا أكثر من مرة أن مشكلة الشرطة في دفاعه (الهش) الذي يتلقى أهدافاً سهلة كما حدث سابقاً في العديد من المباريات والدليل أنه مع الحرية والساحل أسوأ خط دفاع بالدوري.
لا نريد الدفاع عن أحد ولا تبرير موقف أي أحد، وإنما هي عبرة ودروس لكل الفرق حتى لا تقع تحت بند الشبهات والمجاملات ويكثر القيل والقال.
مباريات فرق الوسط في الأسبوعين القادمين فيها روح المنافسة لتأكيد الذات وتبادل المراكز ومنها: الاتحاد مع الشرطة في الأسبوع القادم، الشرطة مع حرجلة في الأسبوع الذي يليه.
أما المباريات التي تجمع فرق الوسط مع فرق المقدمة فهي عديدة، ففي الأسبوع المقبل يلتقي تشرين مع الوثبة، الحرجلة مع الوحدة، الطليعة مع حطين، وهذه المباراة تبدو قوية جداً لاقتراب الطليعة من حطين بالمركز والنقاط.
وفي الأسبوع الذي بعده سيلعب الوحدة مع الطليعة، والوثبة مع الجيش، وتشرين مع جبلة.
ومن جهة المباريات مع الفرق المهددة في الهبوط سيلتقي هذا الأسبوع جبلة مع الحرية وفي الأسبوع القادم الفتوة مع الاتحاد.
الرؤية العامة لمباريات فرق الوسط تضعنا في مراوحة الفرق في مواقعها إن سارت المباريات ضمن حدود التوقعات وبلا مفاجآت فمن المتوقع أن يحقق جبلة الفوز على الحرية، ومباراته مع تشرين صعبة للغاية، ومباراتا الطليعة ليستا بالسهولة المتوقعة وهو يستقبل حطين ويحل ضيفاً بعدها على الوحدة.
أما الوثبة فتنتظره مباراتان من العيار الثقيل مع المتصدر تشرين ومع الوصيف الجيش، ومن المفترض أن يحقق الاتحاد نقاطاً ثمينة من لقاءين مع الشرطة والفتوة إن استقام أمر الفريق وقد حلت اللمسات البرازيلية على الفريق، بالنسبة لفريق الشرطة فوضعه محيّر، فإما هو فوق أو تحت، والفريق يفاجئنا أحياناً بنتائج غريبة كتعادله مع الوحدة مع الوحدة مرتين أو فوزه على حطين، لذلك على الفريق أن يثبت أنه قادر على الإقلاع من مركزه العاشر وخصوصاً أنه يبتعد عن الاتحاد بفارق نقطتين وعن حرجلة بفارق ثلاث نقاط، أي سيلعب مع من هو فوقه ومن هو تحته، ومركزه بيده وبإمكانه تحسين هذا الموقع.
أما حرجلة فوضعه (قلق) رغم أنه أقرب إلى فرق الوسط وأبعد عن فرق المؤخرة، لذلك سيؤدي مبارياته بكل قوة ليدخل منطقة الأمان خشية مرارة الأسابيع الأخيرة، مباراته مع الوحدة صعبة وتحتاج إلى تكتيك خاص، ولقاؤه مع الشرطة متكافئ ويحتاج إلى جهد وهز أكتاف.

آمال صعبة

قائمة المهددين بالوقت الحالي تضم ثلاثة، الساحل بعشر نقاط يليه الفتوة بتسع نقاط وأخيراً الحرية بثماني نقاط.
النجاة من الهبوط ممكنة شرط تحقيق نتائج جيدة، إذا علمنا أن هناك تاجاً واحداً، والثلاثة متقاربون بالنقاط فهذا هو الممكن الذي نتحدث عنه، وأعتقد أن الصورة واضحة حالياً، لكن إذا علمنا أن المتبقي 21 نقطة فهذا يؤكد أن الصورة قد تتغير وقد نجد فرقاً أخرى دخلت الخطر، فلا مستحيل في كرة القدم، لأنها لعبة مفاجآت لا تؤمن بالمنطق، وكل مباريات لها ظروفها وأحوالها.
واقع الحال لا يصب في مصلحة الحرية الذي يعاني وما زال يعاني، فأموره الإدارية والمالية والفنية ليست على ما يرام، واستقالة مدربه الرابع رضوان الأبرش خير دليل على اضطراب الفريق إدارياً وفنياً مع العلم أن الإدارة رفضت استقالة المدرب.
الحرية يحتاج إلى معجزة لكي يبقى، وخصوصاً أن مباراتيه المقبلتين مع جبلة بأرض الأخير ومع الكرامة المنافس في حلب ليستا بالسهولة المتوقعة، وإذا لم يجن من المباراتين شيئاً فيمكننا القول: إن الحرية أول الهابطين.
الفتوة حقق في الفترة الأخيرة قفزة جيدة بعد أن نال أربع نقاط من تسع، وهذا ساهم برفع الروح المعنوية للفريق، وخصوصاً أن النتائج صاحبها أداء جيد أفضل من السابق، وهذا يضعه في خانة النجاة قياساً على أداء الساحل والحرية، والمفترض أن يبقى الفريق بحالة استنفار كاملة لبلوغ حلم البقاء، المقياس في البقاء سيكون بمواجهتين على أرضه مع الساحل ومع الحرية آخر الدوري، لذلك على الفريق عندما يصل إلى هاتين المباراتين أن يكون أكثر راحة منهما، وباعتقاد جميع المراقبين أن مهمة الفتوة شاقة لكنها ليست عسيرة.
اللقاء القادم للفتوة في حمص أمام الكرامة، من سوء حظ الفتوة أن الكرامة ينافس على القمة ويريد تعويض عثرة التعادل مع الساحل، والمباراة التي تليها ستكون بدمشق مع الاتحاد، وعليه أن يضع نصب عينيه أنها مباراة وجود فلعله ينال منها مغنماً.
الكلام نفسه ينطبق على الساحل الذي سيواجه الفتوة والحرية على التوالي نهاية الدوري لكن المشكلة التي تواجهه أنه سيواجههما خارج أرضه، على كل حال النتيجة الجيدة بالتعادل مع الكرامة يجب أن تدفعه لتحقيق نتائج مماثلة وربما أفضل لتحقيق حلم البقاء.
ما زال وضع الساحل مقلقاً، وهذا الأمر تستوحيه من اضطراب أداء الفريق وتعثره المتواصل، فلم يحقق حتى الآن أي فوز في الإياب، والفوز الوحيد حققه على الحرية، مباراتا الساحل القادمة تنافسيتان ومن العيار الثقيل، فسيلعب الجمعة مع الجيش بدمشق ثم يستقبل حطين في المباراة التي تليها، موقف صعب، ولكن لابد من الحلول قبل أن يقع الفأس في الرأس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن