شؤون محلية

الذكور أكثر من الإناث … مدير «الطب الشرعي»: انخفاض في حالات الانتحار بعكس ما تنشره وسائل التواصل … أكبر المنتحرين سناً بلغ 64 عاماً وأصغرهم 15 عاماً

| محمد منار حميجو

كشف المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو أنه لا يوجد أي ازدياد في حالات الانتحار حتى الآن كما يشاع حالياً على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بل على العكس هناك انخفاض في عدد الحالات المسجلة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، موضحاً أنه حتى الآن في العام الحالي تم تسجيل 31 حالة في حين في العام الماضي من ذات الفترة تم تسجيل 35 حالة انتحار.

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح حجو أن سورية من أخفض معدلات الانتحار في العالم فالنسبة لا تتجاوز 1 من كل 100 ألف رغم الحرب عليها وتبعاتها، في حين حسب إحصائيات الصحة العالمية فإن النسبة العالمية تتراوح ما بين 5 إلى 10 من كل 100 ألف، وهناك 800 ألف شخص ينتحرون سنوياً وأنه في الـ45 سنة الأخيرة زادت معدلات الانتحار في العالم بنسبة 60 بالمئة.
وأشار حجو إلى أن الإحصائيات العالمية تدل على أن الانتحار يعد من أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الوفاة للذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و44 في دول العالم.
وأضاف حجو: يجب ألا نعد عدد حالات الانتحار فقط وإنما يجب أن نمد يد المساعدة لكل شخص عنده ميول انتحارية لأن أي حالة انتحار هي خسارة للمجتمع بأكمله كما أن التعامل مع حالات الانتحار هي من الأمور الصعبة التي تواجه الطبيب الشرعي، كاشفاً أن الهيئة تسعى مع مديرية الصحة النفسية لإنشاء مرصد لمساعد ذوي الميول الانتحارية وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم.
وأشار إلى أنه ما يثير القلق هو نشر بعض صفحات التواصل الاجتماعي أخباراً كاذبة عن ضحايا وهميين أو حوادث ملفقة بهدف جمع الإعجابات ومن دون الالتفات لمشاعر القارئ، مضيفاً: يتم تغليف أخبار الانتحار الحقيقية بقالب من التعاطف الوهمي بما يشجع مراهقاً يعاني من مشاكل نفسية إلى التفكير بالانتحار والإقدام عليه بعدما يتم تسويق هذا العمل على أنه بطولي والعكس غير ذلك تماماً.
حجو أعرب عن استغرابه بأن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تذكر مفصل المعلومات عن المنتحر من دون مراعاة مشاعر ذويه وأصدقائه في حين تكتفي بذكر أول حرفين من اسم مجرم ارتكب جريمة.
وبين حجو أن عدد المنتحرين من الذكور أكثر من الإناث بحسب الإحصائيات المسجلة لدى الطب الشرعي العام الحالي فبلغ عدد الذكور 24 في حين تم تسجيل انتحار 7 إناث، مشيراً إلى أن 21 منهم انتحروا شنقاً و5 بطلق ناري و2 سقوط من شاهق ومثلهما انتحرا بالسم.
وأشار حجو إلى أنه تم تسجيل انتحار خمسة قاصرين ثلاثة من الذكور واثنتين من الإناث في حين أكبر المنتحرين سناً بلغ عمره 64 عاماً وأصغرهم بلغ من العمر 15 عاماً.
وأوضح حجو أن أكثر المحافظات التي تم تسجيل فيها حالات انتحار هي ريف دمشق بتسجيل 7 حالات بعدها دمشق 6 حالات وحماة 4 وذات العدد في طرطوس.
وبين حجو أن الانتحار هو لحظة توهم بالقوة في ساعة ضعف فالمنتحر ليس قوياً ولا ضعيفاً لكنه مريض يحتاج إلى مساعدة، موضحاً أن الانتحار ناتج عن العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية المعقدة وغالباً ما يحدث خلال فترات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والفردية مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو البطالة أو صعوبات تطوير هوية الشخص وغيرها من العوامل الاجتماعية.
وشدد حجو على ضرورة الانتباه لأي تغير سلوكي يظهر على المراهق وخصوصاً إذا ظهر عليه الميول نحو الانتحار واعتبار محاولة الانتحار ولو لمرة واحدة مؤشراً خطيراً يجب التوقف عنده وعدم إهماله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن